تهديدات طالبان تقيد حركة العاملات في مجال الإغاثة في أفغانستان

في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في أفغانستان، تواجه النساء العاملات لصالح الأمم المتحدة تهديدات خطيرة تعرض حياتهن للخطر وتعيق جهود الإغاثة الإنسانية.

مركز الإخبار ـ تؤثر التهديدات التي تتعرض لها العاملات لدى الأمم المتحدة في أفغانستان على استمرارية المشاريع الإغاثية التي تعتمد على وجودهن، خاصة في ظل القيود المفروضة على النساء في البلاد منذ عودة طالبان إلى السلطة.

تواجه النساء العاملات في الأمم المتحدة في العاصمة الأفغانية كابول، تهديدات بالقتل من قبل جهات مجهولة الهوية، وعقب تلك التهديدات تم تعليق أعمال بعض الموظفات مؤقتاً، مما أدى إلى تعريض المشاريع الإغاثية الدولية للخطر.

ووفقاً لما نقلته ثلاثة مؤسسات تابعة للأمم المتحدة، فقد تم تتبع النساء الموظفات المغادرات لمقر الأمم المتحدة في كابول إلى منازلهن في أواخر أيار/مايو الفائت، وأفادت التقارير بأن أشخاصاً مسلحين وجهوا تهديدات مباشرة للنساء قائلين "إذا أتيت إلى العمل غداً فسيتم قتلك"، كما تم إجبار آباء وأزواج وإخوة هؤلاء النساء تحت تهديد السلاح على إقناعهن بعدم العمل وتم توثيق هذه اللحظات.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (UNAMA) أنه تم إبلاغ السلطات التابعة لحركة طالبان بهذه الحوادث، وتم افتتاح تحقيق رسمي، بينما صرحت وزارة الداخلية الفعلية لطالبان بأن تهديد موظفي الأمم المتحدة غير مقبول، مؤكدة أن "المسؤولين عن ذلك سيتم معاقبتهم".

 

برنامج الأغذية العالمي يصل إلى 10 ملايين امرأة وطفل

وبسبب التهديدات التي تعرضت له الموظفات، بدأت العديد من وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي (WFP)، في تنفيذ نموذج العمل المؤقت عن بُعد للموظفات، وجاء في بيان صادر له أنه "من دون موظفاتنا، يصبح إيصال المساعدات الإنسانية للنساء أمراً مستحيلاً".

وقد أفادت التقارير، أن برنامج الأغذية العالمي وحده تمكن من الوصول إلى نحو 10 ملايين امرأة وطفل خلال عام 2024.

 

تقييد مساحة الحركة

ويُقدر إجمالي عدد سكان أفغانستان بنحو 40 مليون نسمة، فيما تصل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى 23 مليون شخص بشكل مباشر، ويشكل الموظفون الميدانيون لا سيما النساء العمود الفقري لهذا الدعم الإغاثي، ومع تصاعد التهديدات الأخيرة، أصبحت سلامة العاملات ومساحة حركتهن محدودة بشكل خطير.

ودعا المسؤولون المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغط أكبر لحماية النساء الأفغانيات العاملات في مجال المساعدات الإنسانية، محذرين من أن الفشل في ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في وصول ملايين الأشخاص في أفغانستان إلى الاحتياجات الأساسية من الغذاء والصحة والتعليم.