"تيار حرائر باشان" أول تنظيم نسائي سياسي في السويداء
"تيار حرائر باشان" تنظيم سياسي مستقل هدفه تعزيز وجود المرأة وتمكينها من المشاركة في الحياة العامة والوصول إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات.
روشيل جونيور
السويداء ـ في ظل الظروف القاسية والانتهاكات التي شهدتها مدينة السويداء السورية خلال الأشهر الماضية، اجتمعت مجموعة من النساء أمس السبت الموافق 22 تشرين الثاني/نوفمبر للإعلان رسمياً عن تأسيس تيار حرائر باشان.
التيار جاء من رحم المعاناة والألم الذي أصاب النساء خصوصاً بعد الهجوم الذي طال المدينة في تموز/يوليو الماضي من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام، ليكون منبراً يحاكي صرختهن وآلامهن في السويداء، وليمتد صوته إلى كل النساء اللواتي تتشاركن نفس الهموم والتحديات.
ويتميز التيار عن باقي الفعاليات النسوية بكونه تياراً سياسياً مستقلاً لا إغاثياً، هدفه تعزيز وجود المرأة وتمكينها من المشاركة في الحياة العامة والوصول إلى أعلى المستويات في مختلف المجالات.
وقد جاءت التسمية "حرائر باشان" جامعة لكل الأطياف بعيداً عن أي هوية طائفية، لتشمل المسيحية والدرزية والعلوية والسنية والكردية، انسجاماً مع رغبة أهالي الجبل في وحدة التسمية.
"تيار حرائر باشان"... صوت نسوي
وتوضح مرام القضماني إحدى عضواته أن انطلاق تيار حرائر باشان جاء ليكون صوتاً سياسياً مختلفاً، يضع المرأة في قلب المشهد العام ويمنحها مساحة حقيقية للمشاركة في صناعة القرار.
وتشدد على أن التيار لا يسعى إلى لعب دور إغاثي بقدر ما يسعى إلى بناء حضور سياسي فاعل للنساء، معتبرةً أن هذا التوجه هو ما يميزهن عن باقي الفعاليات النسوية "اخترنا اسم حرائر باشان لأنه جامع لكل الأطياف بعيداً عن أي تسمية طائفية أو مذهبية، فنحن نؤمن أن المرأة قادرة على أن تكون جسراً للتلاقي بين الجميع. هدفنا الأول والأخير هو المرأة، على المدى القريب نعمل على تحرير المختطفات وتوثيق الانتهاكات، وعلى المدى البعيد نسعى لأن تصل المرأة إلى أعلى المستويات وأن تكون شريكاً أساسياً في كل المجالات".
"الفكرة ولدت من رحم المعاناة"
أما رئيسة التيار حنان شرف الدين فتؤكد أن الفكرة ولدت من رحم المعاناة التي عاشتها نساء الجبل بعد الانتهاكات الأخيرة "تيارنا انطلق من المعاناة والانتهاكات التي شهدها جبل باشان في تموز الماضي. نحن مستقلون ونعتمد على دعم ذاتي، لكن أنشأنا صندوقاً للتبرعات ليكون وسيلة لدعم المرأة والعائلات المتضررة. بدأت الفكرة لدي كأبنة الريف الغربي الذي دفع ثمناً كبيراً من التهجير وإحراق البيوت، ومن خلال التواصل مع صديقاتي اللواتي عانين نفس التجربة بدأنا بتشكيل التيار ووضع نظامه الداخلي، واليوم أعلنا انطلاقه بعد اكتمال الرؤية المستقبلية".
كما انضمت رزان رضوان إلى تيار حرائر باشان لتكون شاهدة على المعاناة ولتنقل تجربتها، مؤكدةً أن هدفها هو إيصال صوت الحق إلى العالم كله "انضممت لأنقل تجربتي ووجعي، ولأوصل صوت كل امرأة وكل شخص يريد أن يُسمع صوته. نريد أن نأخذ حقنا بأيدينا بأن نكون يداً واحدة. أتمنى أن نتعاون داخل التيار ونوصل معاً صوت الحق ونحقق مطالبنا ونبني مستقبلاً جميلاً من أجل أطفالنا وأهلنا. الألم كان كبيراً جداً، ونتمنى أن نشفى".