ورشة عمل حول المساواة الجندرية في الاستحقاق الرئاسي في لبنان

نظمت منظمة "فيفتي فيفتي" ورشة عمل ضمت ناشطات/ين من المجتمع المدني لمناقشة المساواة الجندرية في مواقع صنع القرار، واختيار الشخصية المناسبة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ تمحورت ورشة العمل التي نظمتها منظمة "فيفتي فيفتي" في العاصمة اللبنانية بيروت، حول مناقشة أفضل السبل للوصول للمساواة الجندرية في الاستحقاق الرئاسي الذي من المقرر إجراؤه في 31 تشرين الأول/أكتوبر القادم، وللاتفاق على مفهوم وشخصية رئيس البلاد، وقدرة النساء على المنافسة في هذا المجال.

شددت رئيسة منظمة "فيفتي فيفتي" جويل أبو فرحات خلال ورشة العمل، التي نُظمت أمس الثلاثاء 20 أيلول/سبتمبر، على ضرورة الانفتاح على الآخرين والتسامح في النقاشات الدائرة، مشيرةً إلى أن المنظمة ستقوم بتحليل بيانات ورشة العمل وما تحتويه من عصف ذهني.

وأوضحت أن "الهدف من هذه الورشة جمع العدد الأكبر من مكونات المجتمع المدني الذي يتضمن خلفيات سياسية متعددة، للحديث عن كيفية دعم المساواة في استحقاق رئيس الجمهورية، وكيف يمكن أن نرى مواصفات الشخصية الرئاسية، وكان لدينا إجابات مختلفة ومتنوعة على الأسئلة المطروحة".

وأضافت "من ضمن أهداف منظمة "فيفتي فيفتي" تحقيق المساواة الجندرية، لذا فإننا سنبادر في المرحلة القادمة لتسليط الضوء على نساء مرشحات لرئاسة الجمهورية من خلال لقاء بين الجنسين لإيجاد نقاط التميز بينهم وكيفية المشاركة ليتم إعادة بناء البلاد بأسرع وقت ممكن".

 

 

وتضمنت لائحة غير رسمية أسماء لـ 18 مرشحة للاستحقاق الرئاسي بين 75 مرشحاً، وقد تم تداول أسماء بعض المرشحات/ين ضمن ورشة العمل، لكن لم يتم مناقشة من ترشح رسمياً لهذا المنصب.

 

المرأة صانعة السلام

هند الصوفي الأستاذة الجامعية في قسم الدكتوراه في العلوم الإنسانية والمرشحة السابقة عن الانتخابات النيابية الأخيرة قالت لوكالتنا "أنتمي للمجتمع المستقل والذي أعتقد أنه الأكثرية في لبنان، على الرغم من أن الأرقام متناقضة، والمستقلون ليس لديهم صوت كونهم لا ينتمون لعالم المال أو التحرك السياسي في لبنان".

وأضافت "اقترحت على منظمة "فيفتي فيفتي" أن يتم استطلاع الآراء من المجتمع المدني حول شخصية رئيس الجمهورية القادم، وقد استجابوا لهذا الأمر، بهدف تقديم مرشحين مستقلين ودعمهم لتقديم برامجهم وخاصةً النساء".

ولفتت إلى أنه "كوني أعمل على قضايا المرأة، فلم لا تعطى المرأة فرصة في هذا المجال، وخصوصاً أنه في الفترة الأخيرة أثبتت قدراتها على مستوى العالم، ولا سيما في أزمة جائحة كورونا، ومنهن المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، وكان لهن إطلالات إعلامية مميزة كونهن نجحن ليس في إدارة هذه الأزمة فحسب، بل بتجاوزها إلى المرحلة التالية".

وأشارت إلى أنه "على المرأة اللبنانية أن تأخذ دورها لأنها صانعة للسلام، ويتمحور القرار 1325 الصادر عن الأمم المتحدة والذي وقع عليه لبنان حول دور المرأة في بناء السلام، وضرورة إعطائها هذا الدور خاصةً في حال وصولها لسدة الرئاسة، فقد ترشحت حوالي 300 امرأة في الانتخابات النيابية الأخيرة، ولم تصل إلا عدد قليل من النساء".

وأضافت "مع وجود كل هذه المشاكل بين المحاور السياسية فقد تكون المرأة صلة وصل هامة في بناء الجمهورية الثالثة ولبنان في المستقبل بشرط أن نكون لبنانيين أولاً، وبعدها الانتماء لفئة أو دين أو مذهب معين"، مطالبةً بـ "إعطاء النساء دوراً كونها صانعة سلام وتواصل وصمام أمان بين كافة الفئات".

 

 

رأي الشباب

وبدورها قالت الناشطة المدنية روى الغاوي "تسلط مبادرة أطلقتها تحت عنوان "ما بعد الاقتراع"، على الشباب/ات ودورهم في إيجاد حلول للأزمات التي تعصف بالبلد، ومن المهم أن نجد نساء مرشحات في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة لرئيسة جمهورية مستقلة سيادية قوية قادرة على أن تساهم وتأخذ المبادرات لإيجاد حلول لهذه الأزمة الاستثنائية التي تمر فيها لبنان، والتي لم يستطع الرجال إيجاد حلول ومخارج لها".

 

 

ومن جانبها قالت عضو المجلس البلدي لمدينة عاليه والناشطة المدنية سعدى حليمة "في ورشة العمل هذه تم النقاش حول مفهوم رئاسة الجمهورية والخبرات التي تمكن الشخص من أن يصل للرئاسة، وإمكانية انتخاب رئيس جمهورية من الشعب".

 

 

أما المرشحة السابقة عن الانتخابات النيابية رولا المراد فعبرت عن سعادتها بهذا اللقاء الذي جمع عدداً كبيراً من الناشطات/ين في المجتمع المدني وجلهم من النساء، للحديث ومناقشة مشروع رئاسة الجمهورية "أولوياتنا أن تكون النساء في مواقع صنع القرار، وما الذي يمنع أن تكون رئيسة الجمهورية امرأة؟".

وأضافت "ضمت ورشة العمل شريحة متنوعة من النساء منهن من ترشحن للانتخابات النيابية، وفاعلات ومناضلات، ورئيسات وعضوات في جمعيات وعاملات في الشأن العام، وبحثنا في مواصفات رئيس الجمهورية القادم، فمن المهم أن يكون قوياً ومستقلاً وصاحب موقف، لديه البعد الوطني وليس البعد الضيق ضمن حزب أو طائفة، ويجب أن تتكرر مثل هذه الورشة للوصول لهيكلية ورؤية وهوية جديدة لرئيس الجمهورية الذي نطمح إليه".