ناشطة تقود حملة للنظافة ومكافحة الأوبئة في السودان

للقضاء على انتشار الأمراض والأوبئة تساهم ناشطة طوعية سودانية بإطلاق حملات للنظافة في الأحياء والمرافق العامة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان.

آية إبراهيم

السودان ـ في ظل ارتفاع الكثافة السكانية في ولايات السودان الآمنة بسبب النزوح من المناطق التي تشهد صراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي اندلع منذ نيسان/أبريل 2023، تراكمت النفايات على الطرقات العامة مما ساهم في ارتفاع نسبة الأمراض وانتشار الأوبئة في البلاد.

 في واحدة من ولايات السودان الآمنة تقود الناشطة الطوعية سلمى عوض فضيل حملة واسعة للنظافة وجمع النفايات وهي تواجه عدد من التحديات من أجل تنفيذ مشروعها الذي تعمل به في ظروف صعبة تمر بها بلدها الذي يعاني من صراع مما يضاعف من حجم المعاناة التي يمكن أن تواجهها لأجل الوصول لهدفها ونجاح مشروعها الخاص بالنظافة وجمع النفايات.

مع شروق شمس كل صباح تخرج سلمى عوض فضيل برفقة عدد من عمالها لتبحث عن المناطق التي تكثر فيها النفايات بشكل كبير وتوجه عمالها لنقلها إلى الأماكن الخاصة بها بعيداً عن الأحياء والأسواق والمرافق العامة وهي تقول إنها تعمل في مشروع نفايات في وحدتي كريمة ومروي بالولاية الشمالية طوعاً مع مجموعة "نفير العافية" و"شباب من أجل البلد" والهلال الأحمر السوداني من خلال حملات طوعية بدأت منذ عام 2018.

وأضافت "بعد عودتي من الخرطوم للولاية الشمالية بسبب الصراع طالبت بتنفيذ المشروع بشكل رسمي"، مشيرةً إلى أن المشروع غير مربح مادياً لكنها لا تولي اهتمام لذلك وتبرر بأن عدد من الأوبئة سببها النفايات وهي تعمل للقضاء عليها من أجل توفير حياة للمواطن في بيئة صحية آمنة.

وقالت سلمى فضيل إنها بحكم عملها الطوعي واجهت العديد من المشاكل والتحديات في مشروعها الحالي الخاص بالنظافة منها مشكلة عدم توفر السيارات لنقل النفايات إضافة لعدم توفر العمالة وضعف ثقافة المواطن تجاه جمع النفايات.

وأوضحت "واحدة من المشاكل التي توجهني التخلص من النفايات بصورة عشوائية من قبل المواطنين"، مبينةً أنها تعمل لمحاربة ذلك من خلال عدة محاور منها نشر التوعية حول كيفية وضع النفايات في الأماكن المخصصة لها، مؤكدة أن المرأة قادرة على فعل كل ما تريده وإنها تجد دعم ومساندة.

وحول المراحل التي يعمل عليها المشروع، أشارت إلى أن مشروع النظافة الذي يشمل وحدتي مروي وكريمة تخطط لإكماله خلال عام "في المرحلة الأولى أعمل خلاله على تغطية جميع الأحياء من خلال التخلص من النفايات العشوائية وإعادة تدويرها إذ تعتبر هذه المرحلة مهمة وتعمل على تقليل نسبة النفايات بعد فرزها وإعادة تدويرها للاستفادة منها".

مشروع جمع النفايات ونظافة المنطقة التي تتواجد فيها سلمى عوض فضيل لم يكن هو المشروع الأول الذي تنفذه لخدمة مجتمعها فقد ساهمت في إطار عملها الطوعي مع آخرين في تنفيذ عدد من المشروعات كان آخرها تشييد مستشفى نفير العافية للولادة الذي تم تنفيذه بالجهد الشعبي كما نظمت حملة لتوفير دواء "أمصال" للذين تلسعهم العقارب من مواطني المناصير بالولاية الشمالية وغيرها من الأعمال الخيرية التي قامت بها ووجدت إشادة وتقدير من الجميع.

إلى جانب سلمى فضيل هناك العديد من السودانيات الفاعلات في العمل الطوعي واللواتي نشطن بشكل كبير خلال فترة الصراع، ومنهن الناشطة الطوعية المعروفة سوهندا عبد الوهاب التي يطلق عليها لقب "أم الغلابة" نسبة للخدمات التي تقدمه للمحتاجين في الكثير من الأوقات فبجانب عملها في المحاماة بقيت سوهندا عبد الوهاب حريصة على دعم جميع المحتاجين من خلال الخيرين الذين توصل لهم الحاجات عبر صفحتها على موقع التواصل الافتراضي "فيسبوك" التي خصصتها لعملها الطوعي وفعل الخير.