نضال كلارا زتكين وصل إلى ذروته مع ثورة المرأة (2)
رغم تعرض نساء روج آفا على الدوام لممارسات النظام السوري، لم تتوقفن أبداً عن النضال من أجل الحرية وكافحن دائماً من أجل حرية وطنهن وحرية المرأة
'نساء روج آفا احتفلن في عام 2004 لأول مرة بيوم الـ 8 من آذار'
قالت ليلى كلو التي شهدت أول احتفالات يوم الـ 8 آذار/مارس عام 2004 "رغم هجمات النظام السوري تمكنا من الاحتفال بيوم 8 آذار اليوم العالمي للمرأة، بطليعة المرأة الكردية".
روناهي نودا
قامشلو ـ . نظمت النساء في روج آفا صفوفهن منذ عام 2005، حيث كانت النساء تعملن في النضال الجبهوي الشعبي وناضلن بشكل متواصل من أجل تحقيق النصر لقضيتهن.
تأسس اتحاد ستار الذي يحتضن جميع النساء الكرديات في روج آفا عام 2005. نجح الاتحاد في أن يكون صوت ولون ووجود المرأة الكردية. لقد مكنت ثورة المرأة بقيادة اتحاد ستار، النساء من احتضان ثورتهن وأن يصبحن صوت النساء في جميع أنحاء العالم. اليوم تستمد النساء في جميع أنحاء العالم إلهامهن الرئيسي من نضال ومقاومة نساء روج آفا. استعدت النساء الكرديات سراً لأول مرة لاحتفالات الثامن من آذار عام 2004، ولكي لا يعرف النظام البعثي مكان الاحتفال، تم الاحتفال بهذا اليوم في إحدى قرى مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا. ليلى كلو هي إحدى النساء اللواتي كن شاهدات على تلك الأيام، تحدثت لنا عن تلك الفترة.
"احتفلنا لأول مرة بيوم 8 آذار في 2004"
وتعليقاً على 8 آذار/مارس 2004، قالت ليلى كلو "تم الاحتفال بيوم 8 آذار لأول مرة في عام 2004. بسبب ضغط النظام كنا نحتفل سراً. احتفلنا في قرية نائية في قامشلو. ولأننا كنا سنحتفل بذلك اليوم لأول مرة، شعرنا بفضول شديد حول كيفية حدوث ذلك. كنت أنا أيضاً عضوة في مركز الثقافة والفن في ذلك الوقت تقرر أننا يجب أن نقدم عرضاً مسرحياً حول أهمية ذلك اليوم. ومن شدة سعادتنا قدمنا عرضاً ناجحاً جداً. كانت قصة العرض حول الآلهة عشتار التي حررت النساء العبيد والمضطهدات. حيث توضح عشتار للنساء كيفية التعرف على وجودهن وحمايته. كان عرضاً عادياً لكنه كان مهماً جداً".
"لقي الاحتفال إقبالاً وترحيباً كبيراً"
وحول فعالية 8 أذار/مارس 2004 تقول ليلى كلو "ذهبنا إلى مكان الاحتفال بحماس ومعنويات كبيرين. عندما بدأ البرنامج، تحدثت إحدى الرفيقات في البداية عن أهمية اليوم والاحتفال بيوم المرأة. ثم بدأنا في تقديم العرض المسرحي ولعبت شخصياً دور الإلهة عشتار وأنقذت العبيد والنساء المضطهدات. كان أداؤنا جيداً جداً وقدمناه بنجاح. لقي الاحتفال إقبالاً وترحيباً كبيرين من المشاركات، لأنها كانت المرة الأولى. وفي تلك الفترة تمكنا من الاحتفال ونحن مرتديات أزيائنا الفلكلورية. كما أن المشاركات كانت من النساء فقط".
"النظام لم يكن يريدنا نحن النساء أن نحتفل بيومنا"
وقالت ليلى كلو أنه أثناء الاحتفال هاجمهم النظام، وأضاف "بعد أن بدأت الاحتفالية، هاجمنا النظام وحاصرنا. كانت هناك الكثير من الإخباريات في تلك الفترة، ويبدوا أن أحداً ما أخبرهم بالاحتفال. عندما هاجم النظام وبدأ بالاعتقالات، اتحدت النساء ضد هذا الهجوم، وأمسكن أيدي بعضهن وقلن: يجب أن تعتقلونا جميعاً أو لن يتم اعتقال أي أحد. أرسل النظام عميلاً وقال يجب أن توقفوا الاحتفال أو أن النظام سيهاجم. لكن النساء قلن إننا لن نتوقف وسنحتفل بيومنا. حمل النظام السلاح، لكن غضب النساء كان أكبر منهم. كان هناك الكثير من النساء اللواتي لم يتخلين عن الرقص واستمررن في الاحتفال. حاول عميل النظام أن يثير الفتنة، وقال تعالوا اضربوني، لكننا أدركنا أنها عبارة عن محاولة استفزاز لذلك لم نهتم بالأمر".
"ألقي القبض على ناظلي كجل"
وقالت ليلى كلو أن النظام السوري اعتقل ناظلي كجل في ذلك العام ولا توجد معلومات عنها حتى الآن، "كانت تجري اعتقالات كثيرة ولكن لم يتم سجن النساء، كانوا يعتقلون الرجال وكان يفقد أثرهم أحياناً. كان هناك احتفال في ديريك في ذلك الوقت وسمعنا أنه تم إلقاء القبض على امرأة تدعى ناظلي كجل فقد أثرها عند الدولة. وحتى يومنا هذا لا زال مصيرها مجهولاً. بعد تلك الانتفاضة احتفلنا بكل أيامنا الجميلة والمهمة. كلما نظمنا فعالية أو احتفالية، كانت تحدث المزيد من الهجمات. كلما هاجمنا النظام، زاد غضبنا وانتصر نضالنا".
"التفت النساء حول ثورة المرأة"
ونوهت ليلى كلو إلى أنهن استطعن بناء ثورة نسائية عبر النضال الدؤوب، "بعد ثورة روج آفا، نقيم يومياً فعاليات واحتفالات. استطعنا كنساء أداء دورنا المنوط بنا في ثورة المرأة. المرأة التي استعبدت ولم تجرؤ على مغادرة منزلها، تمكنت بفضل الثورة في روج آفا من كسر القيود وقادت الثورة. تمكنت النساء في يومنا الراهن من تولي زمام ثورتهن وبناء العديد من المؤسسات والمنظمات. تمكنت النساء أيضاً من تشكيل قوتهن العسكرية المتمثلة بوحدات حماية المرأة. عندما قيل أنه تم تشكيل وحدات حماية المرأة، بكيت من شدة الفرح. اليوم تدرك النساء اللواتي تتعرضن للعنف أن لديهن مكان للذهاب إليه وإيجاد حلول لمشاكلهن".
"أهنئ نساء الشرق الأوسط بمناسبة الـ 8 من آذار"
وفي ختام حديثها هنأت ليلى كلو كافة نساء العالم "نهنئ كافة نساء العالم وبشكل خاص نساء الشرق الأوسط بمناسبة يوم الـ 8 من آذار. رسالتنا إلى النساء هي تعزيز قوتنا وتصعيد نضالنا وأنشطتنا. إننا إذ نحتفل اليوم بهذا اليوم، فإنه نتاج لنضال السنوات السابقة، نستذكر النساء الطليعيات. يجب أن نعزز قوتنا من خلال تجسيد فكر القائد للوصول إلى كافة النساء. القائد عبد الله أوجلان حرر النساء من العبودية، واليوم يجب علينا أيضاً أن نؤمن بقوتنا. سنحتفل بهذا اليوم مرة أخرى مع النساء ونريد أن نرى القائد أوجلان بيننا. سنكون جميعاً على درب المقاتلين ودرب القائد أوجلان، سنعمل كل ما يتطلب منا بدون تردد. وسنكون دروعاً حية لجميع النساء".
https://www.youtube.com/watch?v=oKdjdeDruS8