تحت وطأة الألم والتجاهل دعوات لإنهاء العنف الجنسي في السودان ومحاسبة الجناة

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، دعت منظمة "المستقبل" للاستنارة والتنمية في السودان إلى فتح تحقيقات في جميع جرائم العنف الجنسي المرتكبة خلال النزاعات، مع ضرورة إشراك النساء في هذه اللجان لضمان العدالة.

السودان ـ في 19حزيران/يونيو من كل عام، يقف العالم لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، بهدف إحياء ذكرى الضحايا والناجيات من هذا العنف، وللدعوة إلى المساءلة والعدالة، ويأتي احتفال هذا العام والنساء في السودان تتعرضن لكافة أشكال العنف الجنسي وتعشن تحت وطأة الألم، والوصمة، والتجاهل.

في ظل هذا الصراع الغاشم تزداد جرائم العنف الجنسي الممنهج المبنى على اساس النوع الاجتماعي، وتشكل حالة عدم المحاسبة وافلات الجناة من العقاب سمة بارزة في كل الصراعات المسلحة التي شهدتها البلاد منذ الاستقلال وذلك لغياب العدالة والقوانين الرادعة، والحصانات الواسعة التي يتمتع بها الجناة، إضافة إلى الانفلات الأمني غير المسبوق في السودان.

وفي عام 2025، يأتي هذا اليوم وقد بلغ العنف الجنسي في السودان مستويات غير مسبوقة، لقد تحوّل جسد المرأة السودانية إلى ساحة حرب تُنتهك فيها الكرامة وتُسحق الحقوق، وتُستخدم فيها الأجساد كسلاح للإذلال والترويع والإخضاع، ضمن نمط متصاعد وممنهج من الانتهاكات في مناطق النزاع لاسيما في دارفور، الخرطوم، كردفان، والنيل الأزرق والجزيرة.

منظمة "المستقبل" للاستنارة والتنمية، ومن خلال عملها الميداني وشبكاتها في المجتمعات المتأثرة، رصدت خلال العام المنصرم انتهاكات جنسية ممنهجة في مراكز الإيواء والمخيمات وعلى الطرق العامة وداخل المنازل في ظل صمت وتقصير دولي ومحلي في التصدي لهذه الجرائم، واستمرار الإفلات من العقاب.

وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف الجنسي أصدرت منظمة "المستقبل" للاستنارة والتنمية بياناً أكدت فيه، أن هناك انتهاكات جنسية جماعية وقعت أثناء الفرار إلى مراكز الإيواء وفي أماكن العمل والمزارع "إننا نرفع شارة الخطر في هذا اليوم، وندعو إلى تحرك عاجل من قبل الجهات المحلية والدولية لحماية النساء والفتيات من هذا الجحيم المستمر".

وطالبت المنظمة في بيانها، بضرورة فتح تحقيقات مستقلة ومحايدة في كل جرائم العنف الجنسي المرتكبة في سياق النزاع، واشراك النساء في هذه اللجان مع ضمان عدم الإفلات من العقاب ومساءلة جميع المسؤولين المباشرين وغير المباشرين، إضافة إلى تقديم الدعم الشامل للناجيات، بما في ذلك الرعاية الطبية، الدعم النفسي، الحماية القانونية، والإدماج الاجتماعي وتفعيل آليات الحماية المجتمعية للنساء والفتيات في أماكن النزوح والمجتمعات المتضررة، والعمل على دعم برامج التمكين الاقتصادي للناجيات، من خلال التدريب، التمويل، والتأهيل، كجزء من مسار التعافي والكرامة.

وأكد البيان أن النساء في السودان لسن ضحايا فقط، بل ركائز الصمود ومفاتيح التغيير، وعليه فإن دعم النساء وتمكينهن هو حجر الأساس لبناء السلام العادل والمستدام الذي ينهي العنف الجنسي في السودان وللأبد " أننا في منظمة المستقبل للاستنارة والتنمية وبمناسبة اليوم العالمي لأنهاء العنف الجنسي أثناء النزاعات نؤكد على أننا لن نكتفي بإدانة العنف الجنسي، بل نُجدد التزامنا بمواصلة التوثيق، والمناصرة، والدعم، والعمل مع جميع الجهات لإيقاف هذا النزيف المستمر الذي يحد من قدرات المجتمع كله من خلال العمل معاً من أجل سودان آمن، عادل، وحر من العنف الجنسي".