ورشة "فن الإلقاء" في دمشق... خطوة نحو تمكين الصحفيات السوريات
أجمعت الحاضرات على أن تمكين الصحفيات السوريات ليس مجرد هدف تدريبي، بل ضرورة لتوازن الخطاب الإعلامي في سوريا، وأن هذه الورشة تشكّل نقطة انطلاق نحو تمثيل أوسع وأكثر تأثيراً للمرأة في المشهد الإعلامي السوري.

راما خلف
دمشق ـ نظّمت رابطة الصحفيين السوريين، أمس الاثنين الخامس من أيار/مايو، ورشة تدريبية متخصصة تحت عنوان "فن الإلقاء"، استهدفت الصحفيات السوريات، وذلك في العاصمة دمشق، بهدف تطوير المهارات الصوتية وتعزيز حضور المرأة الإعلامية السورية في المشهد الصحفي المحلي والدولي.
أقيمت الورشة كجزء من سلسلة مبادرات تعمل عليها الرابطة لتعزيز قدرات الإعلاميات السوريات، وتوسيع دائرة تأثيرهن داخل البلاد وخارجها، خاصة في ظل غياب المساحات المهنية الآمنة والداعمة لهن في بيئات العمل الإعلامي.
أوضحت لما راجح، الصحفية وعضوة المكتب التنفيذي في رابطة الصحفيين السوريين، أن هدف الورشة هو فتح المجال أمام الصحفيات السوريات لإيصال أصواتهن والمشاركة الفاعلة في الساحة الإعلامية، مؤكدة أن غياب التمثيل الحقيقي للصحفيات وعدم إتاحة الفرص لهن كان من أبرز دوافع إطلاق هذه الورشة.
وأضافت "بدأنا بأول ورشة عن الإلقاء الصوتي الإعلامي كخطوة لبناء قدرات الصحفيات في هذا المجال، ونستهدف من خلالها تمكينهن من التواجد بثقة وكفاءة في المجال الإعلامي".
من جهتها، رأت الصحفية دانا سقباني، التي كانت من بين المشاركات في الورشة، أن التدريب حمل طابعاً إيجابياً عكسه تفاعل المتدربات وتبادل الخبرات فيما بينهن، قائلة "رغم اختلاف مستويات الخبرة، كان هناك شغف واضح لدى المشاركات، وأكثر ما لفتني هو الانفتاح الكبير في تبادل المعرفة دون تردد، وهذه الروح الجماعية تعكس وعياً عالياً بأهمية التكاتف بين الصحفيات".
وأشارت إلى ضرورة الربط بين الصحفيات في الداخل ونظيراتهن في الخارج، مؤكدة أن تبادل التجارب والخبرات من شأنه رفع مستوى الأداء الإعلامي للصحفيات السوريات "نحن بحاجة إلى جسر يربط الداخل بالخارج، يتيح تدفق الخبرات والمعرفة في الاتجاهين، لأن واقع المرأة الصحفية في سوريا لا يزال يفتقر إلى الكثير من الدعم والمؤازرة".
وعبّرت المشاركات عن أهمية الورشة في صقل مهاراتهن وإكسابهن أدوات جديدة في فن الإلقاء الإعلامي، مؤكدات أن مثل هذه الورشات ليست ترفاً، بل ضرورة مهنية تعزز من كفاءة وأداء المرأة الإعلامية في ظل الواقع الإعلامي السوري المعقد.
وتميّزت الورشة بجلسات تفاعلية أثارت نقاشات حول معوقات حضور الصحفيات، سواء على الصعيد المجتمعي أو المهني، كما تم التطرق إلى أهمية بناء بيئة داعمة تُعزز من مشاركة النساء في وسائل الإعلام وتكفل لهن حرية التعبير.
وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات والمخرجات، أبرزها دعم برامج التدريب المهني المتخصص للصحفيات، خاصة في المهارات الصوتية والإلقائية، تعزيز حضور الصحفيات السوريات في المشهد الإعلامي من خلال منصات مستقلة وآمنة، بناء شبكات مهنية بين الصحفيات داخل سوريا وخارجها لتبادل الخبرات والتجارب.
وشددت على أهمية الدعوة إلى بيئة إعلامية تضمن حرية التعبير وتكافؤ الفرص بين الصحفيين والصحفيات، وتنظيم ورشات مماثلة في مناطق سورية مختلفة للوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من الإعلاميات.