وسط تحذيرات من تدهور الوضع الصحي... تفشّي الحصبة في ذمار يهدد حياة الأطفال

كشفت منظمة "أطباء بلا حدود" أن محافظة ذمار تشهد تفشياً واسعاً لمرض الحصبة التي تهدد حياة الأطفال، وسط تحذيرات المنظمات الطبية من انهيار الاستجابة الصحية في ظل استمرار الحرب وتراجع الدعم الإنساني.

اليمن ـ في ظل الانهيار المتواصل للقطاع الصحي في اليمن، تواجه محافظة ذمار موجة جديدة من تفشي الحصبة التي تهدد حياة مئات الأطفال، ويعكس حجم التحديات التي تواجهها المجتمعات المحلية، ويستدعي تحركاً عاجلاً من المنظمات الإنسانية لتفادي كارثة صحية وشيكة.

تشهد محافظة ذمار، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وسط اليمن، تفشياً واسعاً لمرض الحصبة، وسط تحذيرات المنظمات الطبية من انهيار الاستجابة الصحية في ظل استمرار الحرب وتراجع الدعم الإنساني.

وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" في بيان رسمي نشرته أمس الأربعاء الثاني من تموز/يوليو، أنها عالجت أكثر من 800 حالة إصابة بالحصبة خلال الثلاثة الأشهر الماضية في المحافظة، معظمهم من الأطفال وذلك ضمن أنشطتها في مستشفى الوحدة التعليمي وعياداتها المتنقلة.

وأشار البيان إلى أن نحو 64% من الحالات التي استقبلتها الفرق الطبية هم أطفال دون سن الخامسة، محذراً من أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من هذا التفشي، في ظل غياب اللقاحات الكافية وصعوبة الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية.

 

تحذيرات من ارتفاع عدد المصابين بالحصبة في اليمن

وأكدت المنظمة أنها عملت على تعزيز خدمات الإحالة للحالات الشديدة، حيث تم نقل عدد من المرضى إلى المرافق الطبية الأكثر تجهيزاً، هذه الإحالات تُعد شريان حياة حيوي للأطفال الذين يعانون من مضاعفات خطيرة.

وبحسب المنظمة يعمل فريق الاستجابة السريعة على علاج المصابين في جناح العزل بمستشفى الوحدة، والذي يتسع لـ40 سريراً، إلى جانب تقديم استشارات طبية مجانية من خلال ثلاث عيادات متنقلة تغطي ست مديريات في المحافظة.

وحذّرت رئيسة بعثة "أطباء بلا حدود" في اليمن ديسما ماينا، من أن البلاد تشهد ارتفاعاً مقلقاً في عدد الإصابات، في وقت يعاني فيه السكان من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية وقالت "بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب وانهيار البنية التحتية الطبية، فإن نقص التمويل الدولي والدعم الإنساني يزيد من خطورة الوضع.

ولفتت إلى أن ما تشهده اليمن من احتياجات طبية متزايدة يتطلب جهداً مشتركاً من كافة الجهات الفاعلة في القطاع الإنساني، لتفادي كارثة صحية محتملة في اليمن، داعية جميع الشركاء الدوليين والمحليين إلى مضاعفة الجهود، مؤكدة استمرار التزامها بتقديم الرعاية الصحية في اليمن، رغم محدودية الإمكانيات وتزايد حجم الأزمة.

ويأتي هذا التفشي في ظل غياب برامج تطعيم فعالة وانتشار سوء التغذية، ما يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفيروسية القاتلة، وسط تحذيرات منظمات أممية من كارثة صحية قادمة ما لم يتم التحرك سريعاً لتغطية الفجوات الطبية في البلاد.