هل تؤثر الحروب على مسار حقوق النساء في البلدان الآمنة؟

اعتبرت الناشطة المغربية فاطنة أفيد، أن قضايا النساء في المنطقة واحدة ولا تتجزأ، مؤكدةً أن حصول النساء على حقوقهن هو نضال عالمي يقتضي التكاثف والتضامن، مشددةً على أهمية التشبيك الإقليمي والدولي من أجل إعلاء صوت النساء ورفع الظلم عنهن.

حنان حارت

المغرب ـ أكدت الناشطة المغربية النسائية والنقابية فاطنة أفيد، أن الحروب والنزاعات التي تشهدها العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، تؤثر على باقي البلدان خاصةً المجاورة، لأن هناك ثقافة مشتركة تجمع بين البلدان في المنطقة.

تتعرض المرأة لانتهاكات منهجية لا هوادة فيها من عنف وصولاً إلى القتل، يسمح بها الكثيرون ويغضون الطرف عنها، وتبقى أمور مسكوت عنها نتيجة الذهنية الذكورية، ويعد العنف والتمييز الذي يمارس ضد المرأة بمثابة أوبئة اجتماعية عالمية بالرغم من التقدم الحقيقي الذي أحرزته الحركة الدولية المدافعة عن حقوق النساء في التصدي للحصانة التي ينعم بها المعتدون على حقوق المرأة، والتي تجعلهم بمنجاة من المساءلة والعقاب.

قالت الناشطة المغربية النسائية والنقابية فاطنة أفيد، إن ملايين النساء في شتى أنحاء العالم تعشن تحت وطأة الحرمان من حقوقهن الإنسانية والأساسية، لافتةً إلى أنه برغم اختلاف الجغرافيا وخصوصية كل بلد، إلا أن قضايا النساء في المنطقة تبقى واحدة لا تتجزأ.

وأوضحت أن المغرب مثلاً والذي يعتبر بلداً متقدماً بالمقارنة مع ما تعيشه النساء في بلدان أخرى خاصةً في المناطق التي تعرف حروباً وتهديداً للسلم وأمن النساء، مؤكدةً أن المغربيات برغم كل الاصلاحات لازلن تعشن دون حماية قانونية ويمارس ضدهن العنف وتعانين من الظلم والتمييز.

واعتبرت أن التشبيك في قضايا النساء يشكل قيمة مضافة وله أهمية كبيرة "التشبيك أضحى من القضايا الأساسية والآليات التي تساهم في تغيير الأوضاع التي تعيشها النساء في المنطقة"، مشيرةً إلى أن المنظمات الدولية أو الممولين الكبار كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي أو الاتحاد الأوروبي أو اللجان التابعة للأمم المتحدة تعمل مع المجموعات الإقليمية الكبيرة.

وأكدت أن التشبيك الإقليمي والدولي له أهمية كبيرة من أجل إسماع صوت النساء في المنطقة وفضح الانتهاكات التي تمارس ضدهن "إن القضايا النسائية في المنطقة متداخلة، لذلك يجب أن يتعدى النضال من أجل حقوق النساء، حدود البلد".

وتتشابه أوضاع النساء في البلدان العربية خاصة في ظل ما عرفته هذه البلدان من تحولات وصراعات أدت إلى ارتفاع عدد الانتهاكات المسلطة ضدها، وباتت المرأة اليوم بحاجة إلى تشبيك على مستوى المنطقة أكثر من أي وقت مضى.

وقدمت مثالاً عن المغربيات في قطاع غزة منذ بداية الحرب "العديد من النساء وصلن للمغرب بدون زوج وأطفال أو حتى أسرة، كل ذلك يستدعي النضال والتنسيق من أجل حل مشاكلهن أينما كن".

وعن تأثير الانتهاكات التي تتعرض لها النساء في المناطق الساخنة على مسار حقوق النساء في باقي بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، قالت فاطنة أفيد إن ما يقع على النساء مثلاً في السودان أو في ليبيا جراء الصراعات والحروب له تأثير على باقي البلدان خاصةً في الدول المجاورة " هناك أواصر قوية ومشتركة يجمعنا، فكلنا نتأثر بما يحدث بالرغم من الحدود التي تفصلنا".

الانتهاكات ضد النساء لا تزال في مقدمة انتهاكات حقوق الإنسان في العديد من دول العالم، لا سيما الدول التي شهدت صراعات واضطرابات داخلية، خاصةً في ظل استمرار ظواهر الإفلات من العقاب والصمت والوصم بالعار، ضد النساء والفتيات في مناطق الصراع لا سيما في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ولفتت إلى الأوضاع التي تعيشها النساء في ليبيا "الأزمة في ليبيا يتضرر منها الشعب بأكمله، لكن النساء في الصفوف الأولى من المعاناة، منهن تواجههن الفقر وفقدان مناصب العمل، وتعانين أكثر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وعدم توفر الحماية لهن"، مشددةً على أن الانتهاكات التي تطال النساء في كل البلدان يقتضي من النسويات في جميع الدول النضال من أجل التنديد بها، لكون القضايا مشتركة والنضال واحد.

ومن أجل إيجاد حلول لقضايا النساء في المنطقة، اقترحت فاطنة أفيد العمل بشكل قوي في مجال المرافعة من أجل اعتماد قوانين ترفع الظلم والتمييز عن النساء "أغلب الدول في المنطقة صادقت على اتفاقيات حقوق النساء كاتفاقية سيداو واتفاقية منع التمييز واتفاقيات تخص المهاجرات والقاصرات والأشخاص في وضعية الإعاقة ومادامت الدول صادقت على تلك الاتفاقيات يجب تفعيلها على أرض الواقع".

وشددت في ختام حديثها، على أن السعي لتأكيد على أن حقوق النساء هو نضال عالمي يقتضي من الجميع التكاتف والتضامن للتخلص من الممارسات والقوانين التمييزية والمجحفة من أجل وضع حد للظلم الذي تعاني منه النساء في كل البلدان.