المراسلات لا تعرفن الحدود
تقول سارة بيرمورادي "في إيران، تعتبر الصحافة مهنة صعبة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، وحتى في القوانين الإيرانية، يتم الاعتراف بها على أنها مهمة صعبة، لذا يجب أن يكون الأشخاص حذرين للغاية أثناء العمل".
اسرا عزيزي
بيجار ـ الصحافة في إيران مهنة غير معترف بها، وعلى الصحفيين الذين يعملون في وكالات أنباء مختلفة في إيران أن يوثقوا الأخبار بشكل كامل، ولكن رغم أنها من المهن الشاقة، إلا أن أغلب العاملين بها بدون تأمين وبدون أمان وظيفي ولا يحصلون على رواتب ومزايا مناسبة.
معظم المهتمين بالصحافة يرون أن وضع العاملين في هذا المجال بإيران يشبه الرحالة بلا منزل، ناهيك عن المضايقات التي يواجهونها باستمرار، من التوبيخ إلى السجن وغير ذلك من انتهاكات ولذلك يضطر الكثير منهم إلى الهجرة للاستفادة من مساحة العمل والأمان الشخصي والمالي.
سارة بیرمرادي (اسم مستعار) صحفية تعمل في بيجار، تقول "كل وظيفة لها مخاطرها ومشاكلها، ويعتمد ذلك على ما يقدمه مهمتها، بالنسبة لي، بعد أن جربت العديد من الوظائف، وجدت أنني قد خُلقت لأكون مراسلة، وأعلم أن هناك الكثير من العمل الشاق على الطريق، لكن الجميع كانوا لطيفين معي، لقد حاولت دائماً إنتاج أخبار صادقة وحيادية وأن أكون الراوي الوحيد، هكذا أشعر أنني مفيدة. يجب أن يكون الضمير موجوداً في كل وظيفة لكن في العمل الإخباري الصدق هو أساس كل شيء، عليك أن تضع تفكيرك وكل ما يعنيك جانباً، برأيي، عندما تدخل باب الصحافة يجب أن تكون مجهول الهوية ولا تكتفي إلا بالأحداث والأخبار التي ترى وتسمع لا أكثر ولا أقل".وأضافت "للأسف أو لحسن الحظ، العالم اليوم يتأثر بعالم الإعلام. كصحفي، يمكنك التضليل، وعلى العكس التنوير، وهذا يعود إلى ضميرك بالطبع، ربما تعمل في مكان خاص حيث يتعين عليك إعداد الأخبار في اتجاه ووفقاً لنظام تفكيرهم، لكن هذا لا ينبغي أن يجعلك تنسى ضميرك وتخالف الحقائق، ففي النهاية ستنكشف الحقيقة. لقد مررت بتجارب كثيرة فيما يتعلق بذلك، مخاطر وتحذيرات من أنني لو لم أكن مهتمة بعملي، لكان من الصعب والمستحيل أن استمر في العمل لكن الحقيقة هي أن العمل بشكل صحيح في أي مجال أمر غير سار بالنسبة للبعض، وهناك دائماً من يريد إسقاطك، ولكن يمكنك الاستفادة منها كتجارب والتطور باستخدامها".
ولفتت إلى أن الصحافة في إيران مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر للغاية، وحتى في القوانين الإيرانية، يتم الاعتراف بها على أنها مهمة صعبة، لذا يجب أن يكون العامل في هذا المجال حذراً "في كثير من الأحيان أعاقوا عملي وهددوني واستجوبوني ومنعوني من العمل، لكنهم لم يتمكنوا من إيقافي. كل شخص لديه مهمة، ومهمتي هي نقل الأخبار، وأينما كنت في هذا العالم، سأواصل عملي لأن الصحافة لا تعرف حدوداً والصدق هو أولويتي".
وتابعت "بعض وكالات الأنباء المحلية والأجنبية، عرضت عليّ وظيفة وبعد فترة توصلت إلى نتيجة مفادها أن أعمل بشكل مستقل لأن بعض وكالات الأنباء ليست حيادية وهذا يجعلك غير قادر على استخدام مبدأ الصدق وعليك إرضاءهم أولاً وهذا جعلني أتردد في العمل لدى الكثير منهم".
وترى أن "العمل الإخباري لا يختلف عن لوحة الرسام كما أنني استمتع بأخباري وأبذل قصارى جهدي. عندما أنجح، يبدو الأمر كما لو أن لوحتي وصورتي وقصيدتي وقصتي قد تم إنشاؤها أيضاً، ولذلك أرى أن الأخبار عمل فني يتطلب ذوقاً فنياً، والتفاصيل مهمة فيه، ومثل الفنان، يجب عليك أن تتحدى نفسك باستمرار لتصنع موضوعاً من كل ما تراه ثم تحلله أخيراً في عقلك ثم تعطيه الحياة".
واختتمت حديثها بالإشارة إلى النجاح وطول العمر في العمل "هذا العمل أيضاً يتطلب ذوقه الخاص، يجب أن تكرس له حياتك كلها دون شكوى، يجب أن تكون ذكياً، سوف تتعرض للإهانة والعديد من التحديات لكن كل هذا يبنيك ويجعلك كبيراً، فإذا شعرت بعد فترة أنك توقفت ولم تعد قادراً على الاستمرار، فاعلم أنك لم تخلق لهذا ويجب أن تغير الطريق، ولكن إذا رأيت التحديات وأكملت طريقك فإنك ستبقى في هذه الوظيفة لسنوات".