وضع الأنقاض في أماكن غير مخصصة لها يهدد حياة الكائنات الحية
في المدن التي أدى الزلزال إلى تدميرها تم نقل أنقاض المباني التي تمت إزالتها إلى الأماكن السكنية، ودعت الناشطة البيئية أصلي قهرمان أرن إلى الحد من هذه العملية بأسرع وقت، قائلةً "الكائنات الحية في خطر كبير".
مدينة مامد أوغلو
هاتاي ـ بعد حدوث الزلازل في مرعش ، استمرت عمليات إزالة الأنقاض في العديد من المدن، كما وأنه في المدن التي دمرها الزلزال تدهورت الكائنات الحية بسبب وضع ونثر الأنقاض على الأراضي الزراعية وحول مدن الخيام، كما وذكر الخبراء أن الأنقاض التي وضعت على الأراضي الزراعية، ومجرى الأنهار والمناطق التي يعيش فيها الناس، يجب السيطرة عليها في أقرب وقت ممكن، وذكروا أن هذه العملية تسببت في حدوث دمار بيئي في المنطقة.
بعد وقوع الزلزال الذي تسبب في أضرار جسيمة في 11مدينة، بدأت أعمال إزالة أنقاض المباني الذي اكتملت أعمال البحث فيها، ولكنه لم يتم اتخاذ أي احتياطات أثناء القيام بعملية الإزالة هذه، تم وضع الأنقاض والحطام الذي تمت إزالته في المناطق التي تملئها الكائنات الحية، وأن بقايا الأنقاض التي تمت إزالتها من المدن منذ أكثر من شهر، يتم وضعها في مجرى النهر في سمسور، والأراضي الزراعية في إسكندرونة، ومنطقة أشجار الزيتون في أنطاكيا، ومدينة الخيام ونقطة الحدود البحرية في سامانداغ، وعلى الأراضي الزراعية في مرعش.
وقالت أصلي قهرمان أرن من المجلس التنفيذي لاتحاد البيئة وائتلاف العدالة المناخية، إن الكائنات الحية بأكملها مهددة ودورة الحياة الطبيعية في خطر، وقامت بتقييم الأضرار التي ستظهر في الوسط مع استمرار هذه العملية.
"عدم اتخاذ الاحتياطات يشكل تهديداً كبيراً على الكائنات الحية"
أصلي قهرمان أرن التي قدمت إلى المنطقة، قالت لوكالتنا أن مادة الأسبستوس المتواجدة في الأنقاض تسبب العديد من الأمراض في جسم الإنسان، بما في ذلك السرطان، كما أن جميع الكائنات الحية قد تضررت من جراءها "تم وضع الأنقاض في هاتاي في منطقتين أحداهما منطقة قريبة جداً من البحر قرب مدينة الخيام، إنه حدث مؤلم للغاية ومحزن جداً لأن الأسبستوس الموجود في الأنقاض اليوم يتم التحذير منه من قبل الجميع، وأن هذه المادة تسبب ضرراً كبيراَ لجميع الكائنات الحية، ولهذا السبب تأثرنا بشكل كبير بالمناظر التي رأيناها اليوم، سيؤدي تسرب الأنقاض المتواجدة بالقرب من البحر في المنطقة السكنية إلى إصابة الناس والأطفال هناك وزيادة معدلات الإصابة بالسرطان بسرعة، ستؤثر على جميع الكائنات الحية من خلال اختلاطها بمكونات الطبيعة والكائنات الحية والتربة والماء، المنطقة الأخرى امتدت إلى بساتين الزيتون خلف الجبل".
ولفتت إلى أنه "كانت هناك أيضاً سحابة سميكة من الدخان لدرجة تغشى البصر، لأن الأسبستوس الناتج عن هذا الدخان يولد مادة ليفية تلتصق مباشرة بالرئتين، وتؤثر على صحة الإنسان والطبيعة بشكل خطير جداً".
"يجب وضع الأنقاض في منطقة خاضعة للرقابة وبطرق مدروسة"
وأوضحت "إن الأنقاض المتناثرة على أشجار الزيتون هناك ستسبب أضراراً كبيرة لكل من حقول الزيتون ودورة الحياة الطبيعية في المستقبل، بعد مراقبة هذه الأمور التي تحدث اليوم في تلك المنطقة تحدثنا فيما بيننا حول ما يمكننا القيام به، أن هناك مشكلة كبيرة هنا في هذه المنطقة، هناك الآلاف من الأنقاض والآلاف من المباني المتضررة التي يجب هدمها، أين سيتم نقل كل هذه الأنقاض وما الذي سيحدث أن هذه الأمر مشكلة يجب النظر فيها على المدى الطويل، أنها قضية تحتاج إلى دراسة متأنية ودقيقة للغاية، كما يوجد هناك أمر أخر وهو أن الناس المتواجدين في المنطقة معتمدين على الزراعة والإنتاج".
"يجب دعم الإنتاج"
وأشارت إلى أنه يجب دعم الأشخاص الذين لا يريدون مغادرة المدينة وإعادة تهيئة الأراضي الزراعية للإنتاج، مؤكدة على ضرورة اتخاذ تدابير ضد الأضرار التي قد تحدث مع عملية إزالة الأنقاض "سيتم إعادة بناء هذه المدينة من الصفر، وهناك قضايا خطيرة يجب أخذها في عين الاعتبار أثناء بنائها، لأننا رأينا أن هذه المنطقة تقع في موقع جغرافي تستمر فيها الزلازل، لذا يجب على المهندسين المعماريين تصميم مشاريع دقيقة للغاية معاً، وعلى الأشخاص الذين يعملون في الزراعة تقديم طلبات للحصول على منازل حاويات بالقرب من الأراضي الزراعية وليس في مدن الخيام، يبقى الناس هنا في خيام النايلون الزراعية ويريدون الخروج منها والسكن في مأوى آخر وإعادة خيامهم الزراعية إلى مناطق إنتاج، لأن المزارعون هنا بحاجة ماسة إلى بيع منتجاتهم وتسويقها".
"حدث هناك دمار بيئي"
وأكدت أصلي قهرمان أرن على إنه يجب أن يكون هناك دعم وتضامن مع سكان المنطقة في وجه هذا الدمار البيئي الذي يحصل "أن الناس المتواجدين هنا يريدون الحصول على البذور الزراعية والشتلات والخيام لأحياء هذه الأراضي الخصبة من جديد، ولتقديم المساعدة في تطوير المدينة مرة أخرى، يجب علينا الوقوف متكاتفين في هذا النضال للحفاظ على هؤلاء الناس المتواجدين هنا ومن أجل إعادة تعلقهم بمدنهم، يجب علينا النهوض بالبلد بأكمله وعلى المنظمات الغير حكومية إعادة إحياء هذه الأماكن وذلك من خلال الوقوف جنباً إلى جنب مع الأهالي هنا، هناك الكثير للتحدث عنه لقد مات الآلاف من الناس هنا، ودمرت دورة الحياة الطبيعية وأزيل تاريخ كامل، وقد تسبب ذلك في دمار بيئي أيضاً".