"# صوتها_ما_غاب"… حملة توثق تضحيات الصحفيات الفلسطينيات وتدعو لحمايتهن

أطلقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين حملة الـ 16يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، لتؤكد أن صوت الصحفيات الفلسطينيات لا يغيب رغم الاستهداف، وحمايتهن تُعدّ أولوية وطنية ودولية مستمرة.

نغم كراجة

غزة ـ دعت المشاركات في المؤتمر، إلى اعتماد سياسة "صفر تسامح" تجاه العنف والتمييز، وتوفير حماية دولية ودعم نفسي وقانوني للصحفيات الفلسطينيات، معتبرات أن الاستهداف الممنهج لهن جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي.

أطلقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ـ لجنة المرأة والنوع الاجتماعي، أمس الثلاثاء 25 تشرين الثاني/نوفمبر، فعاليات حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، خلال مؤتمر احتضنه مركز التضامن الإعلامي في مدينة غزة، بمشاركة واسعة من الصحفيات والصحفيين، تحت شعار # صوتها_ما_غاب.

وألقت علا كساب عضوة الأمانة العامة للنقابة، كلمة أكدت خلالها أن صوت الصحفيات الفلسطينيات كان وما يزال حاضراً رغم الاستهداف المباشر، مشددةً على أهمية توفير بيئة عمل آمنة وضمان الحقوق المهنية والنقابية لهن، مشيرةً إلى أن النقابة تضع حماية الصحفيات والدفاع عن حقوقهن في صدارة أولوياتها، خاصةً في ظل ما يتعرضن له من مخاطر وانتهاكات مضاعفة خلال العدوان على قطاع غزة.

وخلال المؤتمر، تم الإعلان عن البيان الرسمي للحملة وقرأته عضوة لجنة المرأة صفاء الحسنات، والذي دعا إلى استمرار الجهود الوطنية والمجتمعية والدولية للحدّ من العنف ضد النساء، وأعلن عن سلسلة فعاليات ستنظمها النقابة ضمن الأيام الستة عشر المخصصة لمناهضة العنف ضد المرأة، كما سلط الضوء على سلسلة فعاليات ستنظمها النقابة خلال الأيام الستة عشر المخصصة لمناهضة العنف ضد المرأة.

 

"الصحفيات الفلسطينيات ما زلن في قلب الاستهداف"

وأوضحت صفاء الحسنات أن هذا المؤتمر جاء إيماناً بالحق الأساسي في الحياة الذي أكدته المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وفي مقدمتها المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحرصاً على حماية النساء والصحفيات وضمان سلامتهن وحقهن في العمل والأمان وحرية التعبير "أطلقنا هذا البيان لأن الصحفيات الفلسطينيات ما زلن في قلب الاستهداف الممنهج بالقتل والملاحقة، والعنف الرقمي والميداني الذي بلغ مستويات خطيرة تهدد حقهن في الحياة والعمل، ولأن 37 صحفية فلسطينية فقدن حياتهن خلال حرب الإبادة الأخيرة في غزة، فيما تتعرض عشرات الزميلات يومياً للتهديد والتحريض والتشهير ومحاولات إسكات أصواتهن في الفضاء الرقمي".

وأكدت أن حماية النساء والصحفيات مسؤولية وطنية ومهنية تتطلب موقفاً عاماً ومساءلة واضحة خاصةً محاسبة القوات الاسرائيلية على جرائمه بحق الصحفيات اللواتي فقدن حياتهن والأسيرات والجرحى واللواتي يتم مراقبة هواتفهن من قبل إسرائيل على مدار الساعة.

 

"صوت الصحفية الفلسطينية لن يخفت رغم الاستهدافات"

فيما أعلنت شيرين الكيالي عضوة لجنة المرأة والنوع الاجتماعي في نقابة الصحفيين الفلسطينيين عن مشاركة اللجنة الفاعلة في الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي أطلقت هذا العام تحت شعار # صوتها_ما_غاب "اخترنا هذا العنوان للتأكيد على أن الحقيقة لا تُغتال، وصوت الصحفية الفلسطينية لم ولن يختفِ رغم الاستهدافات المباشرة، ولابد من محاسبة الاحتلال على جرائمه الممنهجة بحق الصحفيات في القضاء الدولي ودعوة كافة المؤسسات الدولية والنسوية في الإعلام لأوسع حملة تضامن مع صحفيات فلسطين".

 

"من الضروري سنّ سياسات ملزمة لمناهضة العنف الرقمي"

وأوضحت الصحفية صابرين الحرازين في كلمتها أن المؤتمر الوطني انعقد برعاية نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومن خلال لجنة المرأة والنوع الاجتماعي، للإعلان عن انطلاق حملة 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة لعام 2025، وذلك بالتزامن الكامل مع الحملة العالمية التي تنظمها الأمم المتحدة سنوياً.

وترى أنه من الضروري سنّ سياسات وقرارات دولية ووطنية ملزمة لمناهضة العنف الرقمي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والاعتراف بالاستهداف الممنهج للصحفيات الفلسطينيات كجريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي، وتضمين الانتهاكات ضد الصحفيات الفلسطينيات في تقارير الأمم المتحدة "لأن الحقيقة أقوى من الرصاص، فإن صوتها ما غاب ولن يغيب، هذا وعد بأن الحقائق لا تنتهي باستهداف من يحملها بل ستبقى حية في كل تقرير نكتبه، وفي كل كلمة ننشرها وكل منصة نرفع فيها أصوات النساء".

وطالبت لجنة المرأة والنوع الاجتماعي باعتماد سياسة واضحة تقوم على "صفر تسامح" تجاه العنف والتحرش والتمييز، وضمان وصول الصحفيات لخدمات الدعم النفسي والقانوني، وتوفير بيئة مهنية آمنة تشمل سلامة ميدانية ورقمية، والضغط المتواصل لتوفير حماية دولية للصحفيات العاملات في مناطق النزاع، ومطالبة شركات التواصل الاجتماعي بإزالة المحتوى التحريضي والعنيف ضد النساء والصحفيات الفلسطينيات، إضافة إلى تدشين وثيقة معيارية لمعالجة شكاوي العنف والتحرش والتمييز في بيئة العمل الإعلامي؛ لتكون أول وثيقة نقابية مُلزمة تُنظم حماية العاملات وتطبق آليات للمساءلة والوقاية داخل المؤسسات الإعلامية.

كما شهدت الفعالية عرض فيديو توثيقي أعدته عضوة لجنة المرأة رشا أحمد، حيث يخلّد أسماء وصور الصحفيات اللواتي فقدن حياتهن في قطاع غزة أثناء تأدية رسالتهن الإعلامية، ما أثار تفاعلاً وتأثراً كبيراً بين الحضور.

وفي ختام المؤتمر، قامت عضوة لجنة المرأة حنان الريفي بفُتح دفتر توقيعات شارك فيه الحضور دعماً للحملة ورسالتها، وتأكيداً على الالتزام برفض العنف بكافة أشكاله، وتعزيز حضور ودور الصحفيات في المشهد الإعلامي الفلسطيني، تحت رسالة الحملة الموحدة # صوتها_ما_غاب.