"سيني ابن رشيق" ينطلق بعرض ومناقشة فيلم "هنّ" لساكنات الجبال

أعلن نادي Ciné ibn rachik عن انطلاقته بعرض فيلم "هنّ" الذي يصور معاناة ساكنات الجبال وعن تمسكهن بالأرض رغم كل الصعوبات.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ اختار نادي Ciné ibn rachik أن تكون انطلاقته بعرض ومناقشة فيلم تونسي قصير يحمل عنوان "هنّ"، يصور حياة ساكنات جبال منطقة بني مطير بمحافظة جندوبة بالشمال الغربي لتونس العاصمة.

سلط نادي Ciné ibn rachik الضوء على فيلم "هنّ" الذي يصور حياة النساء في جبال منطقة بني مطير بمحافظة جندوبة بالشمال الغربي لتونس، من بينهن المرأة السبعينية التي لازالت تحمل الحطب على ظهرها بكميات تصل إلى 40 كلغ وتقطع مسافات لجلبه إلى المنزل واستخدامه في التدفئة والطهي وصناعة الخبز.

كما تناولت الفعالية زواج القاصرات وإجبار الطفلة الصغيرة على الزواج المبكر والانقطاع عن التعليم، متناولاً الاعتماد على المرأة في جميع الأعمال من تربية الحيوانات باختلاف أنواعها والخوف الذي يهددهن يومياً عند القيام بعملية الرعي في الجبال خاصة مخاطر مواجهة الخنازير البرية، بعد الانتهاء من عرض الفيلم تركز النقاش على النضال اليومي الذي تقوم به هؤلاء النسوة في الجبال.

وفي هذا الإطار قالت آمال بوسلامة فنانة في التصوير الفوتوغرافي، إن الفيلم عرض معاناة المرأة في الجبال وتحملها لجميع المسؤوليات في إطار عدم التوازن في العلاقة بين الجنسين، كما قدم صوراً فنية عديدة تختزل أن كل شيء يتحرك في ذلك المكان إلا العادات والتقاليد باقية على غرار زواج القاصرات والانقطاع المبكر على التعليم وقبولهن بالأمر الواقع لإن جداتهن وأمهاتهن كن كذلك وهن تواصلن نفس المأساة.

بدورها قالت حنان بن ناجم فنانة تشكيلية ومديرة دار الثقافة ابن رشيق "انطلقت فعاليات نادي سيني ابن رشيق بعرض فيلم "هن" للمخرج لانيس الأسود، ويأتي هذا الاختيار ليؤكد رؤيتها في تقديم أعمال سينمائية ذات قيمة فنية واجتماعية"، موضحةً أن الفيلم سلط الضوء على صمود المرأة وشجاعتها من أجل توفير قوت العيش لها ولعائلتها.

وأضافت أن الفيلم قدم صورة واقعية وصادقة للمرأة التونسية الكادحة التي تسعى جاهدة بكل شجاعة من أجل العيش بكرامة ومواجهة تحديات الحياة اليومية، معتبرةً أن "هنّ" ليس مجرد فيلم بل هو تحية لكل امرأة تونسية تناضل يومياً "تحية من دار الثقافة ابن رشيق هذا الصرح العظيم الذي يحتضن العديد من الفعاليات والتظاهرات الثقافية التي تهم المرأة التونسية والعربية".

وأفادت أن النادي سوف يساهم في مناسبات قادمة في إثراء المشهد الثقافي في تونس وتوفير منبر للنقاش الهادف حول قضايا مجتمعية محورية من خلال عدسة السينما مساء كل يوم أربعاء بداية من الساعة الخامسة مساء "نجدد دعوتنا إلى كافة المهتمين بالشأن السينمائي والثقافي ككل لأنه في مرحلة أولى سوف يتم عرض مجموعة أفلام متبوعة بحلقات نقاش ثم سوف ننتقل إلى مرحلة الإنتاج والتكوين عن طريق ورشات لكتابة السيناريو وورشات في التصوير وزيارات لكواليس بعض الأفلام التي تكون قيد التصوير".

وأشارت حنان بن ناجم إلى أنه ليس من السهل إعادة الجمهور إلى السينما بحضور الأنترنت والأجهزة الإلكترونية خاصة لدى فئة المراهقين ولكن عندما تجعلهم عنصراً من الإنتاج والأعمال يتم تحفيزهم وتعود لهم الرغبة لاكتشاف السينما، لافتةً إلى أن دار ثقافة ابن رشيق سوف توفر فضاء مختبر الإبداع لاحتضان مشاريع الشباب المبدعين.