التعدين مستمر في بيران والأشجار لم تعد تنمو
طالبت نساء مدينة بيران بشمال كردستان بوقف أنشطة التعدين المستمرة، مشيرات إلى أن الأشجار لم تعد تنمو بسبب هذه الأنشطة، حيث تعملن على حماية الطبيعة من خلال زرع الأشجار في مناطقهن.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ في حيي بيريجمان وهيريدان في منطقة بيران "دجلة" في آمد، تستمر أنشطة التنقيب عن المعادن التي تقوم بها شركات تعود ملكيتها لمرشحين عن حزب العدالة والتنمية في انتخابات 31 آذار/مارس 2024، على الرغم من استهجان الأهالي.
زيادة القدرة على التنقيب عن المعادن
بدأ التعدين في المنطقة لأول مرة في 3 آب/أغسطس 2011 من قبل شركة بير يلديز إينشات مادن ناك للصناعة والتجارة الغذائية المحدودة، حيث تم نقل الأعمال التي بدأت بقرار "تقييم الأثر البيئي غير مطلوب" إلى شركة أولمز دوغو مادنسيليك للتعدين في عام 2019، وبعد أن تقدمت هذه الشركة بطلب إلى وزارة البيئة والتحضر والتغير المناخي لزيادة الطاقة الاستيعابية في عام 2022، استجابت الوزارة للطلب بشكل إيجابي، وبالتالي، تمت زيادة أعمال التنقيب عن المعادن التي تتم على مساحة 24.94 هكتاراً إلى 532.77 هكتاراً.
تضررت كروم العنب وحدائق سكان المنطقة
تدخل شركتا Ölmez Nakliyat وDoğu Madencilik Sanayi A.Ş، في نطاق أعمال التنقيب عن المعادن، في المناطق التي تقع فيها بساتين المواطنين وكروم العنب في آمد وتسبب أضراراً لا يمكن إصلاحها.
وكانت السلطات التركية قد أخلت حي بيريجمان الريفي في التسعينيات من القرن الماضي ثم أحرقت المنطقة في وقت لاحق، إلا أن سكانها الذين لم يرغبوا في مغادرة أراضيهم عادوا إليها لإعادة بنائها.
خصوبة التربة آخذة في الانخفاض
في كلا حيّين بيريجمان وهيريدان، أصبحت الحياة المعيشية مهددة تماماً بسبب سحابة الغبار الناجمة عن المعادن الثقيلة وتفجير الديناميت، ومن ناحية أخرى، انخفضت خصوبة التربة أيضاً بسبب هذه الأعمال، حيث يضطر القرويون الذين يكسبون رزقهم من تربية الحيوانات وكروم العنب والبساتين إلى الهجرة بسبب عدم كفاءة التربة.
وقد اتصل سكان الحي بلجنة البيئة بفرع آمد بجمعية المحامين من أجل الحرية (ÖHD) ولجنة البيئة والعمران بنقابة المحامين في آمد لتسليط الضوء على الأضرار التي لحقت بالحياة المعيشية.
وبناءً على طلب سكان الحي، اتخذت لجنة البيئة والحضر التابعة لنقابة المحامين فرع آمد إجراءات في هذا الشأن، حيث تستعد نقابة المحامين لرفع دعوى قضائية لإلغاء تقرير تقييم الأثر البيئي بشأن زيادة الطاقة الاستيعابية.
الأشجار لم تعد تنمو
ذكرت هتون كايا، إحدى سكان الحي، أن أشجار الفاكهة بدأت تجف بعد أعمال التنقيب والاستخراج من المناجم، كما أن بعض الأشجار المثمرة بدأت تتعفن "لقد جفّت جميع أشجار العنب لدينا ولم يبدأ أي منها بالنمو، لا يمكننا أكل أي شيء من حديقتنا، كل شيء نتن، ولا يمكننا أن نتنفس بسبب هذا الغبار، أشجارنا لا تنتج أي منتجات، لا نريد منجماً هنا، يجب إغلاقها على الفور".
أصبحت الجبال سهلية نتيجة لهذه الأعمال
من جانبها أشارت جولهان كايا، إلى أن الغازات السامة المنبعثة في الطبيعة نتيجة التعدين تسببت في الإصابة بالكثير من الأمراض "لقد دمروا جبلاً كاملاً لإنشاء هذا المنجم، كانت هذه منطقة خضراء، أما الآن فقد تم تسويتها بالأرض، منذ اليوم الذي تم فيه بناء المنجم، تشكلت سحابة غبار فوق القرية".
وأضافت "كانت هناك أشجار فاكهة وبساتين هنا وكنا نحصل على منتجات جيد منها لسنوات، أما بعد إنشاء هذا المنجم، لم نعد نحصل على أي محصول".
بدأت الهجرة من القرية إلى المدينة
وذكرت جولهان كايا أن المناجم تضر بالأهالي والطبيعة على حد سواء "في الماضي، كان الناس الذين يعيشون في المدينة يأتون إلى هنا للحصول على هواء نقي، ولكن الآن بات العكس يذهب الناس من القرية إلى المدينة بسبب هذا المنجم".
وفي ختام حديثها طالبت بإغلاق المناجم "يجب أن نريح الأهالي والطبيعة على حد سواء ولن يكون ذلك إلا بإغلاقها، بات الناس مجبرون على الهجرة من هنا لأن القائمين على المناجم لم يتركوا أي منطقة يمكن للأهالي الحصول على الغلة منها، غداً وبعد غد يفكرون في دخول القرية، عندما يأتون إلى هنا سيكون ذلك رغمنا عنا وسيصبح كل شيء أكثر صعوبة بالنسبة لنا، فلتُغلق المناجم ولنستنشق هواءً نقياً".
"سنواصل النضال"
بدورها دعت ليلى تشيت، عضو جمعية البيئة، التي ناضلت ضد الألغام مع سكان الحي، إلى اتخاذ تدابير قبل أن يتسبب المنجم الذي شكل سبباً في نهب الطبيعة في المزيد من الضرر للحياة المعيشية، "سنقف دائماً إلى جانب الشعب ضد هذه الانتهاكات، واليوم، نرى أن سياسة التعدين هذه تنتشر في كل منطقة"، مشيرة إلى أن "هذه المناجم، التي هي خارجة عن مطالب الشعب، لا توفر أي ربح لسكان المنطقة، وسوف نستمر في الوقوف إلى جانب الشعب ضد هذا النهب".