النفايات آفة تهدد النظام البيئي والصحة البشرية

يعتبر فصل النفايات القابلة لإعادة التدوير مثل الورق والبلاستيك وتسليمها إلى مراكز إعادة التدوير، بالإضافة إلى عدم استخدام الأكياس التي تستخدم لمرة واحدة، هي طرق لتقليل النفايات المنزلية والذي بدوره يساعد في التقليل من كمية النفايات.

أجرين حسيني 

ديوانداره - إن تراكم النفايات في الطبيعة وعدم الإدارة السليمة لها يؤدي إلى إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون وزيادة تلوث الهواء، وإنتاج العصارة (المادة المرتشحة) التي تؤثر على الموارد المائية والتربة في المنطقة، مما يشكل بيئة مناسبة لظهور الميكروبات وإنتاج وتكاثر الحشرات.

لا يوجد في أي من مدن محافظة سنه موقع أساسي ومعياري للتخلص من النفايات، ويتم جمعها بطريقة غير صحية أو مناسبة، حتى نفايات المستشفيات يتم التخلص منها بشكل غير مناسب في بعض المراكز الصحية والعلاجية بالمحافظة، لكن حتى الآن لم يتم التفكير في حل مناسب لحلها، لأن مشاكل المناطق الحضرية والريفية في محافظة سنه ومدن شرق كردستان الأخرى لم تلقَ اهتمام المسؤولين الحكوميين.

وسيؤدي الافتقار إلى التخطيط السليم والمقنن والمستمر في مجال التخلص من القمامة إلى دفن مدينة سنه تحت مكب النفايات في السنوات العشر القادمة، أن موقع مكب النفايات التابع لبلدية ديفاندارا خلق العديد من المشاكل لأهالي هذه المدينة والقرى المحيطة بها، كما أن رائحته الكريهة جعلت حياة المواطنين مريرة، وخاصةً أهالي قرية كريزه.

تقول (ك. م) إحدى سكان قرية كهريزة في مدينة ديوانداره التي تقع أراضيها الزراعية حول مكب النفايات الواقع على بعد كيلومتراً واحداً منها، أن "الينابيع المحيطة بالقرية كانت تحتوي على مياه صالحة للشرب، حتى على بعد أمتار قليلة من المجرى الرئيسي، وفي الربيع كان بإمكاننا جمع المياه وشربها، لكن النبع الرئيسي الآن محاط بالقمامة"، مشيرةً إلى أن "الأراضي الزراعية أصبحت مليئة بالحاويات البلاستيكية وأكياس النايلون، التي تدخل إلى الحقول جراء عدم وجود سياج، مما يصعب علينا تنظيف الأرض". 

يقع مكب نفايات مدينة ديوانداره في بيئة غير مناسبة حيث أنه يقع بمحاذاة الأراضي الزراعية، وهو على طريق الفيضانات، وليس هناك سياج يوقف تمدده، ولا يتم التخلص من النفايات يومياً، مما يزيد من وجود الكلاب الضالة ولصوص القمامة، ومنذ أن أصبحت مدينة ديوانداره سياقاً حضرياً، لم يتم إجراء أي تغييرات في إدارته مما يسبب المزيد من المشاكل كل يوم، فمن الواجب اختيار المكان المناسب لدفن النفايات على بعد 10ـ 20 كيلومتراً من وسط المدينة وحيث يعيش الناس.

يقول سكان المنطقة أن "رائحة القمامة الكريهة جعلت الحياة صعبة علينا، وفي بعض الليالي لا نستطيع الراحة بسبب هذه الرائحة، يعد الدخان الناتج عن حرق القمامة مصدراً للعديد من الأمراض، بالإضافة إلى أنه يحرمنا من الهواء النقي".

وتقول ب. ن "عندما نستيقظ في الصباح، بدلاً من تنفس الهواء النقي، نضطر لاستنشاق رائحة الدخان والنايلون والبلاستيك الملوث، ويغطي الدخان الناتج عن حرق القمامة الهواء مثل هالة من السحاب كل صباح، لذلك يعاني الأهالي هنا من مشاكل في التنفس فلا نحن أنفسنا آمنون، ولا أراضينا الزراعية التي تحيط بها القمامة آمنة".

والجدير ذكره أن عدد سكان المدن في العالم يتزايد، وهذه الزيادة تعني تدمير الموارد الطبيعية وتحويلها إلى سلع استهلاكية، وفي النهاية إنتاج المزيد من الملوثات والنفايات في البيئة، مما يؤدي إلى تدمير الأرض وانتشار الأمراض.