السودان ـ ضمن فعاليات اليوم العالمي للمرأة أقامت عدة منظمات سودانية إفطار رمضاني تم خلاله التأكيد على ضرورة دعم المرأة في وجه الانتهاكات التي كان آخرها استهداف المدنيين بمدينة الأبيض ما أدى لمقتل طفلتين وإصابة ثمانية آخرين.

 

دعم صمود النساء في مواجهة انتهاكات النزاع

أقامت منظمة مناصرة ضحايا دارفور والمجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات وهيئة محامي دارفور إفطاراً رمضانياً بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. 

جمع الحدث شخصيات فاعلة من السودان ونساء من مختلف القطاعات، تخلله فقرات ثقافية وخطابات مؤثرة لدعم صمود النساء في مواجهة انتهاكات النزاع.  

طالبت المنظمة على صفحتها فيسبوك بوضع حد للنزاع، وفتح ممرات إنسانية ومحاسبة دولية للمجرمين وحل قضية المختفيات وإلغاء الأحكام الجائرة كما طالبت بدعم عاجل للنازحات. 

ووجهت رسالة للنساء مفادها "لكل من يُنبتن الأمل من تحت الركام... نحيي صمودكنّ، ونعدكنّ: لن نَسكت حتى ينالَ الظالمون عقابهم".

وأضافت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات في بيان لها "إلى نساء السودان، اللواتي تحملنَ وطأة الحرب والظلم، إلى الأمهات والبنات في معسكرات النزوح، والمُختفيات قسريّاً، والمُهددات بالإعدام، والمُجبرات على الفرار من ديارهن، في يومكن العالمي، نرفع أصواتنا لنقول: كفى!

وأشارت المجموعة إلى أنه "سجّلت التقارير الرسمية انتهاكاتٍ مروّعة بحقكنّ: اختطاف واختفاء قسري لعشرات النساء وجرائم اغتصاب تُستخدم كسلاح حربٍ لإذلال المجتمع إعدامات ميدانية واعتقالات تعسفية بحق ناشطاتٍ وسياسيات إلى جانب تشريد أكثر من 8 ملايين امرأة وطفل، حسب إحصاءات الأمم المتحدة، يعشنَ في خيامٍ بلا غذاء أو دواء".

وشدد البيان على أن "الحرب التي أشعلتها الأطراف المتصارعة حوّلتكنّ إلى ضحايا بأبشع الصور 76% من ضحايا العنف الجنسي في مناطق النزاع هنّ نساء وفتيات، بحسب هيومن رايتس ووتش و90% من النازحين قسراً في السودان نساء وأطفال بحسب مفوضية اللاجئين".

كما أدانت المنظمة "الجرائم بحق النساء التي تُنتهك إنسانيتكنّ ونطالب بوقف فوري للحرب وفتح ممرات إنسانية عاجلة ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات بحق النساء عبر آليات دولية مستقلة وإلغاء كافة الأحكام الجائرة بحق الناشطات وإطلاق سراح المختفيات قسريّاً ودعم نفسي واقتصادي عاجل للنازحات والمتضررات من الحرب".

 

شبكة أطباء السودان تدين قصف المدنيين العزل في مدينة الأبيض

ولكن تستمر الحرب بحصد أرواح الأبرياء حيث قتلت طفلتين وأصيب ثمانية أشخاص آخرون نتيجة قصف صاروخي نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض التي تقع في ولاية شمال كردفان غربي السودان.

وبحسب شبكة أطباء السودان فإن طفلتين قتلتا بقصف صاروخي مساء أمس الأربعاء 12 آذار/مارس نتج عنه إصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة، حيث تعرض بعضهم لبتر في الأطراف.

وأدانت شبكة أطباء السودان في بيان لها قصف المدنيين، مشيرةً إلى استهدف أحياء طيبة وكريمة بعد الإفطار من الصيام مباشرة، ويعتبر الهجوم السابع على التوالي الذي تتعرض له مدينة الأبيض من قبل قوات الدعم السريع.

وأضاف البيان "تدين شبكة أطباء السودان القصف الصاروخي المتعمد لليوم السابع على التوالي والذي يستهدف أحياء مدينة الأبيض المكتظة بالمدنيين بغرض بث الرعب وتهجيرهم وإحداث أكبر قدر من الخسائر وسطهم في تحدي واضح لكل القوانين الإنسانية والدولية التي تحرم استهداف المدنيين".

كما دعت الشبكة المجتمع الدولي للقيام بدوره في فرض المزيد من القيود على قوات الدعم السريع لوقف هجماتها ضد المدنيين العزل "تحذر الشبكة من تمادي الدعم السريع والاستفادة من التجاهل الدولي لانتهاكاتها ضد المدنيين العزل في كل الولايات الشبكة تدعو المجتمع الدولي للقيام بدوره في فرض مزيد من القيود على الدعم السريع وداعميها لوقف نزيف المدنيين العزل".

الجدير بالذكر أن المدينة تشهد مواجهات مسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن تمكن الجيش السوداني في الثالث والعشرين من شباط/فبراير 2025 من فك الحصار الذي قارب على العامين والذي فرضه الدعم السريع على المدينة منذ بداية الحرب في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 فيما تحاول قوات الدعم السريع استعادة مواقعها الأولى.