وسط تدهور الخدمات وتكتم من الحوثيين... تفشي الكوليرا في إب يهدد بكارثة صحية

شهدت محافظة إب وسط اليمن خلال الأيام والأسابيع الماضية، تفشياً خطيراً لمرض الكوليرا، في ظل تزايد أعداد الإصابات اليومية وغياب أي استجابة فعّالة من الجهات الصحية التابعة للحوثيين.

اليمن ـ تدهور البنية التحتية الصحية، غياب التوعية الصحية، تلوث المياه، والقيود المفروضة على المساعدات الطبية، كلها عوامل أدت إلى تفشي وباء الكوليرا في محافظة إب خلال الأيام القليلة الماضية.

في ظل غياب أي استجابة فعالة من الجهات الصحية التابعة للحوثيين التي تسيطر على محافظة إب وسط اليمن منذ سنوات، شهدت المحافظة خلال الأيام والأسابيع الماضية، تفشياً خطيراً لمرض الكوليرا، في ظل تزايد أعداد الإصابات اليومية.

ووفقاً لمصادر طبية في إب، فإن المستشفيات والمراكز الصحية تستقبل يومياً عشرات الحالات المصابة أو المشتبه بإصابتها بالكوليرا، مؤكدةً أن المرض ينتشر بشكل سريع في معظم مديريات المحافظة، وأشارت المصادر إلى أن الإصابات تركزت بشكل رئيسي في صفوف الأطفال وكبار السن، بسبب ضعف المناعة وسوء التغذية.

وقالت إن وتيرة الإصابات ارتفعت بشكل لافت منذ مطلع أيار/مايو الفائت، وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية والمضادات الحيوية والمستلزمات الطبية، ما يزيد من خطورة الوضع ويجعل التعامل مع الحالات أكثر صعوبة.

ولفتت إلى أن توجيهات صدرت من الحوثيين إلى الأطباء والإدارات الصحية بعدم التصريح لوسائل الإعلام أو المنظمات حول تفشي المرض، ما أدى إلى غياب الشفافية، وتضييق الخناق على محاولات التصدي للوباء.

ومنذ خريف عام 2014، حين فرض الحوثيون سيطرتهم على المحافظة، وشهد القطاع الصحي في إب تدهوراً غير مسبوق، وتفشّت أمراض الطفولة القاتلة والأوبئة المعدية مجدداً، في ظل انهيار منظومة الرعاية الصحية، وتقييد حملات التحصين والتطعيم، خاصةً تلك الموجهة للأطفال.

ويخشى الأهالي من أن يؤدي غياب المعالجات السريعة والإجراءات الوقائية إلى تحوّل الوضع الصحي إلى كارثة إنسانية، مطالبين بتدخل عاجل من قبل المنظمات الدولية والجهات المعنية لتوفير الأدوية، وتنفيذ حملات توعية مجتمعية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تفاقم الكارثة.