حرق النفايات الطبية بطرق غير مناسبة يشكل خطراً على الصحة والبيئة

لحرق النفايات الطبية أثار سلبية على البيئة وصحة الأنسان، فمن الممكن أن تسبب أمراضاً كالسرطان وضعف الجهاز المناعي والخلل الهرموني وغيرها الكثير من الأمراض.

هيلين أحمد

السليمانية ـ يتم حرق النفايات الطبية الصادرة عن المستشفيات الخاصة والعامة في إقليم كوردستان عبر أفران خاصة صممت لحرق النفايات الطبية خارج المدن، تحتوي هذه الأفران على فلاتر ومرشحات لمنع الدخان والغازات الضارة التي تشكل خطراً على البيئة والأنسان.

وفقاً للمعلومات الواردة من رئيس لجنة النفايات الطبية في المستشفيات الخاصة والعامة في السليمانية، يتم تدمير المعدات الطبية في السليمانية منذ عام 2012 في مشفى الطوارئ ومشفى الشهيد الدكتور "آسو"، وكان هناك فرن كبير في مشفى المدينة لكنه توقف عن العمل لعدم توفر ميزانية وتم في عام 2023 إعادة فتح الأفران وتوفير الخبراء، ويوجد حالياً ستة أفران لحرق وتدمير المعدات الطبية بشكل علمي وحديث.

وأشار إلى أنه يتم التخلص من النفايات الطبية بطريقتين الأولى هي حرق نفايات المعدات الطبية والأدوية عبر أفران النار من قبل أمن السليمانية، أما الطريقة الثانية للتخلص من بعض النفايات التي لا يمكن حرقها عن طريق طحنها، مشيراً أن اثنين من الأفران الستة بها مرشحات لتنظيف الغازات والدخان المنبعث منها، حتى لا تسبب تلوثا بيئياً، أما الأفران الأخرى فلا تحتوي على مرشحات.

 

الدول الصناعية هي سبب التلوث في الدول الفقيرة

تقول المحاضرة في قسم علوم البيئة بجامعة السليمانية والباحثة في مجلس كردستان لدراسات البحث العلمي الاستراتيجي شاغول أبو بكر أن هناك العديد من الأسباب لتلوث البيئة منها استخدام المواد الكيميائية والنفايات الصلبة والسائلة للتربة، وصب مياه الصرف الصحي في الانهار العذبة، بالإضافة إلى دخان المصانع والأعداد الكبيرة للمركبات التي تعمل على البنزين وتسبب تلوثاً في الهواء في المدن والبلدان المتقدمة.

وأوضحت أن الدول المتقدمة تطلق كميات كبيرة من الملوثات في الهواء من خلال صناعاتها الكبيرة، ويقع الضرر الأكبر على الدول الفقيرة ذات الانبعاثات الصناعية المنخفضة.

وأشارت إلى أنه لا يجوز التخلص من النفايات سواءً كانت نفايات منزلية أو طبية عبر حرقها حيث أن هذه الطريقة تسبب تلوثاً بيئاً خطيراً، ففي إقليم كردستان يتم التخلص من النفايات الطبية عبر حرقها بالأفران المخصصة "يجب أن تحتوي الأفران على فلاتر هواء لمنع دخول الدخان والغازات إلى الهواء والتي تسبب تلوثاً بيئياً".

 

 

المشاكل البيئية لن تنتهي مع التخلص من النفايات الطبية خارج المدن

وقالت إن إخراج النفايات الطبية خارج المدن ليس حلاً لتدميرها، يجب تدمير النفايات الطبية بشكل علمي حسب صلابتها وسيولتها، كما يجب حرقها من خلال الأفران لتصفية الدخان والغازات السامة المنبعثة منها.

وأكدت شاغول أبو بكر أن مشكلة التلوث البيئي الناجمة عن التخلص من النفايات الطبية لا يمكن حلها إلا من قبل المنظمات ونشطاء حماية البيئة والعلماء الذين يقومون بالأبحاث "للأسف ليس لدينا وزارة للبيئة، لذلك يجب على جميع الأطراف التنسيق لإيجاد حل لهذه المشاكل من خلال العودة إلى مصادرها وأسبابها حتى نتمكن من حلها بأفضل طريقة".

وفي ختام حديثها أكدت شاغول أبو بكر، أن قلة وعي الأفراد في المؤسسات الحكومية والمصانع هي سبب التلوث البيئي، فلا يستطيع طرف واحد وحده حل المشاكل البيئية، أن كما المشاريع الاستثمارية هي أيضاً سبب للتلوث البيئي، لذلك يجب على المستثمرين والسلطات وأصحاب المصلحة العمل معاً لرفع مستوى الوعي بين الأفراد من خلال التعليم والندوات.