'يجب محاكمة الدواعش في المحاكم الدولية'
أكدت عضو لجنة العلاقات والتحالفات الديمقراطية في مؤتمر ستار، روكن أحمد، على ضرورة إنشاء محكمة دولية من أجل محاكمة نساء داعش.
سوركل شيخو
قامشلو ـ هُزم داعش في 23 آذار/مارس 2019 وتلقى ضربة قوية على الصعيد العسكري وتم تحييده، في إقليم شمال وشرق سوريا ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، يظهر في المنطقة تهديد جديد يؤثر على العالم أجمع، حيث يستوطن عشرات الآلاف من مرتزقة داعش، من النساء والأطفال، في مخيم الهول ومخيم روج، ويحملون العشرات من الهويات.
لفتت عضو لجنة العلاقات والتحالفات الديمقراطية في مؤتمر ستار روكن أحمد إلى الخطر الذي يواجهه إقليم شمال وشرق سوريا والعالم أجمع بوجود مرتزقة داعش، وأشارت إلى عوائل داعش الذين لم يتم إعادتهم إلى بلدانهم، مؤكدةً أنه يجب أن تتم محاكمتهم في تلك الدول.
يرتكبون جرائم حرب ضد النساء
أكدت روكن أحمد أن الفكر الذي بُني عليه داعش رغم هزيمته العسكرية لا يزال ينطوي على مخاطر جسيمة وخطيرة للغاية وبهذا لفتت الانتباه إلى مخيم الهول "تحدثنا عن أهمية الكفاح ضد داعش لكن منذ هزيمته وحتى الآن لم يتم فتح محكمة دولية للمرتزقة القادمين من أنحاء كثيرة من العالم والذين ما زالوا في السجون في إقليم شمال وشرق سوريا، ولم تتم محاسبتهم قانونياً، ويرتكب المرتزقة جرائم حرب ضد النساء. ربما دفعت المرأة الإيزيدية أغلى الأثمان والتضحيات، ولا يزال مصير الآلاف منهن مجهولاً حتى الآن، لكن النساء الأخريات أيضاً واجهن وتعرضن لنفس الجرائم. إن بقاء نساء داعش في مخيم الهول هو أرضية للأيديولوجية المتطرفة والارهابية التي تدعو إليها هؤلاء النساء كل يوم لبناء دولة الخلافة الإسلامية الجديدة، وهذا يؤثر على الأطفال أيضاً، ويقومون بإعداد أطفالهم كقوة عسكرية، وهذا من أكبر المخاطر".
وقالت روكن أحمد إن الهجمات التي وقعت في موسكو وعدة دول أخرى تسلط الضوء على الخطر الدموي الذي يشكله داعش، وتحدثت عن خطر الإسلام السياسي الذي أحاط بالعالم كله "مع الإسلام السياسي تطورت العديد من الحركات المتطرفة في الشرق الأوسط، ولها خطر كبير يطال العديد من الأطراف، وأكثر من غيرها يشكل ذلك تهديداً وخطراً على الحركات والإنجازات النسائية التي تحققت في القرن الحادي والعشرين وخاصة في السنوات العشر الأخيرة، ولهذا السبب على جميع المنظمات والحركات النسائية التركيز على هذه القضية".
"الدواعش الذين يعودون إلى بلادهم دون محاكمة يزيدون الخطر على العالم"
وقالت روكن أحمد إنه إذا لم تكن قضية داعش على جدول الأعمال فإن موجات الخطر ستزداد، "كثير من النساء اللاتي لا تهتم بهن بلدانهن، ولا تتحمل مسؤوليتهن، أو عندما يتم استلامهن من قبل بلدانهن لا تتم محاسبتهن بشكل جدي ولا محاكمتهن في المحاكم العامة، على الجرائم التي ارتكبنها بحق المنطقة، ومن دون محكمة دولية أو إشراف دولي يتم استلام هؤلاء المرتزقة، وهنا يذهب هؤلاء الذين ارتكبوا الجرائم مع ذلك الخطر وتلك الإيدلوجية لخلق خطر آخر في دولة أخرى ويستمرون في عملهم الإرهابي، إن الانضمام من الخارج يتم مرة أخرى، ومن داخل المخيم يتم تربية الأطفال على قضايا العنف والقتل، وليس من الواضح متى ستنفجر هذه القنبلة الموقوتة، لأن هؤلاء النساء نظمن أنفسهن على إيديولوجية داخل المخيم".
"الإهمال والتهميش الدولي محل انتقاد"
واستذكرت روكن أحمد الحملات التي تجري داخل مخيم الهول والأسلحة والذخائر التي يتم العثور عليها ومصادرتها من جيوب النساء وخيمهن "تشكل النساء المتطرفات تهديداً وخطراً على النساء اللاتي لا يتفقن مع أفكارهن، أو يرغبن في إنقاذ أنفسهن، أو النساء الإيزيديات اللاتي لا يجرأن على الكشف عن هويتهن، فعدا عن العثور على أسلحة وذخائر داخل المخيم أثناء الحملات، فإن جرائم قتل النساء مستمرة في ظل عصابات حركة الحسبة، لكن مع هجمات الدولة التركية على المنطقة، عادت هذه العناصر إلى التحرك من جديد، ومن المثير للانتقاد أن مثل هذه القضية الخطيرة على المستوى غير الإنساني، وهي الجرائم والأفعال المرتكبة ضد المرأة، يتم تجاهلها من قبل المجتمع الدولي، ويضيف الإهمال الدولي الذي يشهده إقليم شمال وشرق سوريا الذي يشهد حرباً دائماً، عبئاً آخر على أعباء الإدارة الذاتية، لأن هذا الغضب الانتقامي حي في مخيم الهول، وللأسف هذا الأمر موجود لدي المرتزقة النساء أكثر".
"الحركات النسائية يجب أن تأخذ زمام المبادرة"
وأوضحت روكن أحمد إن دور ومهمة الحركات النسائية هو لعب دور قيادي لإعادة المرأة من الأفكار المتطرفة إلى حياة آمنة ومستقلة "ضد ثورة المرأة، كان هناك هجوم على النساء لدرجة أن داعش استخدم النساء لأغراض سيئة للغاية، وقد تأثرت تلك النساء بالفعل، وإذا استمر داعش اليوم، فلا ينبغي نسيان دور النساء المرتزقة، إن الواجب الذي يقع على عاتق الحركات النسائية اليوم هو أن نتمكن من توعية هؤلاء النساء اللاتي تعرضن لغسيل دماغ، على أساس أن الإسلام الصحيح هو مزيج من الأديان والمعتقدات، ونحن بحاجة لبدء العديد من الحملات لتوثيق جرائم الحرب وكشف العنف ضد المرأة للرأي العام، ومن أجل عدم تشجيع الانضمام إلى داعش، ينبغي البدء بحملات تثقيفية وحملات توعية، كما أن الاعلان عن هذه الجرائم في الصحافة له أهمية فعالة، وخاصة النساء الأيزيديات والكرد والعرب والآشوريات اللاتي شهدن هذه الجرائم".
"الشرق الأوسط يواجه موجات من "الإسلام السياسي"
وبينت روكن أحمد أن موجة قوية من الإسلام السياسي تطورت من أجل إبقاء الشرق الأوسط وسط الأزمات، "موجة التخلف والرجعية تظهر في العراق وتونس وليبيا واليمن والسودان، وكذلك في إيران وأفغانستان. تحت اسم الإسلام تواجه المرأة الكثير من العنف، وهذا يخلق تهديداً خطيراً جداً على إنجازات النساء في تلك البلدان التي، بعد سنوات من النضال، تواجه الثورات في الشرق الأوسط الآن الإسلام العنيف والدعوة إلى "الإسلام". ومن أجل إعادة المجتمع إلى التخلف السابق يفعلون ذلك بالسيوف وبأساليب وطرق عنيفة. ولأن عقيدة داعش تحميها المرأة، فإنهم يضطهدون امرأة أخرى بأيدي النساء، وهذا يجلب معه مخاطر كبيرة ستكون لها آثار طويلة الأمد، لذا من المهم جداً تقديم كل مرتزق إلى العدالة ومحاكمته".
الفرق وأهمية المحاكم الفردية والعامة
ولفتت روكن أحمد خلال حديثها إلى المحاكم الشخصية، أي المحاكم الفردية التي تحدث أحياناً في بلد ما، ويحاكم فيها أحد المرتزقة، "طبعاً المحاكم الفردية هي عامل جذب، ولكن ليست كافية، ويجب إنشاء محكمة دولية بحيث يمكن محاكمة جميع المرتزقة بطريقة قانونية، لأن هذه القضية هي قضية عامة ويجب التعامل مع القضايا بشكل عام، وليس فقط بشكل فردي. ليس فقط فردياً أو عاماً، بل يمكن القيام بهما معاً، ولكن هناك بعض القضايا التي ينبغي النظر فيها بشكل فردي. على سبيل المثال، يجب الاعتراف بالمجزرة التي تعرضت لها المرأة الإيزيدية في شنكال كفرمان، لأنها كانت إبادة جماعية ضد المجتمع وأقدم دين في العالم، وعلى وجه الخصوص، كانت إبادة ضد النساء قد حدثت قبل 1400 عام. لقد تم بيعهن في الأسواق، وتعرضن للعنف الجسدي والنفسي، وحتى الآن هناك أثار نفسية لتلك النساء، كما تم فرض الإسلام على الإيزيديين والآشوريين، وقد أنهت العديد من النساء حياتهن بسبب هذه المسألة".
وبينت أنه "من القضايا المطروحة على جدول أعمال حركاتنا النسائية هو اختطاف الأطفال الأيزيديين الصغار وتزويجهم قسراً وأنجبوا أطفالاً، هذا ملف واسع النطاق يجب التعامل معه بشكل خاص وكيفية تقديم الحل له، لأن هؤلاء الأطفال أيضاً هم ضحايا الحرب التي حدثت لذلك لا بد من العمل على ذلك، ويجب أيضاً عقد المؤتمرات مع نساء عالميات".
"يجب محاسبة مصادر داعش أيضاً في المحاكم الدولية"
وأشارت روكن أحمد إلى نقطة مهمة للغاية، "إن الحرب العالمية الثالثة هي حرب خاضها الوكلاء، ولكيلا تتعرض القوات المحلية للمساءلة المباشرة عن جرائم الحرب في المحاكم الدولية، شاركت في الحرب في المنطقة بأوجه مختلفة، ويبدو واضحاً جداً دعم قطر على المستوى اللوجستي وفتح الحدود أمام داعش من قبل الدولة التركية، وأخذ الشهادات من الجامعات التركية، ويمكننا أن نرى جيداً أن المرتزقة في سوريا توجهوا إلى ليبيا اليوم بمساعدة الدولة التركية ونفذوا هجمات وحشية للغاية. تهديد أردوغان للعالم بداعش يدل على أن أردوغان هو الأب الروحي لهذه العصابات وهذا كان واضحاً جداً في كوباني، وحتى الآن، فإن المناطق المحتلة أمام الأنظار ونرى الجرائم التي يتم ارتكاب ضد النساء، كما أن هناك غارات جوية تركية بالقرب من سجون داعش وخطط اختطاف لدى داعش، كل هؤلاء يجب محاكمتهم في المحاكم الدولية".
وأنهت روكن أحمد حديثها بالتأكيد على أنه "في المكان الذي تطورت فيه ثورة المرأة وأصبحت مركز الإلهام لجميع الثورات النسائية، يريد مركز الحرب الخاصة إبطال ثورتنا بوسائل وطرق مختلفة، وذلك من خلال استخدام النساء في أعمال مختلفة جداً، ومن أجل أن نجعل من إنجازات روج آفا ملكاً لجميع نساء العالم، فإننا نعتبر أنفسنا مسؤولين، وسنواصل نضالنا مع نساء داعش للعودة إلى الطريق الصحيح والسير نحو طريق الحرية. يجب دعم القوى التي حمت العالم من إرهاب داعش، والتي خاضت صراعاً تاريخياً /قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب/. وأيضاً بالنسبة لنموذج التعايش الحر للإدارة الذاتية الذي ينشر السلام والاستقرار في أزمات الشرق الأوسط، في الوقت الذي تستمر فيه موجة الإسلام السياسي، فإن الاعتراف بالإدارة الذاتية يجب أن يكون نموذجاً للحل في الشرق الأوسط ككل، ولذلك هناك حاجة إلى دعم دولي وشعبي لتحقيق ذلك".