باحثة بيئية: للمرأة دور فعال في تحقيق العدالة البيئية

المرأة تمثل نصف المجتمع ويقع على عاتقها دور أساسي في التربية البيئية السليمة وحماية أفراد الأسرة من تأثير الأضرار المحتملة للعوامل البيئية.

رفيف اسليم

غزة ـ أكدت الباحثة في المجال البيئي نور البردويل على ضرورة تحقيق الوعي البيئي للمرأة، وتبني ممارسات بيئية صحية، مشيرةً إلى أنه من الصعب أن يحدث التوازن البيئي دون تدخل المرأة للحد من استنزاف الموارد.

تستند العدالة البيئية إلى مبدأ أن الجميع لديهم الحق في الحماية من التلوث والعيش في بيئة نظيفة وصحية، من خلال الاعتماد على الحماية المتساوية، والمشاركة الفعالة من قبل جميع الأفراد وفق قوانين بيئية وأنظمة وسياسات، فأين موقع المرأة من أجل ضمان تحقيق ذلك.

أوضحت الباحثة في المجال البيئي نور البردويل، أنه لا شك في الدور المميز والفعال الذي تقوم به النساء بكافة المجالات من ضمنها محاولاتهن المستمرة لتحقيق العدالة البيئية، كون الطبيعة ارتبطت بالمرأة ارتباطاً وثيقاً عبر العصور، ووثقت في بعض الثقافات كرمز لحماية الطبيعة.

وعرفت العدالة البيئية على أنها التوزيع العادل للمواد البيئية سواء بالإيجاب أو السلبي، أي بالمحافظة على البيئة أو هدر مواردها من خلال المشاركة الفعالة لجميع أفراد المجتمع، مشيرةً إلى أنه من الصعب أن يحدث ذلك التوازن دون تدخل المرأة للحد من استنزاف تلك الموارد وتعزز فكرة أن البيئة ميراث للأجيال القادمة الذين سيسكنون الأرض في السنوات المقبلة.

وأشارت إلى أن ذلك المفهوم ظهر في الولايات المتحدة في أوائل الثمانينات، وكان المصطلح له استخدامان متميزان والاستخدام الأكثر شيوعاً الذي يصف العدالة البيئية بأنها حركة اجتماعية تركز على التوزيع العادل للمنافع والأعباء البيئية، لافتةً إلى أن التمييز البيئي هو إحدى القضايا التي تسعى العدالة البيئية إلى معالجتها والذي يعتمد على مساندة الأقليات والفئات المهمشة بالمجتمع.

وترى أن مفهوم العدالة البيئة من الممكن أن يكون نظام حياة سواء في استنزاف البيئة من خلال هدر المياه ومصادر الطاقة المختلفة التي شارفت على الانتهاء، وإصدار كميات أكبر من النفايات الصلبة التي تدمر التربة، أو العكس، وهنا يبرز دور المرأة في تربية أبنائها على ترشيد استخدام تلك الموارد خاصة النفايات البلاستيكية واستبدالها بأخرى ورقية لإعادة تدويرها مرات عدة.

وتستطيع المرأة تكوين الوعي الوقائي الذي يمنع حدوث المشكلة واستبدال الوضع القائم بالوعي العلاجي الذي يسمح بإيجاد دافع تجاه إيجاد الحلول المناسبة كما أوضحت، فمن خلال غرس القيم البيئية الهادفة للحماية، وتعزيز دور الفرد في مواجهة البيئة أو مساعدة الأفراد والجماعات على اكتشاف الوعي بالبيئة وقضاياها، لافتةً إلى أن ذلك الإدراك قائم على المعرفة بالقضايا البيئية من حيث أسبابها وآثارها.

وشددت على ضرورة تحقيق الوعي البيئي للمرأة كونها الخطوة الأولى للمجتمع، حيث تتبنى النساء الممارسات البيئية الصحية، وترغبن في تغير سلوك الأفراد الذي يبدأ من تغيير أسلوب تعامل الأسرة مع الموارد الطبيعية المتوفرة في المنزل مثل الماء والطعام والطاقة، بهدف تقليل الإسراف لتقنين إنتاج النفايات بالتالي عدم زيادة التلوث البيئي.

ولاستكمال تلك العملية يجب أن يتم تمكين المرأة في مواقع تمكنها من الضغط لإقرار المزيد من التشريعات التي تخدم وتعالج القضايا البيئية وفق نور البردويل التي أكدت على دور المرأة في تغير سلوك الفرد ومن ثم المجتمع، واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تكسبها قوة تجعلها قادرة للسيطرة على حياتها.

وأشارت إلى أن الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة لعام 2023، تؤكد على أهمية تمكين المرأة، وقد جاء نصه الواضح بضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء وتوفير فرص متساوية لهن للحصول على التعليم والرعاية الصحية والعمل المناسب والتمثيل في عمليات صنع القرار السياسي والاقتصادي.

وأكدت الباحثة نور البردويل في ختام حديثها على أنه بإمكان العاملات تحقيق العدالة البيئة من خلال تنفيذ مشاريع يتساوى ما ينتجه من ملوثات مقابل إصلاحها أي التخلص منها بطريقة سليمة بحيث يتم السيطرة على كافة المشاريع الغير صديق للبيئة، أو خلق مشروع من البداية يراعي التوازن البيئي كمشاريع الأسمدة المنتجة من الأغذية التي ترمى بالقمامة وإعادة تدوير نشارة الخشب، واستغلال مياه المكيفات لري النباتات العطرية وغيرها من المشاريع القائمة للسيدات بغزة.