تحمل صورة والدها وتطالب بـ "العثور على المفقودين ومحاكمة الجناة"
فقدت سوزدار أوزدمير والدها محمد في الحجز ولكنها لم تفقد رغبتها في العثور عليه وقالت "لقد نشأت مع صورة والدي لذلك لم يكن لدي أي ذكريات، والشيء الوحيد الذي يجب أن أتذكره هو عدم التخلي عن النضال لمعرفة مصيره".
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ تواصل سوزدار أوزدمير التي فقدت والدها عندما كان عمرها عاماً ونصف فقط، النضال من أجل معرفة مصيره، وتشارك في حملة "العثور على المفقودين ومحاكمة الجناة" التي ينظمها فرع آمد لجمعية حقوق الإنسان كل أسبوع.
تشارك سوزدار أوزدمير في حملة "العثور على المفقودين ومحاكمة الجناة" بحملها صورة والدها منذ 5 سنوات، وتوضح أن عمرها كان فقط سنة ونصف عندما اختفى، وكانت والدتها حامل في شهرها الثالث، ونشأت سوزدار أوزديمير مع قصة تعذيب والدها واعتقاله، تماماً مثل أطفال المختفين الآخرين.
وفي اليوم الذي تم فيه اختطاف والدها تعرض لتهديدات مثل "سوف نذبحك، ولن تتمكن عائلتك حتى من العثور على عظامك"، وقالت "بعد تلك التهديدات، لم نتمكن من الحصول على أي معلومات عن والدي أو العثور على عظامه فعلاً، عندما قدمنا التماساً لأول مرة، قالوا إن لديهم الجثة ثم أنكروا ذلك. كافحت والدتي لسنوات، لقد قاتلت ولم تستسلم أو تتعب، أما أنا فلا أتذكر والدي على الإطلاق، وأحياناً أجبر نفسي على تذكر أي شيء أو صوته، لكنني لا أتذكر أي شيء، هناك شيء واحد أعرفه ويجب أن أتذكره، وهو عدم التخلي عن النضال".
"لقد نشأت مع صورة والدي"
تريد سوزدار أوزدمير أن يكون لوالدها قبر يمكنهم زيارته "سيستمر كفاحي دائماً، وسأواصل هذا الأمر ما دمت على قيد الحياة"، لافتةً إلى أن والدتها شاركت في احتجاجات "فليتم العثور على المفقودين ومحاكمة الجناة" لسنوات وهي بدأت المشاركة في الاحتجاج منذ 5 سنوات "أناشد جميع العائلات، بأنه يجب على الجميع أن يتقبلوا خسارتهم وماضيهم ولكن لا يبتعدوا عن طريق النضال، فلقد نشأت مع صور والدي ولم أسمع صوته، ولم يكن لدي أي ذكريات، لذلك نحن نقف مع العائلات والمفقودين".
وفي حديثها لوكالتنا، قالت سوزان محمد أوغلو، نائبة رئيس فرع İHD آمد، إن النضال من أجل المختفين قسراً مستمر منذ أكثر من 30 عاماً، وأن هناك العديد من القصص في هذه الجغرافيا، مثل قصة الأطفال الذين فقدوا آباءهم وهم لا يزالون في أرحام أمهاتهم، "أنا أيضاً أحمل هذه الصورة بكل فخر وليس خجلاً، وسأواصل القيام بذلك".
وأضافت "لم تستجب سلطة الدولة مطلقاً لمطالب وأسئلة العائلات خلال هذه السنوات، وليس لديها أي نية للإجابة، فإذا أجابت عليها أن تحكم على نفسها أولاً، وبما أن هذا لا يناسبهم، فإن سلطة الدولة لا تقبل بمواجهة نفسها، وبهذه الطريقة، تلغي كل مطالبنا، ومع ذلك، سنواصل نضالنا دائماً، فنحن نقف مع العائلات والمفقودين".
محمد أوزدمير مفقود منذ 27 عاماً
ولد محمد أوزدمير عام 1954 في قرية أراكلي (Kıyı) التابعة لآمد، وهو متزوج وأب لسبعة أطفال، وكانت قريته تتعرض لمداهمات مستمرة من قبل الشرطة والأمن، وبسبب الضغوطات، هاجر مع عائلته إلى مركز المدينة في آمد وكان يذهب إلى قريته من وقت لآخر لجني محاصيله، واستقر بالكامل في وسط المدينة بعد أن احترقت قريته وبدأ يكسب رزقه من خلال تربية الماشية.
في 26 كانون الأول/ديسمبر 1997 غادر محمد أوزدمير منزله قائلًا إنه ذاهب إلى سوق الماشية، وبعد زيارة منزل أحد الأصدقاء، ذهب إلى مقهى بالقرب من السوق وبينما كان يجلس مع أصدقائه في المقهى، تم اختطافه بالقوة من قبل شخصين مسلحين، وبعد ذلك تقدمت إنزيل أوزدمير بطلب إلى جمعية حقوق الإنسان التركية وطلبت المساعدة القانونية للعثور على زوجها.
وزُعم أن إنزيل أوزدمير، التي تقدمت بطلب إلى مكتب المدعي العام في آمد بمساعدة محاميين، أنه تم إخبارها بأن زوجها محتجز عن طريق ارتكاب خطأ، ولم تتمكن الزوجة من الحصول على نتائج من سبل الانتصاف القانونية المحلية، وتقدمت بطلب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن الاختفاء القسري لزوجها وعلى الرغم من كل الطلبات المقدمة لم يتم سماع أي أخبار عنه، وفي 8 كانون الثاني/يناير 2008، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بوجود انتهاك في الملف من حيث الجوهر والإجراءات وحكمت على تركيا بالتعويض.