من الاتحاد إلى قيادة ثورة المرأة (5)

اللجنة الاجتماعية أيضاً هي إحدى لجان مؤتمر ستار. اتخذت اللجنة الاجتماعية خطوات كبيرة في ثورة روج آفا وأصبحت مكاناً لتعليم وتنظيم المجتمع

'المرأة أساس المجتمع'

حول أعمال وأنشطة اللجنة الاجتماعية قالت كلستان علي المتحدثة باسم اللجنة الاجتماعية في مؤتمر ستار "عندما تشكلت اللجنة الاجتماعية، وضعت الأمور المهمشة داخل المجتمع على جدول الأعمال".
 
روناهي نودا
قامشلو ـ . التعليم والتدريب هو أحد أسس المجال الاجتماعي حيث تلعب اللجنة الاجتماعية لمؤتمر ستار العديد من الأدوار الرئيسية. تقوم بتنظيم الجميع من الأطفال إلى الكبار وتوفر الحماية والتدريب في جميع الجوانب. تجتمع أيضاً بالعائلات وتستمع إليهم وتقوم بتثقيفهم. ومن مهام اللجنة الاجتماعية إضفاء الطابع الديمقراطي على كل أسرة في المجتمع وحل الصعوبات التي تواجهها. وهي أيضاً مسؤولة عن النشاط المجتمعي. تضم الأطفال والشباب والكهول وذوي الإعاقة وتقوم بالعديد من الأنشطة الهامة الأخرى وهي مسؤولة عن تثقيف المرأة في المجتمع. وحول دور وأهمية اللجنة الاجتماعية لمؤتمر ستار في المجتمع، أدلت كلستان علي المتحدثة باسم اللجنة الاجتماعية في مؤتمر ستار بتصريحات مهمة.
 
"تأسست اللجنة الاجتماعية عام 2016"
قيمت كلستان علي تأسيس وأهمية اللجنة الاجتماعية بالقول "عند ذكر المجال الاجتماعي فإن المجتمع نفسه يتبادر إلى ذهن المرء. عندما تم تأسيس اللجنة الاجتماعية حظيت بمشاركة قوية من المجتمع. فهدفنا وعملنا اجتماعي ونحن قائمون على المجتمع. رأينا أنه من الضروري بالنسبة لنا كمؤتمر ستار أن نشكل لجنة اجتماعية أيضاً. لذا تأسست اللجنة الاجتماعية في عام 2016. في البداية ومن أجل تنظيم المؤسسة، انضمت إليها العديد من المنظمات المختلفة. ومن خلال هذه اللجنة عززنا استقلالية المرأة. كما أظهرت النساء إرادتهن وعززن وجودهن من خلالها. هناك قاسم مشترك بين كافة الأشياء لذا قمنا في هذه اللجنة بتعزيز القواسم المشتركة بين المرأة ولون المرأة وطابع المرأة. فاللجنة الاجتماعية تضم العديد من المهام المختلفة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال والمرأة والعنف ضد المرأة والصحة. وكذلك الأشياء التي تؤثر على المجتمع، وضعناها جميعاً على جدول أعمالنا وننفذ هذه الأعمال. كما أننا نهتم أكثر بعمل النساء والأطفال. نحن كلجنة اجتماعية نريد إجراء التعديلات وخلق شراكة بيننا وبين المجتمع والمؤسسات المعنية".
 
"يتم تنظيم كومين الأطفال أيضاً في الأحياء"
بينت كلستان علي بأنهم في اللجنة الاجتماعية ينظمون الأطفال أيضاً في لجنة المجتمع "عندما تم إنشاء اللجنة الاجتماعية، قامت بإظهار الأشياء المهمشة وغير المرئية في المجتمع ووضعتها على جدول أعمالها. نحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن المجتمع. يوجد أيضاً قسم للأطفال في اللجنة الاجتماعية وهذا القسم يهدف بشكل خاص لتعزيز حقوق الأطفال في المجتمع. فكما نعلم أن الأطفال في جميع أنحاء الشرق الأوسط محرومون حتى من أبسط حقوقهم. ونظراً لأن القانون الحكومي كان يُفرض علينا دائماً، لم يتم إعطاء أي أهمية للأطفال. ما زلنا ننتبه لحقيقة أن الأطفال يتسولون في الشوارع حتى يومنا الراهن، ويعملون في الصناعة ويقومون بأعمال شاقة، وما إلى ذلك. حتى الأطفال يتعرضون للعنف والإساءة. فهم يتعرضون للضرب والشتم والكلام القاسي داخل الأسرة، وذلك لأن حقوق الأطفال في الشرق الأوسط موجودة في القانون ولكنها غير موجودة في الحياة العملية. لذا كان الهدف من قسم الأطفال التمكن من إقناع العائلات بالاعتراف بحقوق الأطفال أكثر من الاعتراف بوجودها في القانون. يقوم قسم الأطفال بإجراء الزيارات إلى المنازل وشرح مدى أهمية الأطفال للعائلات. فكما نعلم جميعاً أنه إذا لم يتم تصحيح المجتمع، لن يتم تصحيح الأمور الأخرى أيضاً. ينظم قسم الأطفال كوميناته في الأحياء. ويأخذ الأطفال في شمال وشرق سوريا مكانهم داخل المجتمع. إن لم نجد توازناً بين الجنسين اليوم يجب أن نعرف إنه يبدأ منذ الطفولة. لهذا يريد قسم الأطفال تعليم الأطفال منذ الصغر. اليوم الأطفال أيضاً يعرفون حقوقهم. لم نكن نعرف من قبل أن حقوق الأطفال موجودة كقانون ولكن الآن تقدمت وتطورت هذه المعرفة والوعي ونحن نهتم بالأطفال. ومع حلول يوم الطفل العالمي، نقوم بالعديد من الأنشطة الكبيرة والرائعة لهم. حتى الآن ينظم قسم الأطفال نفسه ويهدف إلى تنظيم نفسه في كل شمال وشرق سوريا".
 
"نريد تغيير ذهنية المجتمع"
أوضحت كلستان علي أن هدفهم هو بناء مجتمع أخلاقي وسياسي وبيئي، وأضافت "هدفنا هو بناء مجتمع أخلاقي وسياسي وبيئي. فأينما تواجدت الدولة تخلف المجتمع عن الركب. فسياسة الدولة تُفرض اليوم على المنازل أيضاً. يمكننا القول إن نظام المنزل أيضاً أصبح مثل نظام الدول. فنحن نرى اليوم أنه لا يعترف بحقوق الأطفال والنساء داخل المنزل، كما أن الرجال أيضاً يتعاملون مثل السلطات، لذا يصبح نظام المنزل على الفور نظام الدولة. كما يمكننا القول إن الحكومات تدير الدول، وأن الدول أيضاً تدير العائلات في منازلهم وذلك وفقاً لنظامها. والهدف من اللجنة الاجتماعية هو تغيير هذه الذهنية. اليوم حدثت ثورة في شمال وشرق سوريا وهذه الثورة قامت على يد النساء. لقد حققنا الكثير من الإنجازات ولكن على صعيد المجتمع مازلنا بحاجة إلى العمل ونحتاج إلى تغيير عقلية الأسرة. ولكي تكتمل ثورتنا يجب علينا تنفيذ حل أساسي وجوهري داخل المجتمع. لذا نهدف إلى التعليم داخل المجتمع، سواء أكانوا نساءً أم رجال. نريد إقناع المجتمع بالفكرة التي نريد تحقيقها. بالطبع عند ذكر المجتمع يتبادر دور ومهمة اللجنة الاجتماعية إلى ذهن المرء، لذا سنعمل بجدية أكبر لتغيير مجتمعنا".
 
"طالبت المرأة بحقوقها في الثورة"
لفتت كلستان علي الانتباه إلى الأسرة الديمقراطية واستمرت في القول: "في الأسرة، يتحكم الرجل في كل شيء. هناك الكثير من النساء اللائي يتعرضن إلى الكثير من الاضطهاد على أيدي أزواجهن وآبائهن وإخوانهن وبالطبع هذا يؤثر كثيراً على حالة المرأة النفسية. بالطبع بعد ثورتنا نشأت تغيرات كثيرة بين النساء. فقد عرفت المرأة حقوقها وأصبحت رائدة في الثورة. كما اكتشفت المرأة دورها الكبير في الثورة، عرفت قوتها وطالبت بحقوقها. ويمكننا القول إن المرأة لم تعد تقبل تحكم الرجل بالأسرة. فقد كان الرجال يتعاملون مع النساء بشكلٍ قاسي جداً، وتعرضت العديد من النساء للعنف والقتل والسبب في ذلك أيضاً هو رفض الذهنية الذكورية. وهجوم الرجال على النساء هو أيضاً سياسة الدولة، ويمكننا أن نرى بأعيننا أن الدولة التركية ترتكب الكثير من العنف ضد المرأة في المناطق التي احتلتها مثل عفرين وسري كانيه. لماذا؟ لأنهم يريدون بهذه الأعمال توجيه رسالة إلى النساء المقاتلات. نرى اليوم في أفغانستان أنهم قاموا بمهاجمة واستهداف النساء أولاً وأرادوا سحق وإضعاف المرأة. اليوم تتعرض النساء لأعمال وحشية كبيرة في المناطق المحتلة. رغم ذلك نواصل إصرارنا على تقرير المصير ونستمد قوتنا العظيمة من النساء. نريد الكشف عن الحقيقة الصحيحة للمجتمع من خلال التعليم. لذا نزور العائلات من بيت إلى بيت ونشرح لها الحقيقة الصحيحة. نريد خلق التوازن داخل المجتمع. نريد حل المشاكل التي تحدث. كما نزور القرى ونستمع إليهم".
 
"يجب علينا حماية أنفسنا من الناحية الذهنية"
لفتت كلستان علي الانتباه إلى أهمية حماية المجتمع "يمكننا القول إننا يجب أن نحمي العقلية في البداية. وكلما استطعنا تغيير ذهنية المجتمع، زادت قدرتنا على حماية المجتمع. فمن خلال المشاريع التي نقدمها له، نستطيع الاقتراب منه أكثر والتعرف على عقليتهم. نريد تعريف فكر الأمة الديمقراطية داخل المجتمع. لأنه لا يمكننا حماية مجتمعنا إلا بفكر الأمة الديمقراطية. يجب أن نثقف مجتمعنا بوعي حرب الشعب الثورية ونجعل مجتمعنا مسؤولاً. يجب على الناس الدفاع عن أنفسهم عندما يستجد إي خطر في المجتمع. فالنصر لا يمكن أن يتحقق عسكرياً بالجيش فقط، بل على المجتمع أن يقف وراء جنوده ودعمهم والدفاع عن أرضه. لا يمكننا حماية أنفسنا بالهجرة، فنحن لم ننسى الكثير من الأشخاص الذين هاجروا وسافروا إلى خارج البلاد وفقدوا حياتهم من البرد وغرقاً في الماء. سنكشف ونعكس هذه الحقائق في تعليمنا لمجتمعنا. بالطبع عاد الكثير من الأشخاص الذين سافروا إلى الخارج إلى بلدهم، لأنهم رفضوا أداء واجبهم تجاه الدول المختلفة. عندما تقع هنا حرب أو هجوم يدافع الجميع عن أرضهم شباباً وكباراً، وهذا أيضاً يعكس حب الناس وتعلقهم بأرضهم. هدفنا هو إيصال المجتمع بأكمله إلى هذا المستوى لحماية أرضهم. الشباب هم مستقبل المجتمع لذا نقوم بتعليمهم أيضاً ونمكنهم من حب أرضهم أكثر. ومن أجل الشباب طورت اللجنة الاجتماعية تنظيمها في المدارس أيضاً. نحن نعلم طلاب المدارس الإعدادية والثانوية الوطنية وحرب الشعب الثورية وحب الأرض ونعزز خبرتهم ومهاراتهم".
 
"تشمل الأمة الديمقراطية كل المكونات"
قيمت كلستان علي الأمة الديمقراطية داخل المجتمع بالقول "لا ينبغي أن يطبق وعي الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا فحسب، بل في العالم أجمع. فعندما قدم القائد عبد الله أوجلان هذا المشروع، قدمه من أجل منطقة الشرق الأوسط بأكملها. نحن نعلم أن الأنظمة التي تدعوا إلى الحرية والديمقراطية اليوم تنضوي تحت ظل النظام الرأسمالي الحاكم. فسياسة أردوغان في اتباع لغة واحدة وثقافة ودين واحد تطبق علينا في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأشكال مختلفة ولكننا لم نكن على علم بذلك. كنا كشعب محظوظون بما يكفي لبدء هذه التجربة من أنفسنا. عندما نقارن بداية الثورة مع يومنا الراهن، في الواقع نجد أن وعي الأمة الديمقراطية قد انغرس فينا أيضاً. ففي البداية كان هناك كراهية بين المكونات ولكن في الثورة تغيرت عقليتنا كثيراً. فالأمة الديمقراطية تشمل كل الأديان والثقافات والمكونات. حتى الآن نعاني من بعض أوجه التقصير، حتى بين الكرد نعاني من الصراع والتناقض ومثاله هو إقليم كردستان الذي يحارب نظامنا. تدير السلطات نظام إقليم كردستان، في وجههم الظاهر هم كرد لكن أساسهم وقاعدتهم هي الذهنية السلطوية. وبسبب نظام نظامهم، نرى أن حوالي 5 آلاف شخص هاجروا ويعانون من صعوبات كبيرة على الحدود. يتساءل المرء لماذا يفر الكثير من الناس ويهاجرون من إقليم كردستان؟ لأنه حتى الآن لم يتم تسوية واقع التنشئة الاجتماعية ولا توجد ديمقراطية اجتماعية هناك. نريد إخراج مجتمعنا من هذا الوضع، لأن الهجوم على أدمغتنا مستمر حتى الآن. هدفنا هو فقط تصحيح المجتمع. وفي كل عمل من أعمالنا هناك تعريف لمشروع الأمة الديمقراطية. ومن ناحية الدين أيضاً نحن كنساء نلعب دوراً في المجتمع. كما نقوم بتعليم والاستناد على دين الإسلام الديمقراطي. والذي يتمثل دوره في جعل كل المجتمعات تحب بعضها البعض وتدعو إلى السلام. في هذا القرن الأخير، نرى أن الدين أصبح سياسة. حيث تقوم السلطات بتسييس الدين وتشتيت المجتمع. وإذا ما قادت النساء هذه اللجنة، فإن الأمة الديمقراطية سيتم القبول والاعتراف بها من الناحية الدينية أيضاً. بالطبع كل الأديان في المنطقة تشارك في مشروع الأمة الديمقراطية ويتم تنظيم المجتمع".
 
"المجتمع هو أساس كل شيء ونجاح كل شيء"
وفي ختام حديثها قيمت كلستان علي خطط ومشاريع اللجنة الاجتماعية بالقول "نحن نعمل بشكل خاص من أجل النساء ومن أجل المجتمع ككل. لدينا العديد من المشاريع للأطفال، ومعظمها قيد التنفيذ. نريد خلق حياة أفضل للأطفال. وهناك مشروع للنساء أيضاً، فالعديد من النساء ما زلن يتعرضن للعنف حتى الآن. كما أن الحكومة أيضاً تشن العديد من الهجمات الكبيرة ضد الحركة النسائية. نريد مساعدة النساء اللواتي يتعرضن للعنف. نريد أن نكون مكاناً لحماية جميع النساء. بالطبع عندما نتحدث عن هذه الأشياء يجب أن يكون لدينا مشاريع أيضاً والقيام بعمل مهم في هذه المشاريع ونريد إنشاء أماكن خاصة تعيش فيها المرأة. هناك أيضاً نقاشات حول زيادة أكاديميات تدريب اللجان الاجتماعية في المستقبل القريب. لدينا مشاريع لتغيير اقتصاد المرأة. ولدينا أيضاً مشاريع لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد قامت اللجنة الاجتماعية بواجبها تجاههم. وبالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة قمنا بزيارة المنازل وقابلنا العوائل. كما وضعنا الميزانية العامة لهم وتم استيفاء المتطلبات الحالية. نعتبر العمل الذي نقوم به عملاً مقدساً، لأن كل شيء يتم من أجل المجتمع. المرأة هي أساس المجتمع وتحتوي المجتمع بأسره. نفكر في افتتاح مركز رسمي للمعاقين ومساعدتهم في المستقبل القريب. كما يوجد لدينا مشروع لتدريب المرأة في مجال الصحة. ولأننا نعيش كمنطقة في حالة حرب، ولأن السلطات تخلق الأمراض كل يوم، نريد تعليم مجتمعنا من خلال النساء. فأساس كل شيء ونجاح كل شيء هو المجتمع".
 
غداً: اللجنة الدبلوماسية
 
https://www.youtube.com/watch?v=5O3FXGMRX9w
 
https://www.youtube.com/watch?v=7KC-PYsycl4
 
https://www.youtube.com/watch?v=d39Nvm9hPjs
 
https://www.youtube.com/watch?v=YnnwzwSTYh4