يلدا أحمد: النضال هو علاج الآلام في وجه استبداد طالبان

أكدت يلدا أحمد الناشطة في مجال حقوق الإنسان، على أن النضال هو العلاج الأصدق للآلام، مشيرة إلى أن طالبان تخشى صوت المرأة الذي يعبر عن الوعي والكرامة والتمرد.

بهاران لهيب

أفغانستان ـ في الأيام الأخيرة، عادت طالبان لنشر الرعب من جديد، حيث قامت باعتقال النساء، خصوصاً في غرب كابول، ونقلهن إلى أماكن مجهولة، وقد نُشرت روايات مؤلمة تفيد بأن الفتيات تم اقتيادهن أمام أعين أفراد أسرهن، ولا يزال مصيرهن مجهولاً حتى الآن.

السبب الرسمي الذي أعلنته حكومة طالبان لهذه الاعتقالات هو "عدم ارتداء اللباس الشرعي المناسب"، لكن معظم الفتيات اللواتي تم اقتيادهن كن يرتدين ملابس تتوافق مع معايير طالبان، ويقول شهود عيان "كانت مجموعة من النساء تترجم فيلماً، وعندما اكتشفت طالبان ذلك، بدأت حملة الاعتقالات".

تشير الإحصاءات إلى أن عدد النساء اللواتي تم اقتيادهن من الشوارع خلال يومين بلغ نحو 100 امرأة، وقد تم الإفراج عن بعضهن بكفالة أو مقابل دفع المال، لكن لا توجد معلومات عن مصير الغالبية منهن.

النساء اللواتي أُفرج عنهن سابقاً من سجون طالبان، حتى وإن تم اعتقالهن بتهمة عدم ارتداء الحجاب، قدمن روايات مؤلمة عن تعرضهن للاغتصاب، والتحرش الجنسي، والضرب المبرح، والتعري القسري، بل إن طالبان قامت بتصويرهن بالفيديو والصور لإجبارهن على الصمت وعدم فضح الجرائم التي تعرضن لها داخل السجون.

عند تصفح تاريخ بعض الدول التي ابتُليت بورم التطرف الإسلامي وكراهية النساء، نجد روايات مشابهة لما تعانيه النساء في أفغانستان تحت حكم طالبان، وللأسف، يُعد النظام الإيراني أحد هذه النماذج، فقد أعلنت إيران وطالبان في بداية حكم الأخيرة أنهما نموذج لبعضهما البعض، وفعلاً، هما حليفان في الجرائم ضد الإنسانية وكراهية النساء.

وأعربت يلدا أحمد، وهي طبيبة نفسية وناشطة في مجال حقوق الإنسان، عن غضبها واشمئزازها من ممارسات طالبان ضد النساء "النضال هو علاج الآلام، فمنذ بداية حكم طالبان في أفغانستان، كانت النساء أولى ضحاياهم، من جهة، أُغلقت أبواب المدارس والجامعات، ومنعوا النساء من العمل، وأغلقوا صالونات التجميل، ومنعوا النساء من الذهاب إلى الحدائق والأماكن الترفيهية، ومن جهة أخرى، أصدروا أوامر استبدادية وعدائية تعتبر صوت المرأة ووجودها جريمة، وأعلنوا أن النساء لا يحق لهن الخروج من منازلهن دون الحجاب الإجباري والمرافق الشرعي".

وحول اعتقالات النساء من قبل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التابعة لطالبان تقول "في هذه الأيام، يقوم عناصر طالبان في مناطق مختلفة من كابول، خاصة في غرب المدينة، باعتقال النساء، رغم أن معظمهن كنّ يرتدين الحجاب الإجباري الذي تفرضه طالبان، التهمة الموجهة إليهن هي سوء ارتداء الحجاب، ونحن جميعاً نعلم أن طالبان تخشى نضال وصمود الشعب الأفغاني، خاصة النساء، حيث تحاول من خلال هذه الإجراءات نشر الرعب والخوف بين النساء لمنعهن من مواصلة نضالهن".

واختتمت يلدا أحمد حديثها بالقول "بصفتي امرأة من أفغانستان، أؤمن بشجاعة وصمود نساء بلدي، لقد أثبت التاريخ ذلك، خاصة خلال السنوات الأربع الماضية من حكم طالبان، لقد ناضلت النساء الأفغانيات، سواء بشكل سري أو علني، رغم السجن، والتعذيب، والاغتصاب، وحتى الموت، النساء الواعيات في أفغانستان يؤمنّ بأن الخلاص من ظلم واستبداد طالبان وغيرهم، والخلاص من جرائم إمارة الدم والرعب، لا يتحقق إلا بالنضال والصمود، وقد قمن بذلك بكل صدق وشجاعة، لأن النضال هو علاج الآلام".