'واجبنا ومسؤوليتنا بناء نظام الأمة الديمقراطية'
حول العملية التي بدأت بدعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" قالت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في مخيم مخمور للاجئين، فيليز بوداك "إن العمل الذي يجب تنفيذه يجب أن يتمحور حول الحرية الجسدية لقائد أوجلان".

برجين كارا
مخمور ـ لاقت دعوة القائد عبد الله أوجلان إلى "السلام والمجتمع الديمقراطي" صدى واسعاً في إقليم كردستان وتركيا والخارج، وتحدث تطورات جديدة كل يوم فيما يتعلق بحل القضية الكردية.
بدأت عملية جديدة في إقليم كردستان وتركيا، حيث أعلنت حركة التحرر الكردستانية وقف إطلاق النار في الأول من آذار/مارس الماضي امتثالاً لدعوة القائد عبد الله أوجلان، وفي 10 نيسان/أبريل الجاري التقى أعضاء وفد إمرالي ونواب حزب DEM سيري سوريا أوندر وبرفين بولدان بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورغم التقدم الذي أحرزه الشعب الكردي منذ بداية الدعوة، إلا أن السلطات التركية لم تتخذ أي خطوات ملموسة، فرغم وقف إطلاق النار، تستمر الهجمات على مقاتلي الكريلا والشعب الكردي بشكل يومي وهذا الأمر يثير الشكوك في أذهان الشعب الكردي.
"ثورة المرأة ستقود ثورة الإنسانية"
لفتت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب في مخيم مخمور للاجئين فيليز بوداك الانتباه إلى المبادئ الخمسة لفكر وإيدلوجية تحرير المرأة التي قدمها القائد عبد الله أوجلان لجميع النساء في 8 آذار/مارس 1998 "إن عضوية المرأة في الحزب والجيش، أي الجهود التي بُذلت تدريجياً، تتجه اليوم نحو العالمية في شخص المرأة الكردية، وثورة المرأة ستقود ثورة الإنسانية، أي أن هذه العملية قد اكتملت الآن، علاوة على ذلك، يمكن للمرء أن يرى نتائجها بشكل ملموس في الشرق الأوسط وأجزاء كردستان الأربعة والعالم".
فيما يتعلق بالدعوة التي أطلقها القائد عبد الله أوجلان، قالت فيليز بوداك بأنهن كنساء أدركن من خلالها مسؤوليتهن "لا نقود قرناً وثورة نسائية فحسب، بل سنقود الطبيعة والبشرية للخلاص، في هذه العملية، أصبح من واجباتنا ومسؤولياتنا بناء نظام الأمة الديمقراطية، لأننا نناضل ضد النظام والذهنية، وعلينا التخلص من الفهم والوعي الأبوي الذي غُرس في كل من الرجال والنساء، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال علم جنولوجي".
"يجب أن يتركز عملنا حول الحرية الجسدية للقائد أوجلان"
أشارت فيليز بوداك إلى أن نموذج القائد عبد الله أوجلان السبيل الأبرز لإنقاذ البشرية "كونها عرضة للإبادة الجماعية، قال القائد أوجلان في مرافعته الخامسة "حماية الكرد من براثن الإبادة الثقافية"، لكن النظام الرأسمالي العالمي اليوم يُخضع ويُعرض جميع ثقافات الأمم القائمة للإبادة الجماعية.
وشددت على أن "منع حدوث الإبادة وحماية الأقليات في الشرق الأوسط هي من واجباتنا ومسؤولياتنا نحن النساء، ما خسرناه بمقدورنا كنساء استعادته مرة أخرى، لكن لا يمكننا تحقيق ذلك إلا بضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، ويجب أن يتمحور عملنا الذي نقوم به على المستوى العالمي حول الحرية الجسدية له".
أيديولوجية تحرير المرأة
وصرحت فيليز بوداك إلى أن النظام الذي تعيش فيه المرأة حالياً هو ضد المرأة تماماً، مشيرةً إلى أن الطريقة الوحيدة للخلاص من هذا النظام الحاكم هي الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.
وأكدت على ضرورة تعزيز النساء للحملات التي أُطلقت من أجل القائد أوجلان "علينا أن نعي وندرك أنه إذا خسرنا هذه المرة فإنها خسارة فادحة، وسنتعرض لإبادة جماعية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، فقد قال القائد أوجلان "قضية المرأة أخطر من القضية الكردية، ولا يمكن حل القضية القومية إلا بحل قضية المرأة"، ولذلك، يجب أن نولي أهمية للتنظيم الأيديولوجي أكثر من التنظيم الهيكلي".
وأضافت "علينا أيضاً بناء منظمة عالمية تتمحور حول أيديولوجية تحرير المرأة، ويجب أن تصبح هذه المنظمة السبيل والوسيلة الرئيسية للحرية، وخاصة الحرية الجسدية للقائد أوجلان، بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نحرر أنفسنا".
"الدولة التركية مترددة في اتخاذ أي خطوة"
وبينت فيليز بوداك بأن نضال القائد عبد الله أوجلان والكريلا والشعب الكردي، أجبر الدولة التركية على اتخاذ خطوات "لكنها لا تزال مترددة في اتخاذها، لأنها بنت نظامها وجمهوريتها على تجاهل وتهميش الكرد وتدميرهم، وأوهمت مجتمعها أنه في حال حقق الكرد شيئاً وضمنوا وجودهم، فسيتم تدمير الأتراك، وهي تستخدم أدواتها التعليمية والإعلامية في هذا الصدد منذ مئة عام".
"رغم وقف إطلاق النار يواصل الاحتلال التركي هجماته"
وأوضحت فيليز بوداك بأنه رغم وقف إطلاق النار، يواصل الاحتلال التركي هجماته "نحن نتحدث هنا عن مجتمع سلمي وديمقراطي، إنهم يهاجمون انتخابات أُجريت منذ مدة، واختارها الشعب بمحض إرادته، إنهم ينتهكون إرادة الشعب، وهذا أمر خطير على العمليات التي تُطلق، ويزيد من انعدام الثقة بين الشعب، ولذلك، فإن الإجراءات التي تتخذها الدولة الآن، عندما يُسأل عنها، خاصة الشعب، يقولون إننا لا نثق بالدولة، لأن الإجراءات التي تقوم بها وأفعالها واضحة للعيان، لكن ما نثق به هو قيادتنا، ولذلك، يجب أن نعزز نضالنا ومقاومتنا، وألا نترك للعدو مخرجاً".
"لم تتخذ الدولة أي خطوة ملموسة حتى الآن"
ولفتت إلى أنه "كحركة الحرية، والشعب الكردي، وأصدقاء الكرد، وخاصةً النساء، لا ينبغي أن نلقي بعبء العملية على عاتق القائد أوجلان، لقد فعلنا ذلك لسنوات، ورغم اعتقاله تحت نظام التعذيب المستمر، فقد وضعنا عبء ومسؤولية العملية برمتها على عاتقه، علينا أن نخفف هذا العبء، ففي النهاية، إن استمر النهج الذي تتبعه الدولة على هذا النحو، فستخسر".
وأشارت إلى أن "هناك شروط ومتطلبات أساسية لهذه العملية والحل، ولكن حتى الآن، لم تتخذ الدولة أي خطوة ملموسة، فقط تُعقد الاجتماعات واللقاءات، وشروطنا ومتطلباتنا الأساسية كشعب كردي وحركة الحرية، حل الصراع ووضع حد لظروف اعتقال القائد أوجلان، ولكن لم تُتخذ أي خطوة قانونية وعملية، لذلك، من أجل تسمية هذه العملية، يجب ضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان".
أهمية بناء الأمة الديمقراطية
وعن أوضاع الكرد، قالت فيليز بوداك "لدينا عشرات الآلاف من السجناء، ومن الضروري النظر في وضعهم، إنهم مقاتلي الحرية والثورة، ومن ناحية أخرى، هناك آلاف القرى التي أُحرقت، ومئات الآلاف من الكرد الذين هُجروا إلى مناطق مختلفة من العالم، وهذه أمورٌ تحتاج إلى مناقشة وتوقيع بروتوكولات ملموسة لنتمكن من القول إن العملية قد بدأت، حتى الآن، قام القائد أوجلان من جهته بكل شيء، وهذا يسير من جانب واحد إلى حد ما، وكحركة وشعب كردي، لن يتقدم أحدٌ في هذه العملية ولن يقف مكتوف الأيدي حتى يتم تحقيق الحرية الجسدية للقائد أوجلان".
وفي ختام حديثها، لفتت فيليز بوداك إلى أهمية بناء الأمة الديمقراطية "ستكون هذه العملية بوابةً للشعب التركي والكردي وشعوب الشرق الأوسط، وخطوةً في أنحاء كثيرة من العالم نحو بناء وتنفيذ نظام الأمة الديمقراطية بشكل ملموس على المستوى العالمي، وستساعد على بناء الشعوب التي تحتاج إلى هذا النظام، لذلك، من الضروري أن تقوم الدولة التركية، والدول التي تمارس الضغط على الشرق الأوسط والقوى المتآمرة، بتفكيك التحالف الذي أقامته هناك، حتى يتمكن المرء من القول إنهم قادرون على إيجاد مجتمع سلمي وديمقراطي، تلبيةً لنداء القائد أوجلان".