تقييم دولي: 97% من أسر الخرطوم تعاني من انعدام الأمن الغذائي

كشف تقييم مشترك شمل 70 مرفقاً صحياً و1250 أسرة عن تدهور الخدمات الصحية الأساسية من مياه وصرف صحي وجمع النفايات، إضافة إلى ضعف أداء المرافق الصحية ونقص الأدوية، مما فاقم الأوضاع الإنسانية في الخرطوم منذ اندلاع النزاع.

السودان ـ تسبب النزاع الدائر منذ ثلاث سنوات في تدمير للبنية التحية، وخاصة المشافي والمرافق الصحية التي تعرضت للقصف والاستهداف المباشر، ما ترك آثاراً سلبية على السكان وزاد من معاناتهم.

كشف تقييم جديد أجرته كل من منظمة المساعدات الكنسية النرويجية ومنظمة الفرق الطبية الدولية عن معاناة 97 % من الأسر في الخرطوم من انعدام الأمن الغذائي، مما يجبرها على اتخاذ حلول وتكيفات سلبية شملت عمالة الأطفال وزواج القاصرات.

وأُجري التقييم، الذي نشرت نتائجه أمس الأربعاء الثالث من كانون الأول/ديسمبر، في 70 مرفقاً صحياً، إلى جانب مقابلات مع 1250 أسرة وملاحظات ميدانية ومجموعات نقاش، وخلُص إلى أن الأسر اضطرت إلى حلول شملت اقتراض الطعام، وتقليل الوجبات، وعمالة الأطفال، والتسول، مشيراً إلى أن 16 % من الأسر لديها دخل ثابت، فيما تعتمد بقية الأسر على بيع الممتلكات والتحويلات الخارجية والدعم الاجتماعي.

وكشف التقييم ارتفاع نسبة زواج القاصرات من 9 % قبل اندلاع النزاع إلى 24 %، إذ تلجأ الأسر إلى تزويجهن للتخفيف من الأعباء الاقتصادية، كما أفادت 17 % من النساء بأنهن اضطررن لممارسة الجنس مقابل المال أو الغذاء أو بطرق أخرى باعتباره وسيلة للتأقلم مع انعدام الأمن الغذائي وغياب مصادر الدخل.

وأشار التقييم إن 80 % من الأسر تستخدم مصدر مياه محسّن، لكن 48 % من هذه المصادر ملوثة، فيما يزيد الوضع سوءاً في شرق النيل التي تعتمد 80 % من الأسر فيها على مياه الآبار الضحلة غير المأمونة، مضيفاً أن 18 % من الأسر في الخرطوم تستخدم مراحيض محسّنة، فيما تمارس 31 % التبرز في العراء، حيث ترتفع هذه النسبة إلى 46% في أطراف مدينة أم درمان منطقة أمبدة.

وتناول التقييم انخفاض نسبة جمع النفايات من 68 % قبل اندلاع النزاع إلى 9% حالياً، مما أدى إلى انتشار الأمراض والبعوض والتلوث، في الوقت عاد فيه إلى الخرطوم أكثر من مليون شخص من جملة 3.7 مليون هُجّروا من منازلهم بعد اندلاع النزاع في نيسان/أبريل 2023.

وأوضح التقييم أن 43 % من المرافق الصحية تعمل من جملة 70 مرفقاً، منها 13 % تقدم خدمات تنويم الطبي و14% تُجري ولادة آمنة، لافتاً إلى أنه حتى أيلول/سبتمبر الماضي، يعمل أقل من 250 مركزاً للرعاية الأولية في ولاية الخرطوم من أصل 600 مركز عامل قبل النزاع.

وأفاد بأن متوسط العاملين في كل مرفق صحي انخفض من 11.2 إلى 7.8 عامل، منهم 62 % يعملون دون رواتب، كما أن التمويل الحكومي يغطي أقل من 10 % من التكلفة التشغيلية للمرافق العاملة، حيث يأتي بقية التمويل من المتطوعين والمجتمعات المحلية.

وأشار إلى أن 70 % من المرافق الصحية لا تحتوي على مضادات حيوية، كما تعاني 85% منها نقصاً في أدوية الملاريا، فيما تملك 15 % فقط تبريداً فعالاً للقاحات التي بلغ معدل إتلافها 23%.

وبيّن التقييم أن 45% من المرافق لديها مصدر مياه، لكن 27% فقط تحصل على إمداد مستمر، حيث سجلت المرافق التي لا تملك مياه جارية معدلات عدوى بالكوليرا أعلى بـ 2.8 مرة.