'القضايا البيئية جزء لا يتجزأ من قضايا حقوق الإنسان'
قالت الإعلامية البيئية أمل الصامت أن القضايا البيئية هي جزء لا تتجزأ من قضايا حقوق الإنسان وإن الإعلام البيئي التونسي شريك فاعل في تحقيق التنمية المستدامة.
نزيهة بوسعيدي
تونس ـ أطلقت تونس مؤخراً منصة إعلامية إلكترونية "كوسموس ميديا" مختصة في الشأن البيئي والتنمية المستدامة تحت شعار "على هذه الارض ما يستحق الحياة".
لتسليط الضوء على المنصة الإعلامية الإلكترونية "كوسموس ميديا" ودور الإعلام البيئي في تحقيق التنمية المستدامة وحضور المرأة في هذا المجال
أوضحت الإعلامية البيئية ورئيسة تحرير المنصة أمل الصامت "أن المنصة الإعلامية الإلكترونية جاءت لتؤسس لصحافة الحلول التي لا تكتفي بالتغطية الإعلامية ونقل الخبر فقط بل تبحث عن الحلول من خلال تشبيك العلاقات بين مختلف المتدخلين والاستفادة من تجارب البلدان الأخرى وتوفير مادة إعلامية هادفة تستجيب لكل الأعمال البيئية وتتناول بالتحليل والنقاش مختلف القضايا والمشاكل البيئية".
وأضافت "بدأ التفكير في إنشاء منصة كوسموس ميديا منذ عام 2017 مع الصحفية مبروكة خذير مديرة المنصة بالتعاون مع أكاديمية دوتشي فلة الالمانية لإيجاد حلول للمشاكل البيئية في البلاد، فإثر بث برنامج إذاعي بيئي، تم تبني المشروع البيئي تحت عنوان "كوسموس" ليتطور البرنامج ويصبح منصة إعلامية متكاملة تحتوي على موقع إلكتروني وتبث برنامجاً إذاعياً مشتركاً مع عدد من الإذاعات".
واعتبرت أن "المواضيع البيئية دخلت في صلب اهتمامات المواطن التونسي والإنسان ككل فالتغيرات المناخية التي تحصل في العالم وفي تونس اليوم لها تأثير كبير على الأمن الغذائي والصحة وعلى عيشنا اليومي وعلى وضعنا الاقتصادي وعلى قدرتنا الشرائية، فشح المياه يساهم في تراجع الانتاج الفلاحي ليكثر الطلب ويقل المنتوج فترتفع الأسعار وبالتالي المواضيع البيئية لم تعد مجرد فقرات تمر مرور الكرام في بعض البرامج بل مواضيع لابد أن يتم تناولها في العمق ومنحها الاهتمام الكامل".
وأوضحت أن "القضايا البيئية والحق في بيئة سليمة نعتبره في كوسموس ميديا جزء لا يتجزأ من قضايا حقوق الإنسان لأن بيئة سليمة تعني صحة سليمة وتعني عيش أفضل ومستقبل أفضل لنا ولأجيال المستقبل، فبالتوعية والتحسيس يمكننا حل جميع المشاكل".
وحول مساهمة الإعلام البيئي في تحقيق التنمية المستدامة أوضحت أن التنمية المستدامة موجودة في كل مجالات الحياة وأنها موضوع شاسع لأنه عندما يتم التحدث عن فلاحة بيولوجية وعمارة فيتم التطرق إلى التنمية المستدامة، والعاملات في مجال الصناعات التقليدية والمنتوجات الفلاحية كذلك منخرطات في العمل على تحقيق التنمية المستدامة وعندما يتم تناول القصص والمواضيع التي تعنى بهذه المجالات تشجع المنصة من خلالها على التنمية المستدامة التي تحقق الرفاه الاجتماعي.
وعن مساهمة المرأة في معالجة القضايا البيئية تقول أن "المرأة في صلب القضايا البيئية اليوم في مجال الفلاحة مثلاً نسبة العاملات في الفلاحة أكثر من نسبة الرجال، وفي مجال الصناعات التقليدية أيضاً وكل ماله علاقة بالتجميل بالمنتوجات الطبيعية الصحية وشبه الطبية، فالمرأة استطاعت أن تحتل مكانة وتشارك في العديد من المجالات".
وحول دوافع انشغالها كصحفية بهذا المجال بينت "اهتممت خلال السنوات الأخيرة بكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وخاصة قضايا النساء والفتيات وكنت على علاقة مباشرة مع العديد من المنظمات والجمعيات النشطة في المجال النسائي وقضايا النساء والفتيات وكانوا همزة وصل بيننا وبين الاستماع لشهادات العاملات في المجال الفلاحي، وفي مجال الصناعات التقليدية هذه الفئات الهشة في تونس التي تبحث دائماً عن تحقيق استقلاليتها المادية والمعنوية فوجدت إن جل النساء اللواتي التقيتهن عن طريق هذه الجمعيات هن في صلب قضايا بيئية".