تصعيد إسرائيلي في غزة... قصف متواصل واستهداف للنازحين
تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة في قطاع غزة، مستهدفة خيام النازحين ومنازل المدنيين، مما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية متفاقمة.

مركز الأخبار ـ يشهد قطاع غزة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث تواصل القوات الإسرائيلية شن غارات جوية ومدفعية مكثفة على مناطق مدنية ومخيمات للنازحين، وسط انهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والخدمية في القطاع.
شنت القوات الإسرائيلية اليوم السبت 16 آب/أغسطس، غارة جوية على منزل في مخيم البريج وسط القطاع، أسفرت عن مقتل ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة أطفال من عائلة واحدة، كما استهدفت طائرة مسيرة خيمة تؤوي نازحين في خان يونس جنوباً، ما أدى إلى مقتل اثنين، بحسب مصادر طبية في مستشفى العودة.
وفي شمال القطاع، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات في منطقة التوزيع، ما أدى إلى مقتل تسعة مواطنين وإصابة آخرين، كما قتل صياد وأصيب آخر بنيران الزوارق الحربية الإسرائيلية في بحر غزة، في وقت تواصل فيه المدفعية الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية من مخيم النصيرات.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بمقتل 38 شخصاً أمس الجمعة 15آب/أغسطس، بينهم 12من منتظري المساعدات، كما أعلن مجمع "الشفاء" الطبي عن وفاة 21 طفلاً خلال 72 ساعة بسبب سوء التغذية والمجاعة، في مؤشر خطير على تفاقم الأزمة الإنسانية.
وقد أعلنت بلدية غزة أن حي الزيتون يشهد عمليات تدمير واسعة لليوم السادس على التوالي، باستخدام القصف الجوي والمدفعي والروبوتات المفخخة، ما أدى إلى انهيار عشرات المنازل ونزوح آلاف السكان، وأكد المتحدث باسم البلدية أن 80% من البنية التحتية في المدينة باتت مدمرة، فيما تعمل المستشفيات بأقل من 20% من طاقتها بسبب نقص الإمدادات الطبية.
من جهتها، أعلنت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أن أكثر من 1760 فلسطينياً قتلوا أثناء انتظارهم للمساعدات منذ أيار/مايو الماضي، محذرة من أن الظروف المعيشية في غزة باتت تهدد بقاء السكان، وسط مخاوف من تهجير قسري.
فيما أطلقت أكثر من مئة منظمة غير حكومية، من بينها "أطباء بلا حدود"، و"منظمة العفو الدولية"، و"أوكسفام"، تحذيراً شديد اللهجة من خطر تفشي مجاعة جماعية في قطاع غزة، الذي يشهد دماراً واسعاً.
وطالبت المنظمات الإنسانية بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح جميع المعابر البرية، وضمان التدفق الحر للمساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن أطناناً من الغذاء والمياه والإمدادات الطبية لا تزال غير مستخدمة بسبب القيود المفروضة على الوصول والتوزيع.