تفشي الأوبئة في اليمن ينذر بكارثة صحية وغياب التدخلات يزيد المعاناة
تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في شمال اليمن موجة تفشٍ غير مسبوقة للأوبئة والأمراض المعدية، وعلى رأسها وباء الكوليرا والحصبة، ما يهدد بكارثة صحية في ظل انهيار النظام الصحي وغياب التدخلات الفاعلة.

اليمن ـ تشهد مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن تفشياً واسعاً لوباء الكوليرا، وسط ظروف صحية متدهورة، وذلك نتيجة تلوث مصادر المياه، ورفض الحوثيين تنفيذ حملات التطعيم التي تقدمها المنظمات الدولية، في ظل نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية، ما يهدد بتحول المرض إلى أزمة صحية أكبر.
وبحسب تقرير مشترك صدر أمس الأحد الرابع من آب/أغسطس عن "مجموعة الصحة" التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فإن عدد حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا والحصبة في هذه المناطق بلغ نحو 59 ألف حالة تسببت بوفاة 283 شخصاً منذ بداية العام الجاري وحتى الرابع عشر من تموز/يوليو الفائت.
ولفت التقرير إلى أن وباء الكوليرا كان الأوسع انتشاراً، حيث تم تسجيل 38.120 حالة اشتباه، من بينها 105 وفيات، وتصدّرت مدن حجة، وأمانة العاصمة، وعمران والحديدة قائمة المدن الأكثر تضرراً، فيما سُجلت أعلى نسب الإصابة في مديريات مدينة حجة، وبني الحارث في صنعاء ومدينة ذمار.
178 حالة وفاة
أما بالنسبة للحصبة، فقد سجل التقرير 20.823 حالة اشتباه منذ بداية العام، أسفرت عن 178 حالة وفاة، بمعدل إماتة وصل إلى 0.85% وسجلت أعلى معدلات الإصابة في محافظات الحديدة، وذمار، وأمانة العاصمة، وتركزت الوفيات بشكل خاص في مديريات الزيدية، والحالي (الحديدة) والحدأ (ذمار).
وتعكس هذه الأرقام مؤشرات مقلقة مقارنة بالعام الماضي، الذي سجل 260.552 إصابة بالكوليرا و879 وفاة، بالإضافة إلى 27.517 إصابة بالحصبة و260 وفاة، معظمها أيضاً في مناطق سيطرة الحوثيين.
معاناة متفاقمة
ويرى مراقبون أن استمرار تفشي هذه الأوبئة بهذه الوتيرة يعود إلى رفض الحوثيين تنفيذ حملات التطعيم التي تقدمها المنظمات الدولية، بزعم أنها "مؤامرة صهيونية أمريكية" ما يفاقم معاناة السكان خصوصاً الأطفال الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا.
ويحذر التقرير من أن الوضع الصحي مرشح للتدهور أكثر، ما لم يتم السماح بتقديم اللقاحات وفتح ممرات آمنة للمنظمات الإغاثية، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية التي تعاني من نقص شديد في الكوادر والمستلزمات الطبية.