وسائل التواصل الافتراضي بين الفائدة والانعزال الاجتماعي... رؤى نسائية
أكدت نساء من مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا أن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الافتراضي يؤدي للانعزال عن المجتمع والأسرة، مما ينعكس سلباً على العلاقات الاجتماعية، مؤكدات على أهمية تعزيز الوعي الرقمي لدى الفئة الشابة.

نغم جاجان
قامشلو ـ أصبحت وسائل التواصل الافتراضي جزءاً مهماً من حياة الفئة الشابة، ويمكن القول إن لها تأثيراً واضحاً على مجمل حياتهم، فهي توفر فرصاً للتعلم والتواصل، لكنها في الوقت نفسه تحمل في طياتها آثاراً سلبية، لذلك فإن الاستخدام الصحيح لها ضروري لحمايتهم وبناء مستقبل أفضل.
سلطت مجموعة من نساء قامشلو الضوء على التأثيرات المتباينة لوسائل التواصل الافتراضي على حياة الشباب، مؤكدين على أهمية تعزيز الوعي الرقمي لدى الشباب لضمان استخدام هذه الوسائل بشكل مسؤول ومفيد.
"الاستخدام الواعي لوسائل التواصل ضرورة لحماية الشباب"
في مستهل حديثها، تطرقت خيرية العمري إلى تأثير وسائل التواصل الافتراضي على الشباب، مشيرةً إلى أن له جوانب إيجابية متعددة، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في طريقة الاستخدام.
وأوضحت أن من يوظف هذه الوسائل لأهداف مفيدة مثل اكتساب المعرفة والتواصل الأسري، سيجني فوائد ملموسة، في المقابل فإن الاستخدام المفرط وغير الهادف خاصة من قبل طلاب المدارس، يؤدي إلى تراجع في التحصيل الدراسي ويترك آثاراً سلبية، داعيةً الجميع إلى ضرورة الوعي بكيفية الاستخدام السليم لوسائل التواصل الافتراضي بما يخدم الفرد والمجتمع.
"بعض الجهات تستغل وسائل التواصل الافتراضي لتشويه الأفكار"
بدورها، أشارت هيفي أحمد، عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، إلى تأثير وسائل التواصل الافتراضي على الشباب، والاعتماد المفرط عليه في السنوات الأخيرة أدى إلى عزلة الكثير من الشباب عن المجتمع والأسرة، وانشغالهم بأمور غير مجدية.
وأكدت أن لهذه الوسائل جوانب إيجابية مهمة، خاصة في مجال الحصول على المعلومات والتواصل، حيث أصبح من خلالها بالإمكان الاطلاع على أوضاع الدول المختلفة "القائد أوجلان أولى اهتماماً كبيراً بالمرأة والشباب من خلال أفكاره وفلسفته، إلا أن بعض الجهات تحاول استغلال وسائل التواصل الافتراضي لتشويه تلك الأفكار ونشر مضامين مخالفة لها".
وأشارت إلى أن الطلبات المتعلقة باستخدام وسائل التواصل الافتراضي أصبحت كثيرة مؤخراً، حتى أن البعض بات يستخدمها دون أي محتوى فكري خاص به، مكتفياً بما يُطلب منه قوله "القائد أوجلان يرى أن بناء مجتمع مشترك ومتساوٍ يتطلب من الشباب العودة إلى قراءة الكتب، وتعزيز الحوار والنقاش".
"الإفراط يضعف الثقافة ويهدد الصحة النفسية والاجتماعية"
وأوضحت منتهى العنزي، عضوة بلدية قامشلو، أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الافتراضي قد يؤدي إلى تراجع في المستوى الثقافي لدى الشباب، مشيرةً إلى أن هذه الوسائل توفر فرصاً مهمة للتعلم السريع والتواصل الفعّال، وتُعد وسيلة مفيدة لاكتساب المعرفة في مختلف المجالات.
وحذّرت من أن الإفراط في استخدامها يجعل الناس يعتمدون عليها في كل شيء، مما يضعف قدرتهم على التعبير عن أفكارهم ويؤثر سلباً على صحتهم، مؤكدةً على ضرورة ضبط استخدام وسائل التواصل الافتراضي ضمن حدود زمنية معقولة، مشددةً على أن الإفراط في استخدامها يؤدي إلى الانعزال عن المجتمع والأسرة.
ودعت منتهى العنزي الشباب إلى العودة لقراءة الكتب، لما لها من دور في تنمية الفكر وتعزيز الثقافة، مشيرةً إلى أن وسائل التواصل الافتراضي يجب أن تُستخدم فقط عند الحاجة.