تعزيزاً لدورهن في القطاع الزراعي... ريفيات الجزائر تحتفلن بيومهن العالمي

تحت شعار "التكوين مفتاح للتأقلم، الابتكار ورفع تحديات المرأة الريفية لتنمية فلاحية مستدامة" احتفلت الجزائر باليوم العالمي للمرأة الريفية بمشاركة العديد من الفلاحات من مختلف المدن.

نجوى راهم

الجزائر ـ أكدت المشاركات في احتفالية اليوم العالمي للمرأة الريفية، على أن قطاع الفلاحة والتنمية الريفية شهد هذا العام حركة غير اعتيادية بمشاركة وإدماج الفلاحات من أجل تلبية احتياجاتهن.

احتفلت الجزائر أمس الثلاثاء 15 تشرين الأول/أكتوبر، تحت شعار "التكوين مفتاح للتأقلم، الابتكار ورفع تحديات المرأة الريفية لتنمية فلاحية مستدامة" باليوم العالمي للمرأة الريفية، بالمعهد الفلاحي المتوسط المتخصص بهراوة، بمشاركة فلاحات من مختلف المدن، بالإضافة إلى تعاونيات فلاحية، وجمعيات مهتمة بتعزيز دور المرأة في القطاع الزراعي.

وسلطت الاحتفالية الضوء على أهمية التكوين كأداة أساسية لتأهيل المرأة الريفية، وتمكينها من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجهها في عالم الزراعة، فقد أظهرت الدراسات أن التدريب المناسب يمكن أن يحسن من إنتاجية المرأة ويعزز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وتضمن البرنامج عرض فيلم بعنوان "المرأة الريفية" ومواضيع الابتكار الزراعي، وتقنيات الزراعة المستدامة، وأهمية إنشاء شبكات دعم بين الفلاحات، كما تم عرض تجارب ناجحة لمبادرات قادتها ريفيات في مجالات الزراعة والإنتاج المحلي.

وقالت رئيسة الخلية الوطنية للمرأة الريفية بالمعهد الوطني للإرشاد الفلاحي نبيلة خلفاوي إنه تم اختيار شعار هذا العام تبعاً للمحيط المؤسساتي الذي تعيش فيه المرأة الريفية من خلال مراكز التكوين والتدريب لمرافقة ودعم النساء الريفيات، مضيفةً أن قطاع الفلاحة والتنمية الريفية شهد هذا العام حركة غير اعتيادية بمشاركة وإدماج الفلاحات من أجل تلبية احتياجاتهن.

وأوضحت "قمنا اليوم بجمع 12ولاية بالمركز المتوسط المتخصص في زراعة الخضروات والزراعات الصناعية ببلدة هراوة، بمشاركة تعاونيات فلاحية نسوية وفلاحات وجمعيات تنشط في مجال التنمية وترقية المرأة الريفية".

وحول الدور الذي تقوم به المرأة الريفية قالت نبيلة خلفاوي "استطاعت الريفيات اليوم تكوين تعاونيات فلاحية، مما فتح لنا آفاق جديدة حول تسجيل عدد كبير من التعاونيات الفلاحية بالجزائر".

وفيما يخص المعهد الوطني للإرشاد الفلاحي لفتت إلى أن الخلية الوطنية لديها 58 خلية محلية على مستوى كل ولايات البلاد، حيث نعمل على تنظيم اللقاءات وقيادة المشاريع، وتعزيز قدرات النساء الريفيات في مجال الزراعة وتحويل منتجات الأشجار المثمرة في المناطق الهشة بالجزائر 2023 ـ 2024.

وأشارت إلى أهم النشاطات التي تم تطويرها في إطار إطلاق مشروع يهتم بتعزيز قدرات النساء الريفيات في مجال الزراعة، والذي تم العمل عليه ضمن مبادرة تم تمويلها من قبل المنظمة العربية للتنمية الزراعية ومنظمة espoir، حيث خص المشروع ثلاث ولايات (تيسمسيلت، الأغواط، بني عباس).

ومن أهم مخرجات ونتائج المشروع تكوين وتدريب 90 امرأة ريفية، 30 من كل ولاية منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى غاية آذار/مارس 2024 في أربعة محاور أساسية، وهي تنمية القدرات الريادية وريادة الأعمال والممارسة الجيدة لزراعة الأشجار المثمرة بالإضافة إلى طرق التجفيف.

 

 

 تكريم ثلاثة نساء ريفيات رائدات

تم تكريم ثلاثة نساء ريفيات خلال احتفالية اليوم العالمي للمرأة الريفية من ثلاث ولايات مختلفة للمجهودات الذي بذلنها في إطار المساهمة في الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي والعمل على تدريب وتشجيع نساء أخريات للانضمام للجمعيات والتعاونيات الفلاحية.

وقالت رئيسة التعاونية الفلاحية green lady بولاية سكيكدة جوادي فطيمة "هذه المرة الثانية التي نكرم فيها خاصة أننا أول تعاونية وطنية نسوية تهتم باستخلاص الزيوت النباتية الطبية والعطرية"، مضيفةً أن "منتجاتنا أساس تركيبتها بذور التين الشوكي وزيوت أخرى مثل زيت الخروع، والسمسم، وبذور الكتان وهذا راجع لطبيعة المنطقة الغنية بالنباتات الطبية".

وحول إقبال الزوار أوضحت أن المهم في الأمر انتشار ثقافة الاهتمام بالمواد الطبيعية واستخدامها كبديل للمواد الكيميائية التي غالباً ما تتسبب بأضرار للجسم، مضيفةً أن المواد الطبيعية لا تؤثر بشكل سلبي أثناء الاستعمال.

 

 

أما خديجة مناد فلاحة ومربية نحل ومنتجة عسل على مستوى ولاية بومرداس قالت "هذا التكريم ثمرة نجاحي"، لافتةً إلى أنها تعمل على تدريب الريفيات والطلبة من أجل توفير اليد العاملة في مجال تربية النحل، خاصة بالنسبة للمرأة الريفية المتواجدة بالمناطق الجبلية والتي لا تستطيع التنقل "نقوم بتدريبها ومرافقتها تحت إشراف المصالح الفلاحية وتوجيهات الغرفة الفلاحية".

وأشارت إلى أنها عملت على تدريب عدة نساء في الميدان واليوم هن فاعلات حقيقيات في الاقتصاد الوطني، على الرغم من التحديات التي واجهتها كفلاحة "المهنة صعبة جداً خاصة للمرأة التي تحمل مسؤوليات كثيرة على عاتقها بالعمل داخل وخارج البيت لكن هذا لا يمنع المرأة من التطور والتقدم وأثبات نفسها في سوق العمل".

 

 

وقالت الفلاحة رويبح وهيبة التي جاءت من أعالي جبال زمورة بولاية برج بوعريريج إنها تعمل على إنتاج زيت الزيتون واللوز والعسل وشتلات النباتات بالإضافة إلى الزراعة التحويلية للخضروات كالفلفل والطماطم والزبيب.

وحول تكريمها بمناسبة هذه الاحتفالية أوضحت أنها كفلاحة معتزة بهذا التكريم لأنها حققت ذات المرأة الريفية الطموحة التي تحدت كل الظروف والعوامل للوصول لما هي عليه الآن وهذا شرف للمرأة الجزائرية، "المرأة الفلاحة في الجزائر تواجه الكثير من التحديات أهمها العادات والتقاليد حيث تعاني من نظرة المجتمع والانتقادات التي تعيشها كل يوم، من خلال وصمها بمختلف الصفات مثل سيزول وجهك الجميل ولماذا تعملين في الطين ومع الدجاج وفضلات الحيوانات ولماذا تخرجين لوحدك".

واشتكت رويبح وهيبة من عدم تعزيز قيمة ودور المرأة الفلاحة ووصفها بالمهنة الهابطة رغم أنها المهنة الأولى التي تساهم في رفع الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي.