زهرة بنابر قائدة مقاومة كوباني
"كانت حسرة لنا أن نرى هذا اليوم، وليت رفاقنا الشهداء أيضاً رأوه، نعاهدهم على إعادة إحياء آمالهم" بهذه الكلمات عبرت زهرة بنابر عن مشاعرها لحظة تحرير كوباني.

مركز الأخبار ـ زهرة بنابر إحدى قادة المقاومة الأسطورية في مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا والتي تعرف بقلعة المقاومة في العالم، توجهت مع رفاقها من قمة جودي للدفاع عنها، اجتازت الحدود ووصلت إلى جبهات المقاومة وتولت قيادة وحدات المقاومة في أصعب اللحظات.
ولدت زهرة كارا الملقبة بزهرة بنابر عام 1984 في قرية هلال التابعة لمحافظة قلابان التابعة لشرناخ في عائلة وطنية، عندما كانت تبلغ من العمر 10 سنوات قامت والدتها بتكديس عدة طبقات من الملابس وأعدتها لرحلة طويلة، كيف لطفلة في العاشرة من عمرها أن تعرف ما الذي يحصل؟ كل شيء كان أشبه بقصة خيالية أمام عينيها، بدو كأنهم ذاهبون إلى مكان ما وسيعودون إلى البيت في المساء، انطلقوا عند الفجر، تاركين وراءهم قريتهم ولم يعودوا إليها أبداً.
بدلوا سبع مخيمات
وأخيراً توقفوا في مخمور، وقبل أن يتمكنوا من الاستقرار بدأت المؤامرة الدولية وانتهت باعتقال القائد عبد الله أوجلان، وفي الخامس عشر من شباط/فبراير من عام 1999 سكان المخيم الذين تركوا منازلهم وممتلكاتهم وقاموا بتغيير سبعة أماكن حتى وصلوا إلى مخمور كانوا يقدمون أطفالهم هدايا للحزب من أجل الانتقام من الاحتلال، بعض الشابات مثل زهرة بنابر، لم تنتظر العائلة لتقديم تلك الهدية، بل خرجت من المخيم بنفسها وقررت الانضمام إلى حركة التحرر الكردستانية.
وفي بداية شباط/فبرار عام 1999 ومن أجل الانتقام التحقت زهرة بنابر بصفوف مقاتلي بلادها ومن مخيم مخمور للاجئين وأعدت نفسها لتصبح مقاتلة في بوطان وخططت لكل لحظة من حياتها لتحقيق أحلامها، انتقلت إلى جودي وعملت كمقاتلة لسنوات، وفي تلك المنطقة أصبحت قائدة للكريلا وكرست كل طاقتها لتنفيذ الأنشطة، كانت زهرة بنابر إحدى قادة منطقة جودي وعندما هاجم داعش مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا عام 2014 توجهت مع مجموعات الكريلا إلى كوباني للدفاع عنها، خلال عبورها الحدود واجهت الكثير ونجت من الموت عدة مرات، ومع وصولها إلى المدينة تولت قيادة وحدات المقاومة في أصعب اللحظات.
كان يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1998 يوماً هاماً، ففي ليلتها أضرمت ثائرتان شجاعتان وهما روتيندا وكردة، النار في نفسيهما في سجن ميديا احتجاجاً على المؤامرة في إطار شعار "لا يمكنكم حجب شمسنا" وفي نفس اليوم استشهدت الثورية الأممية أندرا وولف الملقبة بـ "روناهي إلمان" مع 44 من رفاقها في وان خلال عملية نفذتها الدولة التركية.
"ليت رفاقنا الشهداء أيضاً رأوا هذا اليوم"
في 26 كانون الثاني/يناير 2015، عندما تم تحرير كوباني ركز المصور عدسة كاميرته أولاً على قائدة المقاومة زهرة بنابر وسألها عن مشاعرها، وفي تلك اللحظات التي كان الجميع في الميدان يحتفلون فيها بحرية كوباني، كانت مشاعر السعادة التي تغمر زهرة بنابر واضحة في الابتسامة التي ارتسمت على وجهها، وقفت في شوارع مدينة كوباني المهدمة ونظرت إلى عدسة الكاميرا، وعندما كان المصور يسجل تلك اللحظات التاريخية لأرشفة التاريخ قالت زهرة بنابر "كانت حسرة لنا أن نرى هذا اليوم، وليت رفاقنا الشهداء أيضاً رأوا هذا اليوم، استشهد عدد من الرفاق قبل يومين وكانوا يأملون أن يعيشوا هذا اليوم، نعاهدهم على إعادة إحياء آمالهم".
التحقت برفاقها من جودي وقاتلوا معاً
انضمت القائدة زهرة بنابر إلى قافلة الخالدين في 3 شباط/فبراير 2015 في قرية إيدقه في الريف الجنوبي لكوباني وبقيت إلى الأبد في قلوب جميع رفاقها المقاتلين، ووري جثمانها الثرى بين رفاقها في مقبرة الشهيدة دجلة في كوباني، وتم دفن جثامين معظم الرفاق الذين جاؤوا من جودي معاً في نفس المقبرة.