'يجب على الدولة التركية أن تتخذ خطوات واضحة'
أكدت مثقفات ومحاميات من مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا، أن الانخراط في مسيرة السلام والمجتمع الديمقراطي هو مسؤولية جماعية، وبشكل خاص يجب على الدولة التركية أن تتخذ مواقف وخطوات شفافة وتتقدم إلى الأمام.

بلين نوبلدا
قامشلو ـ في 27 شباط/فبراير الماضي، أطلق القائد عبد الله أوجلان، نداءً يدعو فيه إلى السلام وتأسيس مجتمع ديمقراطي، مما مهّد لبدء مرحلة جديدة في كردستان والشرق الأوسط، وسط تحولات تاريخية يشهدها العالم، وفي 11 تموز/يوليو الجاري، استجابةً للنداء الثاني، نظّم 30 مناضل ومناضلة من "حزب العمال الكردستاني" مراسم رمزية تاريخية، قاموا خلالها بإحراق أسلحتهم، تعبيراً عن التزامهم بطريق السلام والديمقراطية.
تحدثت مثقفات وحقوقيات من مدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، لوكالتنا عن الدعوة إلى عملية وقف إطلاق النار والتطورات التي تجري في كردستان وتركيا.
"يجب اتخاذ خطوات سياسية وقانونية واضحة"
أكدت المحامية جيلان حمي أن تاريخ "حزب العمال الكردستاني" هو تاريخ أثبت وجود الشعب الكردي من خلال إتلافهم للسلاح "مع النداء من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي الذي بدأ بمبادرة عبد الله أوجلان، تدخل المسيرة مرحلة جديدة، ويجب أن تدخل عملية بناء المجتمع الديمقراطي والسلمي حيّز التنفيذ. يجب أن تسير المسيرة الآن بخطوات جديدة تشمل جميع الأطراف، وليست كما كانت من قبل قائمة على القتل والإنكار. لا يمكن الاستمرار في المسيرة بأساليب الماضي. ينبغي على الجميع أن يتحملوا المسؤولية في هذه المرحلة الجديدة".
وأشارت إلى أن مسيرة بناء السلام والمجتمع الديمقراطي لا يمكن أن تُدار من طرف واحد "الخطوات التي اتُخذت حتى الآن جاءت فقط من جانب حزب العمال الكردستاني. قبل شهرين، اتُخذ قرارٌ بحل الهيكلية التنظيمية للحزب واتُخذت قرارات مهمة تم خلالها إتلاف الأسلحة. ومع ذلك، لم نشهد حتى الآن أي خطوات رسمية من قبل الدولة التركية. من الضروري أن تبدأ تركيا باتخاذ خطوات سياسية وقانونية، لأن المسار الحالي مرتبط بالقانون. أساس اتخاذ الخطوات يتمثل في الاعتراف بالحقوق والهوية وبناء مجتمع ديمقراطي، ويجب أيضاً الاعتراف بجميع الحقوق والأمم في إطار الديمقراطية، وإجراء تغييرات في القوانين والدساتير".
وأكدت جيلان حمي أنه يجب الاعتراف بحقوق الشعب الكردي داخل البرلمان، مشيرةً إلى أن الكرد والأتراك يُوصفون منذ سنوات بأنهم إخوة، ولكن حتى الآن لم يتحقق شيء فعلي يحمل هذا الاسم، ولا تزال اللغة الكردية محظورة رسمياً "كما لعب الشعب التركي دوراً في تأسيس الجمهورية التركية، فإن الشعب الكردي ساهم مرتين أكثر".
وبينت أن "هناك آلاف المعتقلين السياسيين داخل سجون تركيا، ويجب الإفراج عنهم. إذا استمر المسار من طرف واحد فقط فلن يحدث أي تغيير، بل سيكون الوضع أسوأ من ذي قبل".
"إذا لم تتخذ خطوات واضحة سنواصل الدفاع عن قضيتنا"
بدورها سلطت روجين موسى، عضوة في اتحاد المثقفين، الضوء على مسيرة السلام التي يقودها "حزب العمال الكردستاني" والتي بدأت تترك صدى عالمياً "موقف الكرد دائماً كان إلى جانب السلام وهذا هو مطلبنا. لم يكن الشعب الكردي يوماً داعماً للحرب، بل رفع السلاح فقط للدفاع عن قضيته وهويته. يجب على الشعب الكردي أن يشارك في هذه المسيرة. نحن، في كل الظروف والشروط، نقف مع حزب العمال الكردستاني، حتى في مسألة إتلاف الأسلحة، لكن من الضروري ألا تكون الخطوات من جانب واحد، ويجب على حزب العمال الكردستاني الاستمرار في اتخاذ خطوات، وعلى الدولة التركية أيضاً أن تجري تغييرات متماشية مع هذه المسيرة. فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، كانت الخطوات كلها من جانب الحزب فقط، ولم نشهد أي تغييرات حقيقية من قبل الدولة التركية".
وأوضحت روجين موسى أن أي تغيير حقيقي سيؤثر على الشرق الأوسط بأكمله "هذه المسيرة لا تقتصر على العلاقة بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية فحسب، بل إن الدول الأخرى تتحمل مسؤولية في دعم هذه العملية. حتى الآن، الحزب هو من قام بالخطوات وإذا لم تتخذ الدول من الآن فصاعداً موقفاً واضحاً، واستمرت في إنكارنا كشعب كردي، فإننا مستعدون دوماً لمواصلة المقاومة والدفاع عن قضيتنا وهويتنا".