ناشطة تشدد على ضرورة الرفق بالحيوان للحفاظ على التوازن البيئي
منذ سنوات وتعتني الناشطة في مجال الرفق بالحيوانات ميرفت الدبس، بالحيوانات الشاردة، وتؤكد على ضرورة الرفق بالحيوان للحفاظ على التوازن البيئي.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ أكدت الناشطة في مجال الرفق بالحيوانات ميرفت الدبس، على ضرورة احترام حقوق الحيوانات وحمايتها باعتبارها كائنات حية، وعدم انتهاك حقها في الحياة، داعيةً إلى تبني استراتيجية لتحديد نسل الحيوانات على المدى الطويل.
تقول الناشطة في مجال الرفق بالحيوانات ميرفت الدبس أنها تشعر بسعادة كبيرة عند رؤية الحيوانات وهي تنتظرها لإطعامها "بالرغم من أن الوضع الاقتصادي مأساوي، وراتبي كمعلمة متعاقدة مع وزارة التربية ضئيل، إلا أنني أبذل كل ما في وسعي لإنقاذ الحيوانات الشاردة فلا يمكنني رؤية أي حيوان مريض أو جائع".
وأوضحت أنها كل يوم على مدار 12 عاماً تتفقد الحيوانات وتتابع شؤونها "أعالج الحيوانات المريضة وأداوي جراحها، وكل هذا بمجهود شخصي، رسالتي للجميع رفقاً بالحيوانات فهي تحافظ على البيئة وتوازنها".
وأشارت إلى أنها كناشطة في مجال الرفق بالحيوانات تسعى إلى توعية النساء وترجمة الجهود على أرض الواقع "نحاول التوعية بموضوع تعقيم الحيوانات بإجراء عمليات لها تخفف عدوانيتها وتحميها من الأمراض السارية والسرطانات المختلفة خاصةً تلك المتعلقة بالهرمونات كسرطان الثدي والرحم والمبايض لدى الإناث والبروستات وغيرها لدى الذكور"، لافتةً إلى أنه "خلال مرحلة التزاوج تزيد العداونية، لذا فإن التعقيم ضروري لمنع احتكاك هذه الحيوانات مع بعضها البعض، وتلاقيها مع المواطنين، الذي سيؤدي أحياناً إلى حوادث مؤسفة تكون ضحيتها هذه الحيوانات، لذا نتفادى هذه المشاكل من خلال التعقيم، وبهذا نحافظ على التوازن البيئي".
وأضافت "باعتبار أن الحيوانات كائنات حية فلها حقوق، يعتقد البعض أن الطريقة الوحيدة للسيطرة على تزايد أعدادها هو القتل، إلا أن الدراسات أظهرت أن قتل الحيوانات الضالة ليست بطريقة فعالة، بل أن تبني استراتيجية لتحديد نسل الحيوانات أفضل بكثير على المدى الطويل".
وأكدت على أن "هناك العديد من دول العالم قد تبنت طريقة المصيدة والتحييد والإطلاق للتعامل مع حيواناتها الضالة، ومع ذلك فإن القضية في لبنان يتم تجاهلها عمداً، على الرغم من قانون الرفق بالحيوانات الذي وقع عليه عام 2017، وقد أقامت مدن عدة حول العالم ملاجئ لرعاية الحيوانات، حيث يمكن للناس تبني الحيوانات الضالة المحصنة ومعالجتها كحيوانات أليفة، وألزم القانون في المادة 12 استحداث ملاجئ لها، وللأسف لم نشهد هذا الأمر إلا مؤخراً في مدينة بعلبك، حيث أنشئ ملجأ للحيوانات الضالة، ولكن للأسف لا يتم معالجة واقع الكلاب الشاردة عامةً بطريقة رحيمة، بل يتم قتلها وتسميمها وخصوصاً بمادة اللانيت الخطرة والمحظورة دولياً".
وترى أنه لتفادي تلك المشكلة "يجب تطبيق نظام TNR الذي يهدف للحد من ظاهرة الكلاب الضالة، من خلال جمعها في مراكز معالجة مؤقتة لإخصاء الذكور، وتعقيم الإناث واستشفائها، وأخيراً إطلاقها في بيئاتها الطبيعية في أطراف المدن، ما سيمكن من ضمان استقرار عددها وانخفاضها تدريجياً، وهو نظام متبع عالمياً".
ولفتت ميرفت الدبس إلى أنه "يتم التعامل مع هذا الموضوع أي الرفق بالحيوان وكأنه كماليات، وخصوصاً في الفترة الأخيرة من الأزمة الاقتصادية، ولكن من المسؤول عن تزايد أعدادها؟ نحن البشر، فبعد كل مناسبة يتم إهداء حيوان أليف وخصوصاً الصغار منها، لكنهم لا يستطيعون تحمل مسؤوليتها عندما تكبر، وبالتالي يتم في أفضل الأحوال تبنيها أو بيعها إن كان من سلالة معينة".
ومن أسباب زيادة أعداد الكلاب الضالة "بيع مربو الكلاب "الجيد" و"الجميل" منها والتخلص مما تبقى، ولكن ساهمت الأزمة الأخيرة بتفاقم المشكلة حيث يتم رميها في الطرقات لتلاقي مصيرها، وللأسف فمعظم هذه الحيوانات غير معتادة على العيش في الشوارع وتنفق، وبالمقابل هناك كثير منها تبقى لتتكاثر وتساهم في زيادة أعدادها".
وأضافت "في البداية كنت أطعم ما لا يتجاوز عن 10 كلاب، لكن حالياً فأنا أطعم أكثر من 120 كلباً ومثلها من القطط في منطقة عاليه، ولا أعلم كيف يمكنني أن أكمل هذا الأمر في ظل محاربتي للمجتمع، أتلقى مساهمة من أطباء بيطريون من خلال معالجة الحيوانات الشاردة".
وتقدم ميرفت الدبس يومياً الطعام للحيوانات الشاردة وتقول "أحاول وضع الطعام في أماكن تجمع هذه الحيوانات وبعيداً عن البشر، بالإضافة إلى المياه النظيفة، وللمفارقة فقد جذب الطعام بعض أنواع الطيور الجارحة والغربان، وهذا يسعدني أيضاً، ولدي في المنزل عدد من الحيوانات المعاقة، والتي أنتظر أن يتم التواصل معي من أجل تبنيها محلياً أو تسفيرها إلى الخارج، كما ولدي شقة صغيرة أربي فيها 15 قطة مصابة إصابات دائمة، وأداوم على إطعامها والعناية بها".