زينب مراد: المرأة والسلام قضيتان لا تنفصلان

تقول زينب مراد، الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK)، إن المرأة الكردية أصبحت أملاً كبيراً لجميع المناضلات من أجل الحرية في العالم بفلسفتها Jin Jiyan Azadî.

هيرو علي

السليمانية ـ في عام ٢٠٠٠، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار ١٣٢٥ بشأن المرأة والسلام والأمن، لكن لا تقتصر مشاركة المرأة في عمليات السلام، بل هي الركيزة الأساسية لوضع الحلول المستقبلية، وهي قوة رئيسية في تعزيز العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين والديمقراطية.

 

مجتمع لا تتمتع فيه المرأة بالحرية لا يمكن أن يكون حراً

تحدثت زينب مراد، الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) عن وضع المرأة في الشرق الأوسط قائلة "هناك تاريخ طويل من العنف ضد المرأة ويُستخدم كوسيلة سياسية ضدها. نعلم جميعاً أن المجتمع الذي لا تتمتع فيه المرأة بالحرية لا يمكن أن يكون حراً، ولذلك تُستغل هذه السياسات ضد المرأة لإخراجها من جوهرها".

وتابعت "نرى أن الشرق الأوسط هو مهد الحضارة، وأن المرأة لعبت دوراً مقدساً منذ القدم، ولكن للأسف نرى اليوم أنه بسبب النظام الأبوي المهيمن ينظر إلى النساء في معظم المناطق على أنهن عبيد، ولحسن الحظ، تمكنت المرأة الكردية من بناء هوية جديدة لجميع نساء العالم الساعيات للحرية، استناداً إلى إرث نضالي".

وأشارت إلى أنه "ندرك جميعاً أن المرأة الكردية، بفلسفتها وهويتها الجديدة، أصبحت رمزاً للأمل لجميع المناضلات من أجل الحرية في العالم. لقد شهدنا كيف تم اتخاذ خطوات ملموسة في هذا الاتجاه. منذ البداية، انطلقت ثورة عظيمة في شرق كردستان، وأصبحت هذه الثورة مصدر إلهام لجميع النساء في إيران. أما في روج آفا، فقد كانت الثورة أيضاً ثورة نسائية، حيث شكلت ثورة داخل ثورة، وأثرت بدورها على جميع المجتمعات في المنطقة. كانت المقاومة العظيمة التي خاضتها المرأة الكردية بمثابة كسر لذهنية داعش وبناء مجتمع جديد، وقد أحدث هذا التحول تغييراً كبيراً في المجتمع، مما جعل المرأة الكردية حاضرة في جميع ميادين النضال".

وأضافت "وقفت المرأة في مقدمة الحرب من أجل حماية الأرض والوطن والشعب، وكذلك من أجل الدفاع عن قيم الإنسانية. في الوقت نفسه، تشارك المرأة في الحكم الذاتي، مما يتيح للجميع فرصة العيش في مجتمع ديمقراطي، كما أن المرأة الكردية تلعب دوراً رائداً في السياسة اليوم، لذلك يمكنني أن أؤكد أننا بحاجة ماسة إلى السلام الآن وأن يكون للمرأة دور حيوي في عملية السلام، لأننا نعلم أن هذه النزاعات تستهدف في الغالب النساء".

 

"إذا أردنا سلاماً دائماً، فلا بد من وجود مجتمع ديمقراطي"

ولفتت زينب مراد إلى أن "القضية الكردية شهدت تحولات كبيرة منذ الدعوة التاريخية التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط الماضي من أجل حل سلمي ومجتمع ديمقراطي. إذا أردنا سلاماً دائماً، فلا بد من وجود مجتمع ديمقراطي، ولا يمكن للمجتمع أن يكون ديمقراطياً بدون تحرير المرأة، فهي الركيزة الأساسية لديمقراطية المجتمع".

وبينت أنه "لقد وصلنا إلى هذه المرحلة بفضل نضال وتضحيات النساء الكرديات، سواء في ساحات المعارك أو في السياسة، لذلك، تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة لقيادة هذه المرحلة نحو النجاح، ويمكننا اتخاذ خطوات أكبر بناءً على الإنجازات التي حققتها المرأة".

ولفتت زينب مراد، إلى أن المرأة والسلام قضيتان لا ينفصلان، لأن المرأة هي الأكثر استهدافاً خلال الحروب والصراعات، ومن المؤكد أن النساء هن الأكثر استفادة من السلام في أي مكان. لذا، فإن أي مساهمة في تحقيق هذا السلام تعود بالنفع على المجتمع بأسره. هناك علاقة وثيقة بين المرأة والسلام، حيث تسعى النساء إلى تحقيق سلام دائم في مجتمعاتهن".

وتابعت "تمتلك المرأة الكردية الخبرة اللازمة لتولي دور قيادي في إنجاح عملية السلام الحالية. إن الحل السلمي للقضية الكردية هو إنجاز ليس فقط للكرد، بل لجميع الأمم التي عاشت معهم، وللشرق الأوسط ككل فالجميع بحاجة إلى السلام. لذا، يتضح أن حل أي قضية من خلال الحرب والعنف لن يؤدي إلى نتائج إيجابية، وقد فشلت الدولة التركية في القضاء على الكرد بأي شكل من الأشكال، ولم تتمكن من تحقيق هدفها في تدميرهم. لذلك، يجب أن نسمع هذا النداء ونتخذ خطوات نحو السلام، لأنه لا يوجد حل آخر يمكن أن يعود بالنفع على أي طرف".

 

"نداء القائد أوجلان التاريخي فتح الباب أمام جميع الحلول"

وعن المؤتمر الثاني عشر لحركة التحرر الكردستانية، قالت زينب مراد إن "القرار الذي اتخذته حركة التحرر الكردستانية في المؤتمر الثاني عشر هو التزام بالخطوة التاريخية العظيمة التي اتخذها القائد عبد الله أوجلان".

وأضافت "نداء القائد أوجلان التاريخي فتح الباب أمام جميع الحلول. نحن كشعب وأحزاب سياسية ونساء يمكننا دعم هذه الخطوة وقيادتها نحو النصر لأنها خطوة تاريخية نحو حل دائم وسلام للشرق الأوسط. يجب أن يفتح حل السلام الباب أمام حل جميع أزمات الشرق الأوسط، مثل الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، ولبنان، وسوريا. نحن لا نعلم ماذا سيحدث في إيران أو العراق في المستقبل، لذا يجب أن نعد أنفسنا لمرحلة جديدة ونكون قادرين على قيادة تلك المرحلة إلى النصر".