ورشة عمل في حلب تؤكد على أهمية تمكين المرأة لمناهضة العنف ضدها
شارك شابات وشبان وممثلون عن مؤسسات مدنية في ورشة بحلب، أكدوا من خلالها أن مناهضة العنف مسؤولية جماعية، وأن احترام المرأة وتمكينها أساس لبناء مجتمع عادل وواعٍ خالٍ من العنف.
حلب ـ عقد اتحاد المرأة الشابة في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب السورية، ورشة عمل تحت عنوان "لا للعنف ضد المرأة، المرأة ـ الحياة ـ الحرية"، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات التي تنظم بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
شارك في الورشة التي نظمت اليوم الخميس 20 تشرين الثاني/نوفمبر، عدد من الشابات والشبان، وعضوات وأعضاء من الكومينات، والأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية.
في بداية الورشة تحدثت سيدرا رشيد باسم اتحاد المرأة الشابة، عن أهداف الورشة والذي تناول عدة مواضيع مهمة مثل أشكال العنف وتأثيره على تطور المجتمع، وكيفية دعم النساء المُعنّفات. من ثم بدأ المشاركين بالنقاش.
العنف ضد النساء ينعكس على مسار تطور المجتمع
في هذا السياق، أوضحت فاطمة عبدو، عضوة لجنة التدريب والتعليم في المجتمع الديمقراطي، أن المرأة تواجه أنماطاً متعددة من العنف، أبرزها الجسدي والنفسي، مشيرةً إلى أن هذين الشكلين يُعدان الأكثر شيوعاً وانتشاراً داخل المجتمع.
من جانبها، أكدت سهى سلطان، عضوة مجلس المرأة السورية في حلب، أن العنف يُعد سلوكاً منافياً للإنسانية والقيم الأخلاقية، موضحةً أنه يُمارس بشكل واسع ضد النساء نتيجة الذهنية الذكورية المهيمنة على المجتمع والقوانين والأعراف، الأمر الذي يؤدي إلى حرمان المرأة من أبسط حقوقها والإساءة إلى كرامتها.
وشددت على أن العنف الممارس ضد النساء ينعكس سلباً وبصورة عميقة على مسار تطور المجتمعات، موضحةً أن تحرير المرأة وضمان حقوقها يشكل أساساً لحرية المجتمع بأسره، ويُسهم في بناء جيل يتمتع بالقيم الأخلاقية والحرية.
يجب عدم التزام الصمت
بدورها أوضحت سحر شوا، الإدارية في مجلس المرأة بحي الشيخ مقصود شرقي، أن العنف يترك آثاراً عميقة على نفسية المرأة؛ فعندما تتعرض للضرب أو الاعتداء الجنسي أو اللفظي تنهار معنوياتها وتضعف إرادتها، مما ينعكس سلباً على المجتمع بأسره، حيث يؤدي ذلك إلى تعطيل مسار تطوره، وتراجعه، وانتشار الجهل بين أفراده.
ووجهت رسالة إلى النساء اللواتي يتعرضن للعنف، داعيةً إياهن إلى عدم الصمت أمام واقعهن المُعنّف، وعدم السماح للمعتدي بالتمادي في طغيانه، بل مواجهته وإيقافه عند حدّه، مؤكدة أن المرأة إنسانة ذات كرامة وقيمة في المجتمع، وهي مصدر للعطاء والطاقة والحب، لذلك لا ينبغي لأحد أن يُلغي دورها أو يعبث بجوهرها ويدمره، مشددةً على أن كرامة المرأة لا تُقدَّم ثمناً لأي شخص أو ظرف.
وفي البيان الختامي للورشة، شدّد الحضور على ضرورة مناهضة العنف الموجّه ضد المرأة، باعتباره مسؤولية إنسانية وأخلاقية تقع على عاتق كل فرد في المجتمع. وجاء في البيان رسالة موجّهة إلى النساء اللواتي يتعرضن للعنف "أنتِ لستِ وحدك، فصوتك حق، وقوتك حاضرة، وحياتك تستحق الأمان"، مؤكداً أن بناء مستقبل خالٍ من العنف يبدأ من احترام المرأة وتمكينها، والإيمان بأنها ركن أساسي في تأسيس مجتمع عادل وواعٍ.