"واقع المرأة الاقتصادي... من التحديات إلى الفرص" ندوة حوارية في الجزائر
اجمعت المشاركات في الندوة الحوارية التي نظمتها جمعية نور للمرأة والأسرة والطفل، على أنه إذا تم منح المرأة الفرصة ستكون قادرة على تحقيق التغيير المستدام والتأثير الإيجابي في المجتمع.

رابعة خريص
الجزائر ـ في إطار إبراز أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة، وتسليط الضوء على دور المرأة المنتجة في تحقيق التنمية الاقتصادية ومناقشة سُبل التمكين والتحول الإيجابي من خلال تجارب ناجحة ومحاور ثرية، نظمت جمعية نور للمرأة والأسرة والطفل، ندوة حوارية تحت عنوان "واقع المرأة الاقتصادي... من التحديات إلى الفرص"، بمشاركة مجموعة من الدكاترة الجامعيين والمهتمين بقضايا المرأة ونساء صاحبات مشاريع.
في خُضم الندوة التي نُظمت، أمس السبت 26 نيسان/أبريل، تم التعريف بمشروع "كفاف" الذي عملت به الجمعية، وهو مشروع يفتح الآفاق أمام المرأة والأسرة عموماً للتحول من الحاجة إلى الاكتفاء والإنتاج، وتكمن رسالته ورؤيته في إحداث نقلة نوعية للمرأة لتتحول من الاستهلاك والاحتياج إلى المبادرة.
وتتلخص أهدافه في 6 نقاط أساسية وهي توعية المرأة وتمكينها من الانخراط في عجلة التنمية الاقتصادية مع السعي لإيجاد مصادر الدعم المالي لتعلم الحِرف ومن ثم إنشاء مشاريع صغيرة، ومن بين أهدافه تعفف المرأة عن طلب الإعانة وتحقيق اكتفائها الذاتي عن طريق برامج مستدامة، وأخيراً التركيز على المرأة ذات الموهبة والإرادة لاكتساب مهارة والسعي لتوفير فرص وصولها إلى الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
ومن ضمن المداخلات التي ألقيت مداخلة للدكتورة مليكة حيون مهدي أستاذة في علم الأنتروبولوجيا والتي سلطت الضوء خلال حديثها على التمكين الاقتصادي للمرأة، وقالت إن "التجارة النسوية ليست بالأمر المستجد وإنما موجودة منذ القدم، لكنها كانت خفية لأنها لم تكن المرأة تشارك في الاقتصاد الوطني إذ كانت مساهمتها تقتصر على الاقتصاد الأسري ومن أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي أيضاً حتى يتسنى لها توفير مستلزماتها الخاصة".
ولفتت إلى أن اليوم تغيرت الأمور إذ تمكنت الكثيرات من تحقيق مشاريع لطالما حلمن بها وأيضاً اكتفائهن الذاتي، كما تطرقت إلى مشروع "كفاف" الذي من خلاله تمكنت 200 امرأة من الولوج إلى سوق العمل وغيرت حتى من مكانتهن داخل محيطهن فلم تبقى تلك المرأة ضعيفة بل أصبحت صاحبة تأثير قوي.
وطالبت مليكة حيون مهدي بـ "دعم هذه الجمعيات النسوية من أجل مساعدتها على القيام بواجبها وتحقيق أهدافها والرسالة التي أنشأت من أجلها كمرافقة المرأة في مختلف الميادين".
من جانبها شرحت رئيسة جمعية نور للمرأة والأسرة والطفل دليلة حسين، مشروع "كفاف" الذي تبنته جمعيتها، وقالت إنه "من خلال الإصغاء في الفترة الممتدة ما بين 2019 ـ 2024 قدمنا 2563 استشارة، ولاحظنا من خلالها أن ما يُعادل 60 بالمائة أي 1538 من الخلافات الزوجية والمشاكل الأسرية كانت بسبب الحالة الاقتصادية المزرية والمتدنية للأسرة".
وذكرت أن "هذه الأرقام المهولة دفعتنا إلى التفكير بجدية في إيجاد حلول اقتصادية تحد من التفكك الأسري، ومع ظهور جائحة كورونا اضطرت الكثيرات إلى البحث عن حلول بديلة للدخل فكانت انطلاقة مشروع كفاف رسمياً في الثامن من آذار 2022 بحلة جديدة ونظرة أوسع".
واستعرضت دليلة حسين العديد من التحديات التي تعيق المرأة في سوق العمل، واستدلت مثلاً بانعدام التمويل واقترحت بالمقابل عقد اتفاقيات وشراكات مع مؤسسات وشركات عمومية وخاصة من أجل التمويل، أما التحدي الثاني فيكمن في ضعف التدريب، واقترحت توفير مدربين متخصصين من غرفة الصناعة التقليدية والحِرف ومراكز التدريب ومختلف المؤسسات، أما التحدي الثالث فيتمثل في صعوبات في التسويق وهنا اقترحت إقامة معارض دورية ودون انقطاع مع التوجه نحو المنصات الإلكترونية.