وقفة احتجاجية تطالب بتدخل أمم المتحدة قبل تنفيذ حكم الإعدام بحق 17 مختطفاً
رابطة أمهات المختطفين تدعوا لإنقاذ أبنائهم والإفراج الفوري عنهم قبل فوات الأوان، ووقف الاعتقالات التعسفية والمحاكمات غير القانونية التي يصدرها الحوثيون.
رانيا عبد الله
اليمن ـ تشهد البلاد احتجاجات وردود فعل غاضبة استنكاراً لانتهاكات الحوثيين بحق المختطفين، واعتداءاتهم على المنظمات الإنسانية، وسط مطالب بتدخل فوري من الأمم المتحدة.
نظمت رابطة أمهات المختطفين، اليوم الاثنين 24 تشرين الثاني/نوفمبر، وقفة احتجاجية في بمدينة تعز جنوب غرب اليمن، للتنديد بأحكام الإعدام والسجن التي أصدرتها جماعة الحوثيين بحق أكثر من 17 مختطفاً، عقب محاكمات وصفتها الرابطة بغير الشرعية لاعتمادها على اعترافات انتُزعت تحت التعذيب والإخفاء القسري، في انتهاك واضح لمبادئ العدالة والقوانين الدولية.
عبر المشاركون والمشاركات في الوقفة عن استنكارهم الشديد لإقدام جماعة الحوثي على بث ما تزعم أنه اعترافات للمختطفين، من بينهم امرأة، عبر وسائل إعلامها، مؤكدين أن ذلك يمثل تشهيراً وانتهاكاً جديداً لحقوق الضحايا وعائلاتهم.
كما دعا المشاركون إلى الإفراج العاجل عن جميع المختطفين، ووقف كل الإجراءات التعسفية التي تهدد حياتهم وتمسّ سلامتهم.
وخلال الاحتجاج أصدرت رابطة الأمهات بياناً طالبت فيه الأمم المتحدة والمبعوث الأممي والحكومة الشرعية وكافة الجهات المختصة بالتدخل العاجل لوقف هذه الأحكام، وممارسة ضغط حقيقي لمنع تكرار مأساة الإعدامات التي طالت سابقاً تسعة من أبناء تهامة، داعيةً إلى تشكيل لجنة دولية مستقلة وشفافة للتحقيق في الاعترافات المنتزعة تحت الإكراه وفي الانتهاكات المرتبطة بملفات الإعدام والمحاكمات غير العادلة، وضمان عدم إفلات المسؤولين عنها من المساءلة.
وأكدت الرابطة أن تلك المحاكمات تفتقر إلى الأساس القضائي والقانوني والإجرائي، وتعتمد على اعترافات انتُزعت تحت التعذيب والإخفاء القسري، ولا يمكن اعتبارها أدلة صالحة في أي محاكمة تستوفي معايير العدالة.
وكما أدانت الرابطة إقدام جماعة الحوثي على اقتحام مقرات منظمات إنسانية، بما فيها مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب اختطاف الأكاديميين والمفكرين، معتبرةً ذلك تقويضاً خطيراً للعمل الإنساني وعرقلة لأي جهود وساطة تسهم في حماية المختطفين والإفراج عنهم، واصفةً ذلك بأنه "عمل انتقامي يستهدف حرية الفكر والتنوع الثقافي، ويعكس سياسة كتم الأصوات وتقييد الحريات".
وشددت الرابطة في مطالبها على إنقاذ المختطفين، داعية لتحريك ملفهم والإفراج الفوري عنهم، ووقف الاعتقالات التعسفية والتعذيب والمحاكمات غير القانونية، وحماية المختطفين قبل فوات الأوان.
وفي ختام بيانها، أكدت رابطة الأمهات التزامها الدائم بالدفاع عن أبنائها المختطفين وكشف ما يتعرضون له من ظلم وانتهاكات، ومواصلة جهودها دون كلل حتى رفع الظلم وإنهاء معاناة المختطفين والمخفيين قسراً ومعاناة أسرهم.
"على المجتمع الدولي التدخل الفوري"
وعلى هامش الوقفة الاحتجاجية استنكرت عضوة رابطة أمهات المختطفين أسماء الراعي الانتهاكات الممارسة بحق ابناءهم واختطافهم "ندين الانتهاكات التي تطالب ابنائنا، واقتحام المنظمات الإنسانية الواقعة في مناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، كما نشجب المحاكمات الغير قانونية بحق الموظفين في المنظمات إنسانية"، مضيفةً "لا يحق لجماعة الحوثي اختطاف المدنيين وانتزاع اعترافات منهم على وسائل الإعلام الخاصة بهم، فهذه الإجراءات التي تنعكس سلباً على النسيج الاجتماعي، فضلاً عن تأثيره على نفسية المختطفين واهاليهم".
وطالبت التدخل الفوري من المبعوث الأممي للضغط على جماعة الحوثي لإطلاق سراح المختطفين دون شرط أو قيد، والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل بأمان، دون التضييق، وإيقاف الاحكام الصادرة بحق الموظفين في المنظمات الإنسانية.
من جهتها قالت الإعلامية نعائم خالد "هذه الوقفة تبين موقف أمهات المختطفين اتجاه انتهاكات مليشيا الحوثي من اختطاف موظفي منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، الذين يعملون من أجل الإنسانية"، مضيفةً "إن الإعدامات التي تطال الحقوقيين والمواطنين تتم دون أي مصوغ قانوني، وبتهم كيدية ومحاكمات غير قانونية ولابد من المنظمات الدولية والحقوقية من تجريم هذه الانتهاكات التي تقوم بها هذه الجماعة".
فيما أبدت سيناء السياغي عن موقفها قائلة "اليوم خرجنا للتنديد بالمحاكمات غير العادلة التي قضت بالحكم بالإعدام، ونطالب الحكومة بالتدخل الفوري لوقف هذا العبث وايضاً التحرك الجاد بشأن المختطفين والمعتقلين"، داعية إلى ضرورة أن "يكون هناك مفاوضات مع جماعات الحوثي للضغط عليهم لإطلاق سراح جميع المدنيين والمعتقلين لديهم".