والدة جيهان بلكين: جيهان هي ذاكرتنا للسعي وراء الحقيقة ويجب إلا ننساها

وصفت كاتبه بلكين والدة جيهان بلكين أبنتها بالشجاعة والقوية التي سعت دائماً إلى إظهار الحقيقة وكشفها حتى في أخر لحظة من حياتها، مؤكدة على أهمية السير على خطاها وعدم نسيانها.

ماردين ـ تعرض الصحفيان ناظم دشتان وجيهان بلكين، اللذين كانا يتابعان تطورات الأوضاع في إقليم شمال وشرق سوريا، لاستهداف من قبل الاحتلال التركي على الطريق الواصل بين سد تشرين وبلدة صرين، وأثار استشهادهما موجة غضب وردود فعل في كردستان والعالم.

درست جيهان بلكين في مدارس مدينة مدياد (مديات) المراحل الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية، وعرفت بشغفها وكثرة حركتها بين مقاعد الدراسة، بعدها انتقلت إلى مدينة آمد لدراسة الحقوق هناك، عام 2013، وهناك بدأت أولى مراحل نضالها ضمن صفوف نضال الشعب الكردي وقضيته العادلة، وفي عام 2014 انخرطت في مجال الإعلام إلى جانب دراستها في كلية الحقوق، حيث بدأت بتوزيع الصحف التي كانت تصدر من قبل الإعلام الحر، (أوزكور كوندم) و(آزاديا ولات) وتعرضت لمضايقات جمّة من قبل السلطات، التي أغلقت صحيفة آزاديا ولات صيف عام 2016، إلا أن ذلك لم يثنِها عن نضالها.

ونتيجة للمضايقات التي تعرضت لها جيهان بلكين، وتأثرها بثورة 19 تموز 2012 في إقليم شمال وشرق سوريا، توجهت إلى روج آفا منتصف عام 2017، واتخذت مكانها ضمن وكالة أنباء هاوار.

 

"كانت تحمل قلماً في يدها وليس بندقية"

كانت جيهان بلكين التي تعمل في العديد من مدن المنطقة وتعلن عن إنجازات المرأة وعملها للعالم، وثقت مؤخراً مع زميلها ناظم داشتان جرائم مرتزقة الاحتلال التركي في سد تشرين في منطقة الطبقة وكوباني وأعلنتها للرأي العام. وقد أقيم مجلس عزاء لجيهان بلكين في حي جمهوريت في مدينة مدياد حيث ولدت وترعرعت. تقول والدتها كاتبه بلكين "كانت تحمل قلماً في يدها، وليس سلاح"، وهو ما ردت عليه إحدى النساء الحاضرات في مجلس العزاء قائلة "هذا القلم هو ما يخافون منه".

وأوضحت أن جيهان بلكين كانت امرأة واعية دائماً وتسعى للحقيقة رغم صغر سنها "لقد ضحت بحياتها من أجل هذا الشعب. إنها ذاكرتكم، فلا تنسوها. لقد سعت ابنتي وراء الحقيقة، كانت مجتهدة جداً في كل ما تفعله منذ طفولتها وحتى أخر لحظة من استشهادها"، داعية الصحفيين إلى السير وفق خطاها وتخليد ذكراها.

وطالبت كاتبة بلكين بإحضار جثمان أبنتها لدفنها في الأرض التي ولدت فيها "لقد ضحت ابنتي بنفسها من أجل شعبها، ولا ينبغي لأحد أن ينساها".

وقالت شقيقتها زينب بليكن "نشأت جيهان بين يديّ وتربت على الحب. لقد كانت الأصغر سناً، وكنا جميعاً نقدّرها ونحترمها. كانت شخصية محبة وعطوفة للغاية لم تؤذي شخصاً أبداً. لقد كانت عادلة وتحب الخير لجميع الناس".

 

استشهدت وهي تناضل من أجل الحقيقة

وأكدت زينب بلكين أن جيهان كان تسعى دائماً وراء الحقيقة ولم تترك الشعب المضطهد "لم تحمل السلاح في يدها بل كانت تناضل بقلمها، كان هدفها كشف الحقائق وإظهارها للعلن، وأن تكون إلى جانب الشعب، لكن تم استهدافها أثناء سعيها للكشف عن انتهاكات مرتزقة الاحتلال التركي"، مشددة على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات بحق الصحفيين "نحن هدفنا السلام لا نريد المزيد من إراقة الدماء، كانت جيهان بليكن تسعى لذلك دوماً وسنناضل من أجل ذلك حتى تحقيق مطالبها بإنهاء الاضطهاد وإحلال السلام".