حملة نسائية توحد الأجيال حول الحق في لقاء القائد عبد الله اوجلان

في مواجهة القمع والإقصاء المستمر، تقود النساء حملة "أريد أن ألتقي بعبد الله أوجلان" حاملات شعلة الصمود والكرامة، ورافعات راية النضال والتغيير، متحديات الصعوبات والقيود لكتابة فصل جديد من الحرية في مجتمعاتهن.

أسماء محمد

قامشلو ـ أكدت نساء من مختلف المكونات والخلفيات الثقافية والسياسية أن اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان ليس مجرد مطلب إنساني وقانوني بل هو أيضاً ركيزة أساسية لتعزيز حرية المرأة ودعم نضال الشعوب في تحقيق العدالة والمساواة والسلام.

تتخذ النساء خطوة جديدة، حاملات راية المطالبة بلقاء القائد عبد الله أوجلان، رمز المقاومة الذي ما زال معتقلاً في ظروف قاسية، وتجمع الحملة نساء من مختلف الأعمار والخلفيات تحت شعار "أريد أن التقي بعبد الله أوجلان"، لتؤكد أن النضال ليس فقط سياسياً، بل هو نضال من أجل كرامة المرأة وتمكينها في مواجهة التحديات والقيود التي تفرضها السلطة.

وفي حملة المطالبة بلقاء القائد عبد الله أوجلان، تقف النساء في مقدمة النضال، لكل منهن دورها الخاص، فالمحامية تسلط الضوء على الجانب القانوني وحقوق الإنسان، وأم الشهيد تعبر عن ألم فقدانها وأملها في الحرية، والكاتبة تروي قصص النضال، ومعاً يجسدن صورة المرأة التي لا تتراجع أمام التحديات، وتواصل الكفاح من أجل حرية وكرامة شعبها.

 

رمز عالمي للنضال من أجل الحرية

وفي هذه السياق قالت ندى ملكي محامية وناشطة حقوية في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا أن "استمرار وجود القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي، يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وجريمة بحق الإنسانية. فالقائد أوجلان لا يمثل الشعب الكردي فحسب، بل هو رمز عالمي للنضال من أجل الحرية والديمقراطية وكرامة الشعوب. لقد حمل مشروعاً سياسياً سلمياً يقوم على أسس التعايش المشترك والعدالة الاجتماعية، وقد أثبت عبر سنوات سجنه أنه لا يزال حاضراً في الوجدان الجمعي لشعوب المنطقة".

وأكدت أنه "لا نكتفي بالمطالبة القانونية فقط، بل نؤكد أن اللقاء به هو حق إنساني وقانوني يجب احترامه، خصوصاً في ظل الاتفاقات التي جرت سابقاً بين القائد أوجلان والدولة التركية، والتي نصت على رفع العزلة كأحد الشروط الأساسية، ومع ذلك، لا تزال السلطات التركية تخرق هذه البنود بشكل متعمد، غير مبالية بالقوانين الدولية أو بالمعايير الإنسانية".

 

الحملة نداء لكل من يؤمن بالحرية والمساواة

وأشارت إلى أن حملة "أريد أن التقي بعبد الله أوجلان"، ليست مجرد مطلب إنساني فحسب، بل هي نداء لكل من يؤمن بالحرية والمساواة، وهي حملة تحمل أهمية خاصة بالنسبة للنساء، لأن القائد أوجلان وإن كان مغيب جسدياً، إلا أنه حاضر في فكرنا ووعينا، من خلال المرافعات والمانفيستو الذي قدمه، والذي يشكل مرجعية فكرية تعزز وعي المرأة وتدفعها لتكون أكثر قوة وفاعلية في المجتمع".

وبينت ندى ملكي أن "دعم القائد أوجلان المستمر لقضايا المرأة وحرية الشعوب يجعل من وجوده الجسدي ضرورة لا يمكن التغاضي عنها، ومن هنا نطالب بخروجه كي يكون بيننا، ويواصل نضاله إلى جانبنا، ويساهم في بناء مستقبل أكثر عدلاً وحرية".

ولفتت إلى الإنجاز الذي تحقق بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان في إقليم شمال وشرق سوريا "قانون الإدارة الذاتية لا يمنع المرأة من القيام بأي نشاط، سياسي أو عسكري أو اجتماعي، والدليل على ذلك هو الواقع القائم في مناطقنا حيث يتم دعم المرأة المناضلة، لأن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة بامتياز، ومن خلال هذه الثورة، أثبتت المرأة حضورها وقدرتها في جميع الميادين، بفضل القانون الذي ساندها والعقد الاجتماعي الذي أعطاها مساحة حقيقية لممارسة حقوقها. لقد كانت المرأة، ولا تزال، رائدة بجانب الرجل، تضاهيه في الشجاعة، وتشاركه في الفكر والبناء والدفاع، لتكون جزءاً فاعلاً في صياغة مستقبل مشرق وآمن للجميع".

 

"نهضت الحملة من نبض قلوب النساء"

وبدورها قالت عضوة في دار المرأة نافية أسعد أن حملة "أريد أن التقي بعبد الله أوجلان" انطلقت من نبض قلوب النساء، من عمق الجراح التي تحولت إلى قوة، ومن الإيمان بأن القائد الذي أفنى عمره في سبيل حرية الشعوب، لا بد أن ينال حريته الجسدية كما منحنا نحن حريتنا الفكرية والإنسانية".

وأكدت أن الحملة لم تكن مجرد كلمات أو دعوات عابرة، بل هي صرخة من رحم الألم، وإعلان وفاء لا يتغير مع السنين "كوني أم شهيد، أُم نزف قلبها على ابن قدم روحه فداء لهذه الثورة، أضم صوتي إلى صوت كل أم فقدت فلذة كبدها من أجل هذه الثورة، ولن نقبل أن يبقى القائد عبد الله أوجلان خلف القضبان. مكانه بين شعبه والنساء اللواتي استيقظن من غفلتهن بفضل فكره، ونهضن من بين ركام الظلم، وحملن راية النضال من أجل الحرية المساواة والكرامة".

وأضافت "تم سجن القائد أوجلان منذ أكثر من 27 عاماً، وحاولوا عزله ظناً منهم أن بوسعهم قتل الفكرة لكنهم فشلوا، لم يدركوا أن فكره أصبح في وعينا، في خطوات نسائنا في صمود أمهات الشهداء، وفي دماء من ضحوا بأرواحهم على درب الثورة. لم يستطيعوا ولن يستطيعوا كسر إرادتنا أو سلبنا الإيمان بأن حرية الشعوب تبدأ من حرية القائد أوجلان".

وشددت نافية أسعد على أن القائد أوجلان قائد أممي وفكره لجميع المجتمعات "القائد عبد الله أوجلان لم يناضل فقط من أجل الشعب الكردي، بل من أجل كل الشعوب المضطهدة، من أجل حرية المرأة وكرامتها، من أجل العدالة والسلام. ولهذا فإننا اليوم نساء من كل القوميات والإثنيات كرد وعرب وسريان نقف معاً، ونرفع الصوت ونطالب بأعلى صوتنا بلقائه. نحن امهات الشهداء، لسنا مجرد داعمات لهذه الحملة، نحن جزء منها، نحن جذورها. نحن اللواتي دفعنا أغلى ما نملك أولادنا على هذا الطريق، فداء لثورة صنعها فكر القائد أوجلان. هذا اللقاء ليس حلماً شخصياً، بل هو حق جماعي، وأمل تنتظره ملايين القلوب، وواجب علينا ألا نرتاح حتى يتحقق".

وأشارت إلى أن الملايين يترقبون لحظة حرية القائد أوجلان "قلوبهم معلقة بهذا اليوم التاريخي، وهم مستعدون أن يضحوا بأرواحهم ليكون القائد أوجلان حراً، ليعود إلى أرضه، إلى ثورته، إلى أحلامه التي تحققت بتضحيات الشهداء وبعزيمة النساء".

وبينت نافية أسعد أنه "نحن أمهات الشهداء لن نتعب أو نستسلم ولن نهدأ، وسنستمر في رفع صوتنا وسنواصل النضال، يوماً بعد يوم، خطوة بعد خطوة، حتى يفتح الباب وتشرق شمس الحرية على القائد عبد الله أوجلان. نريد أن يكون حاضراً في انتصار هذه الثورة. نريده أن يرى كيف أصبحت النساء اللواتي آمن بفكره، قائدات ومناضلات وصانعات للتاريخ. نريده أن يلمس ثمار ما زرعه فينا من كرامة ووعي ومقاومة".

 

"صوت الأمل والحرية"

ومن جهتها قالت عريفة بكر كاتبة وإدارية في مجلس المرأة السورية "النساء في دول العالم والشرق الأوسط، وقفن بقوة وإيمان خلف الحملة "ارغب بلقاء القائد عبد الله اوجلان"، وهي ليست مجرد دعوة عابرة، بل هي صوت الأمل والحرية المنبعث من قلوب النساء اللواتي يؤمنّ بأن القائد رمز النضال والسلام".

وبينت عريفة بكر أن الفرصة "سمحت لي للقاء القائد أوجلان عام 1991، وما زالت ذكريات ذلك اللقاء حاضرة في وجداني بكل تفاصيلها، ومنحتني تلك اللحظات القوة والعزيمة والإصرار على مواصلة طريق النضال، واليوم، أمنيتي أن تتاح لي الفرصة للقاء القائد أوجلان مرة أخرى، فالوجود الجسدي له بجانب النساء هو عامل أساسي لدعمنا وتقويتنا، فهو ليس مجرد قائد سياسي، بل هو الصديق والسند الذي يعزز من قوة المرأة ويمنحها القدرة على الاستمرار في مواجهة التحديات".

ولفتت عريفة بكر إلى أنه "رغم غياب القائد أوجلان جسدياً، إلا أنه حاضر بقوة في عقولنا وقلوبنا من خلال مرافعاته وأفكاره الثورية، وكان من أبرزها مانفيستو السلام الذي شكل لنا منارة فكرية نتعلم منها الكثير، وبفضل هذه المرافعات وتوجيهاته، التقينا بالكثير من النساء في مختلف المناطق السورية، وتشاركنا قصص نضالهن وتجاربهن التي أثبتت أن فكره دافع قوي للمرأة لتكون أكثر وعياً وقوة في مجتمعها".

 

"حقوق الشعوب وحرية المرأة هما جوهر النضال"

وقالت أن "القائد أوجلان قال بنفسه إنه كسر العقلية الذكورية السلطوية بشخصيته ليكون صديقاً للمرأة، وهذا الكلام يعكس مدى تقديره واحترامه لدور المرأة في النضال وفي بناء المجتمع. فكما يناضل المقاتل بالسلاح، يناضل المثقف بالقلم وبالكلمة الصادقة التي تحمل حقائق الواقع وتفضح الظلم، ويقف إلى جانب قضايا الحرية والعدالة. المرأة في نظر القائد أوجلان وفي واقعنا اليوم، هي القائدة والرائدة، هي الأم التي تزرع في أطفالها بذور النضال والحرية منذ نعومة أظفارهم. فهي التي تبني الأجيال على قيم الوعي والكرامة، وتزرع فيهم حب الحرية والعدالة، وتكون قدوة في الصمود والإصرار".

ووجهت عريفة بكر رسالة خاصة إلى جميع المثقفين والكتاب في العالم، شددت فيها على أن "عليهم أن يتعرفوا على مرافعات القائد أوجلان وأفكاره العميقة، لأن العلم والمعرفة هما نور الطريق نحو حلول شاملة وعادلة لجميع المشاكل السياسية والاجتماعية. حقوق الشعوب وحرية المرأة هما جوهر هذا النضال، والقائد عبد الله اوجلان هو المعجزة التي أضاءت درب الشعوب المناضلة والحرة. إننا اليوم، ومن خلال هذه الحملة، نؤكد أن نضالنا من أجل حرية القائد أوجلان هو نضال من أجل حرية الإنسان والكرامة، وأن فكره ورؤيته ستظل مصدر إلهام لكل من يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة".