زيلان إيسن: هناك انتهاكات مكثفة للغاية في السجون

أكدت المحامية زيلان إيسن، التي زارت السجينات في سجن ديار بكر المغلق للنساء، أن السجينات تعرضن للتفتيش العاري، وقالت "الانتهاكات شديدة للغاية، ومع ذلك الطلبات المقدمة ضد هذه الانتهاكات لا تزال دون إجابة".

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ يستمر العنف ضد المرأة بطريقة متعددة الأبعاد، وبحسب التقرير الذي أعلنته مكونات شبكة آمد لمناهضة العنف يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر؛ تعتبر السجون في تركيا من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها العنف.

مكتب المساعدة القانونية ضد التحرش الجنسي والاغتصاب أثناء الاحتجاز أعلن أن 55 سجينة تقدمن لهم عام 2024، في حين تتزايد الانتهاكات ضد السجينات في السجون، وقام مركز حقوق المرأة التابع لنقابة المحامين آمد بزيارة سجن النساء المغلق في ديار بكر للتعرف على المشاكل.

وأجرى مركز حقوق المرأة التابع لنقابة المحامين مقابلات مع 12 معتقلة، 2 منهن قضائيات و10 منهن سياسيات، وتحدثت المحامية زيلان إيسن، عضو المجلس التنفيذي المركزي لحقوق المرأة، لوكالتنا عن الانتهاكات التي تم الكشف عنها خلال المقابلات.

وذكرت زيلان إيسن أن المعتقلات واجهن مشاكل مثل عدم القدرة على الوصول إلى منتجات النظافة، ومنعهن من النقل إلى المستشفى، وعدم حصولهن على الكتب والأدوية المطلوبة، وأن امرأة سورية كانت محتجزة مع طفلها الرضيع، لم يُسمح لها بلقاء عائلتها تعسفياً.

 

"محتجزة مع طفلها البالغ من العمر 10 أيام"

وأشارت زيلان إيسن إلى أن هناك العديد من المعتقلات اللاتي لا يلتقون بهن، ولفتت إلى أن الانتهاكات تحدث بعدة طرق، مبينةً أنه لم يتم الحصول على أي نتائج من اعتراضات المعتقلين على الانتهاكات "إن انتهاكات الحقوق التي حدثت في السجون في الفترة الأخيرة هي في الواقع على أجندة الجميع، ونحن نرى بوضوح انعكاس عدم المساواة بين الجنسين هناك، ويتم معاملة السجينات بشكل مختلف في السجون".

ولفتت إلى وجود انتهاكات خطيرة في تواصل المعتقلات مع ذويهن، وأن وقت الاجتماع في أقسام الطب الشرعي قصير جداً، والمكالمات الهاتفية تنقطع باستمرار ولا يُسمح لعائلة السجينة المنقولة حديثاً، والتي لديها طفل عمره 10 أيام، بزيارة، رغم قدوم ذويها إلى السجن مرتين، ولأنها سورية لم تتمكن من التعبير عن نفسها باللغة التركية "لقد واجهت صعوبة كبيرة في شرح التظلم الذي تعرض له بسبب هذا الوضع".

 

"الأدوية إما تأتي متأخرة جداً أو لا تأتي على الإطلاق"

وفي إشارة إلى أن المحتجزات يتعرضن لمعاملة تعسفية أثناء فحوصات المستوصف واستخدام الأدوية والإحالات إلى المستشفى، قالت زيلان إيسن "لقد أُبلغنا أن شكاوى المحتجزات لا تؤخذ على محمل الجد أثناء فحوصات الطبيب. الأدوية التي يصفونها إما غير كاملة أو تصل بعد فوات الأوان، ومع وصول الدواء إليهن، تكون قد تزايدت أمراضهن، وعلى الرغم من عدم حظر ذلك، إلا أنه لا يتم إعطاء الكتب لهن، ومرة أخرى، تصل الفوط الصحية بعد فوات الأوان أو لا يتم توفيرها بشكل صحي، ولا يمكنهن الحصول على الغذاء الكافي والصحي بسبب النظافة وغلاء الأسعار".

 

"التفتيش العاري مستمر"

وبينت زيلان إيسن أن السجينات وعائلاتهن التي جاءت لزيارتهن تعرضوا للتفتيش العاري "علمنا أن تعذيب التفتيش العاري الذي لم يتم حله منذ سنوات، مستمر، ويتعرض لذلك كل من المعتقلات وأقاربهن، وهذا سلوك غير قانوني ومهين للغاية، ويلزم صدور قرار من القاضي بشأن ذلك، ولكن للأسف يتم ذلك بشكل تعسفي في السجون، وبهذه الانتهاكات، يسيء المسؤولون استخدام سلطتهم، فالمعتقلات وعائلاتهن الذين لا يستجيبون لهذه الدعوة يتعرضون أيضاً لتهديدات مفادها لن نسمح لكم برؤيتهم مرة أخرى".

 

"يتم فحصهم بالأصفاد"

وقالت زيلان إيسن، التي أشارت إلى أنه تم فحص السجناء وهم مكبلين "إن الحراس يراقبون السجناء بطريقة تشكل ضغطاً نفسياً عليهم أثناء لقاءات المحامي والموكلين، هناك أيضاً مشاكل خطيرة فيما يتعلق بالإحالات إلى المستشفى، ويتم نقل المعتقلين المرضى إلى المستشفى في وقت متأخر جداً، ويكون الفحص بالأصفاد مكثفاً للغاية". مؤكدةً أنه "لا تستطيع النساء التحدث عن مشاكلهن الصحية لأنهن لا يُتركن وحدهن مع الطبيب في المستشفى".

 

تنطبق ضد الانتهاكات

واختتمت زيلان إيسن حديثها بالإشارة إلى أنهم سيقدمون طلباً قانونياً ضد انتهاكات الحقوق التي تم الكشف عنها نتيجة المقابلات، "سنقدم الطلبات اللازمة بشأن هذه الانتهاكات، وفي هذه الحالة، يتعرض المعتقلون للتعذيب ولا يمكنهم العثور على محاور، فالطرق التي يمكن تشغيلها أصبحت معطلة وانتهاك حقوق المعتقلين بهذه الطريقة. هذه العوائق التي ذكرناها تظهر بشكل أوضح سوء المعاملة وانتهاك الحقوق في السجون، وسوف نقوم بمتابعة هذه المشاكل، ونقوم بزياراتنا للسجون بشكل منهجي، ونتابع الإجراءات القانونية في إطار الانتهاكات ومطالب المعتقلين".