تزامناً مع يوم الصحافة الكردية... ندوة استذكارية وتقديرية للمرأة الفيلية ودورها الريادي

أكدت المشاركات في الندوة على أهمية تبادل الرؤى وتعزيز الوعي بقضايا المرأة، ودورها الفاعل في مختلف الميادين.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ يصادف 22 نيسان/أبريل من كل عام يوم الصحافة الكردية إحياءً لتأسيس أول صحفية كردية (كردستان) فهي دلالة على وجود قضية الشعب الكردي الذي انتزع منه تراثه وثقافته ولغته في ظل الأنظمة الاستبدادية.

بمناسبة يوم الصحافة الكردية، نظّم المكتب النسوي لتجمع الكفاءات والنخب الفيلية، أمس الثلاثاء 22 نيسان/أبريل، ندوة تحت عنوان "الطاقة وتمكين المرأة، مستقبل مستدام بقيادة نسائية".

وتناولت نادية جدوع أمين عام الرابطة الوطنية لرائدات العراق ورئيسة الجناح النسوي لتجمع الكفاءات والنخب الكرد الفيلية في كلمتها معاناة المرأة العراقية خلال العقود الماضية، مشيرةً إلى الأعباء التي تحملتها نتيجة الحروب والحصار والسياسات الخاطئة، وما ترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية، مشددة على الدور الفاعل للمرأة في مختلف مجالات الحياة، وقدرتها على الصمود والمساهمة في الحفاظ على الأسرة والمجتمع رغم التحديات.

وأكدت أن المرأة الفيلية، كغيرها من نساء العراق، عانت من الظلم، بل كان نصيبها أكبر من التنكيل والتهجير والإبادة، فقد ارتكب النظام البائد جرائم بشعة بحق الكرد الفيليين شملت مصادرة ممتلكاتهم، وتنفيذ حرب إبادة طالت أكثر من 13 ألف شاب وشابة، استُخدموا في مختبرات الأسلحة الكيمياوية، دون أن يُعثر حتى اليوم على رفاتهم، كما تعرضت عوائلهم للتهجير القسري خارج العراق في ظروف قاسية وغير إنسانية وأُجبر من تبقّى منهم على الهجرة.

وقد وثّقت هذه الجرائم وفقاً للمادة (11) من قانون المحكمة الجنائية المركزية العراقية بتاريخ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010، إلى جانب تقارير ووثائق منظمات حقوق الإنسان الدولية، التي أكدت الانتهاكات بحق المرأة الفيلية، التي رغم ذلك بقيت صامدة، تمثل أيقونة للحرية، وقوةً متجذّرة في أعماق الإيمان والمواطنة، لم تنكسر أمام ريح القهر والظلم.

 

 

وتحدثت النائبة السابقة سامية عزيز، المعروفة بلقب "تريزا الفيليية"، عن القرارات الجائرة التي اتخذها النظام السابق بحق المرأة الفيلية، مشيرةً إلى الإقصاء الذي تعرضت له على مستوى الحقوق في المجتمع والأسرة، والحياة الزوجية، مبينةً أن القرار رقم 474 كان ينص على إلزام الزوج بتطليق زوجته إذا كانت من التبعية الإيرانية، وبالمثل تُجبر الزوجة على تطليق زوجها إذا كان من ذات التبعية، وكان يُصرف مبلغ 4000 دينار في حال كان الزوج عسكرياً، و2500 دينار إذا كان مدنياً، ولا يُدفع هذا التعويض إلا بعد ترحيل الزوجة وزواج الرجل من امرأة ذات أصل عثماني.

من جانبها قالت الناشطة بيداء شاكر، لقد كانت مشاركتي في تجمع نسوي مميز ضم نخبة من النساء العراقيات من خلفيات متنوعة تجربة ملهمة "تمحور اللقاء حول دور المرأة العراقية في بناء المجتمع، مع التركيز على المرأة الكردية الفيلية وقوتها وصمودها وإسهامها الحضاري".

وأكدت على أهمية تبادل الرؤى وتعزيز الوعي بقضايا المرأة، ودورها الفاعل في مختلف الميادين، مشيرةً إلى أهمية استمرار مثل هذه اللقاءات لتمكين المرأة وتعزيز العمل الجماعي نحو مستقبل أكثر إنصافاً وتوازناً.

كما شدّدت الندوة على أن تكريم المرأة الفيلية لا ينبغي أن يُختصر في مناسبة واحدة، بل هو استحقاق دائم لما تجسّده من رمزية في الصبر والنضال والعطاء، لقد واجهت الفاقة والسجون والحرمان، وظلت وفية لمبادئها، لا تساوم على حقوقها، ولا تتراجع عن رسالتها.