تركيا... أصبح التعذيب ممنهجاً في سجون النساء

قالت الرئيسة المشتركة لجمعية مساعدة أهالي المعتقلين TUAY-DER ييتر إيريل توما، إن الانتهاكات المتزايدة في السجون أصبحت ممنهجة "الانتهاكات وصلت إلى حد التعذيب".

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ تتعرض النساء المعتقلات في السجون التركية لانتهاكات تصل إلى حقهم في الحياة وهو ما دفع بالمدافعين عن حقوق السجناء بالاحتجاج أمام السجون لأسابيع، مطالبين بإنهاء العزلة والانتهاكات الممارسة داخل السجون.

أعلنت كل من نقابة المحامين فرع آمد وIHD، وÖHD، وTUAY-DERK، عن نتائج التقرير الذي أعدوه حول الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين في خمسة سجون إقليمية في تركيا.

الانتهاكات التي تم الكشف عنها خلال المقابلات مع العديد من المعتقلين في سجون أرزنجان وأرضروم وآمد ومليتي وخاربيت تظهر بوضوح عدم قانونية السجون، وبينما ظلت المشاكل التي تعاني منها السجينات على وجه الخصوص دون حل، فقد علم أن عمليات التفتيش العاري كانت تُفرض على السجينات عند مدخل السجن ومخرجه.

وأفادت التقارير أنه في السجون التي لم يتم فيها النقل إلى المستشفيات، تم تفتيش الغرف بشكل متكرر للغاية، وتطبيق الأصفاد المزدوجة، وكذلك لم يتم تزويد السجناء بالمياه النظيفة والطعام الكافي.

وبينما يتناول التقرير الانتهاكات التي تشهدها السجون الواحدة تلو الأخرى، لوحظ أن المشاكل التي تعاني منها السجينات تتشابه بشكل خاص في جميع السجون، وقد تعرضت السجينات لعقوبة تأديبية عندما عبرن عن المشاكل التي تعانين منها في سجون آمد وأرضروم وإرزينجان للنساء، وتمت مصادرة الكتب والقرطاسية المرسلة إليهن، وسُئلت سجينة في سجن أرزنجان للنساء لا تتحدث اللغة التركية "لماذا لا تتحدثين اللغة التركية؟ لماذا لم تتعلمي؟"، كما أن معظم الرسائل التي أرسلتها أو استقبلتها السجينات في سجن آمد للنساء خضعت للرقابة.

 

"لا يحصل السجناء على ما يكفي من الغذاء والمياه النظيفة"

وقالت الرئيسة المشتركة لجمعية مساعدة أهالي المعتقلين TUAY-DER ييتر يريل توما، إن سبل الانتصاف القانونية فيما يتعلق بالانتهاكات لم تكن حاسمة، وأشارت إلى أن الانتهاكات لم تكن موجهة إلى المعتقلين فحسب، بل إلى أقارب المعتقلين أيضاً.

وأشارت إلى أن المعتقلين في سجون النساء والسجون الأخرى يتعرضون لانتهاكات تصل إلى حقهم في الحياة بكل معنى الكلمة "في سجن آمد، يتعرض السجناء للتفتيش العاري أثناء ذهابهم وإيابهم من المستشفى، كما يتم تفتيش عنابر السجناء بشكل غير قانوني مرتين في الأسبوع ومصادرة ممتلكاتهم دون أي مبرر، وعلمنا أيضاً أن السجناء لا يحصلون على مياه نظيفة ولا يتم تقديم سوى القليل جداً من الطعام للعنابر، والطعام المقدم ليس نظيفاً".

وأضافت "في أرزينجان، لم تتمكن السجينات من الذهاب إلى المستشفى لمدة 6 أشهر لأنهن لم يقبلن فرض التفتيش غير القانوني، وهناك انتهاكات خطيرة من حيث الطعام والشراب والذهاب إلى المستشفى والمناطق الاجتماعية، وعندما ننظر إلى الملاحظات نرى أن هذه الانتهاكات لا تختلف عن السجون الأخرى".

 

"الرسائل تخضع للرقابة وتُعطى للسجناء"

ولفتت إلى أن الانتهاكات وصلت إلى حد العزلة "عندما ننظر إلى الأمر نجد أن الرسائل الكردية تنتظر شهوراً أو لا يتم تسليمها، ومرة أخرى، تخضع الرسائل الموجهة إلى السجناء للرقابة، إنهم لا يريدون للسجناء أن يتنفسوا في أي لحظة، وعندما تريد الذهاب إلى المستشفى، حتى ملاقط النساء يتم أخذها أثناء عمليات التفتيش، وقد وصلت هذه الانتهاكات الآن إلى مستوى التعذيب"، مؤكدةً أن "الإدارة والطاقم الإداري يتعاملون بشكل غير إنساني للغاية، خاصة تجاه السجناء المرضى، ويُمنع السجناء تعسفياً من تلقي العلاج".

وبينت أن أهالي المعتقلين يتعرضون أيضاً لنفس الانتهاكات، وأنه يتم منع الإجراءات التي أراد أهالي المعتقلين القيام بها حتى لا يتم سماع الأحداث، مؤكدةً أن الانتهاكات التي يعاني منها السجناء السياسيون على وجه الخصوص يجب أن تنتهي وأن وزارة العدل يجب أن تتخذ إجراءات ضد الممارسات غير القانونية "إن المطلب الأساسي لكل من العائلات والسجناء هو إنهاء هذه المخالفات".

وأضافت "يمكننا القول إن أكثر الشكاوى من المعلومات التي تصلنا من أهالي الأسرى هي سوء المعاملة والإهانات التي تمارسها الإدارة على الأهالي والسجناء على حد سواء. العنف الجسدي هو أيضاً من بين الانتهاكات، وفي الآونة الأخيرة، كثرت حالات التسمم في السجون بسبب الطعام المقدم، وبالإضافة إلى ذلك، لا يتم قبول أي مطالب للسجناء، ويتم تأجيل طلبات المستشفيات والمستوصفات المقدمة من السجناء المرضى، ولا تتم معالجة طلبات النقل إلى السجن على الإطلاق".

واختتمت الرئيسة المشتركة لجمعية مساعدة أهالي المعتقلين TUAY-DER ييتر إيريل توما حديثها بالقول "قمنا كجمعية بالاحتجاج أمام السجون لأسابيع، وكان مطلبنا الأساسي هو إنهاء العزلة والانتهاكات، وحتى الأمهات اللاتي تقدمن بهذه المطالب تم منعهن في كثير من الأحيان من الاحتجاج، وبهذه الطريقة، كان الهدف من الانتهاكات في السجن جعلها غير مرئية، فهم يريدون ألا يسمع أحد عن التعذيب".