'صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة ضمان لتمكينها والحفاظ على مكتسباتها'

أكدت المشاركات في اجتماع مجلس المرأة بشمال وشرق سوريا على أن صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة ضروري لتمكينها في كافة المجالات والحفاظ على مكتسباتها.

دلال رمضان

الحسكة ـ تحت شعار "معاً لصياغة عقد اجتماعي يحمي مكتسبات المرأة في شمال وشرق سوريا"، عقد أمس الأحد 7 تموز/يوليو، مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا اجتماع تحضيري لتشكيل لجنة مصغرة لصياغة العقد الاجتماعي الخاص بالمرأة، بحضور 130 عضوة من التنظيمات والحركات النسائية من كافة مكونات إقليم شمال وشرق سوريا.

تضمن الاجتماع التعريف بمجلس المرأة السورية، قراءة الوضع السياسي، مناقشة وضع المرأة، وقراءة المادة 110 بالعقد الاجتماعي العام، وتشكيل لجنة مصغرة لصياغة العقد.

وخلال الاجتماع قالت فوزة يوسف "السبب في صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة هو لأن جميع الأنظمة محتكرة من قبل الرجل وهو يتحكم بكل نواحي الحياة فهناك تسلط ذكوري وسيطرة على جميع الأنظمة في العالم، ولمواجهة هذه التحديات وترسيخ حرية المرأة وحماية حقوقها، يجب إنشاء منظومة نسائية لمتابعة أوضاعهن في كافة المؤسسات، وبناء مؤسسات موازية للمؤسسات العامة في المنطقة تهتم بفكر المرأة".

وأوضحت أن هناك مشاركة للنساء في المؤسسات الاقتصادية، ولكن المرأة بحاجة إلى مؤسسات اقتصادية خاصة بها للنهوض بواقعها والقضاء على الفقر والتهميش الذي تعاني منه، "المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا لا تزال ممنوعة من المشاركة في بعض الفعاليات والنشاطات، فإذ عملنا على تشكيل فرق خاصة بالمرأة يمكنها المشاركة وتخطي جميع العقبات التي تواجهها".

وشددت على ضرورة صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة لحماية حقوقها ولتحقيق المساواة والعدل "تطوير المؤسسات بحاجة إلى صياغة عقد اجتماعي جديد لتنظيم عمل المؤسسات وتنظيم علاقة المرأة مع هذه المؤسسات، كما يجب أن يكون هناك مجالس خاصة بالنساء تقوم بمناقشة قضايا النساء وتحل مشاكلهن".

 

وعن أهمية صياغة العقد الاجتماعي الجديد للنساء ولمكونات المنطقة قالت عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا صباح شابو "يضم الاجتماع النساء من كافة التنظيمات والحركات النسائية ومن جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وهذه نقطة إيجابية لصياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة لحماية مكتسباتها، كما أن هذا الاجتماع يعتبر لجنة موسعة من أجل صياغة العقد وتشكيل لجنة مصغرة بمشاركة 20 امرأة، وسيستمد العقد كافة مواده من المبادئ الأساسية الموجودة في قانون الأسرة وحماية المرأة ويكون رديفاً للعقد الاجتماعي العام".

وأوضحت أن هدفهن من صياغة عقد اجتماعي خاص بالمرأة هو لضمان حقوقها "أردنا نحن كنساء شمال وشرق سوريا صياغة عقد اجتماعي خاص بنا لحماية مكتسباتنا وحقوقنا المشروعة، فنحن نعرف بأن المرأة عانت ومازالت تعاني الكثير من ظواهر العنف وليس بالضروري أن تكون هذه الظواهر بالضرب أو العنف الجسدي، فهناك عنف سياسي واقتصادي وإلكتروني وذلك لتشويه صورة المرأة في جميع أنحاء العالم ومناطقنا بشكل خاص".

وناشدت صباح شابو جميع النساء للمشاركة في صياغة العقد الاجتماعي "نحن النساء في شمال وشرق سوريا ناضلنا كثيراً من أجل هذا اليوم وهذا العقد هو نتاج ثورة 19 تموز المعروفة بثورة المرأة التي أعطتها القوة والإرادة".

 

وبدورها قالت إدارية مكتب شباب الأرمن لوسناك كافوريان "المرأة عانت الكثير من التهميش والانكسارات منذ 5 آلاف السنين وإلى يومنا هذا، لكنها لم تبقى صامتة بل ناضلت وحققت مكتسبات عديدة ودافعت عن أرضها من أجل تحرير النساء من العبودية وعلى مر العصور ومن السلطات المتوارثة من جيل إلى أخر وخاصة السلطات العثمانية سابقاً والاحتلال التركي حالياً التي أرتكب أفظع الجرائم بحق النساء الأرمن والنساء من مكونات الأخرى".

وأكدت أن النساء في شمال وشرق سوريا تعملن اليوم من أجل صياغة عقد اجتماعي خاص بهن للدفاع عن حقوقهن ومنع استغلالهن مرة أخرى "المرأة في شمال وشرق سوريا لعبت ادواراً ريادياً في مجتمعاتهن ومنها السياسية والعسكرية وتناضلن بشجاعة للوصول إلى حقوقهن والحفاظ على مكتسباتهن "هذا العقد يحمي خصوصياتها من العادات والتقاليد البالية، فلا نريد أن يكون لجيلنا وللأجيال القادمة مستقبل كالذي قبلنا، بل نريد مستقبل جديد مبني على حرية المرأة".