سودانيات يشاركن في حملة الـ 16يوماً وتطالبن بآليات لمواجهة العنف

اجتمعت نساء وفتيات من مختلف الأعمار في قاعة كبيرة بمدينة دنقلا بالولاية الشمالية لإحياء فعاليات حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، التي جاءت هذا العام تحت شعار "من أمن النساء يولد السلام".

آية إبراهيم

السودان ـ أجمعت المشاركات في الاحتفالية على ضرورة التصدي لكافة أشكال العنف ضد المرأة، بما في ذلك العنف الرقمي، مؤكدات أن المرأة السودانية قادرة على الإنتاج والمشاركة الفاعلة في المجتمع رغم ظروف الحرب.

في قاعة كبيرة بمدينة دنقلا بالولاية الشمالية، اجتمعت اليوم الأربعاء الثالث من كانون الأول/ديسمبر، نساء وفتيات من مختلف الأعمار لإحياء فعاليات حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، التي جاءت هذا العام تحت شعار "من أمن النساء يولد السلام"، وقد اكتسبت المناسبة أهمية خاصة في ظل الظروف القاسية التي تعيشها النساء السودانيات مع استمرار النزاع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

وجاءت الاحتفالية بمشاركة المندوبة السامية وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بالسودان فابريزا فالشيوني التي أكدت على التزام الصندوق بإنهاء العنف ضد النساء والفتيات وتعزيز حقوقهن وكرامتهن ومشاركتهن، وقالت إن "تداعيات أي نزاع دائماً ما يقع على عاتق النساء والفتيات بشكل خاص وأن السودان ليس استثناء".

 

"صمود المرأة تدفعها نحو البقاء"

وعن تفاقم الأزمة الإنسانية وارتفاع حوادث العنف القائم على النوع الاجتماعي إلى مستويات عالية، قالت "لم نسمع عنها من قبل مثلما حدث في الفاشر ومناطق أخرى متضررة من النزاع، تواجه النساء والفتيات في مخاطر متزايدة من النزوح والاغتصاب والموت، وتعاني الكثير منهن من الزواج القسري وتشويه الأعضاء التناسلية، ومع ذلك لاتزال المرأة السودانية تظهر قوةَ وصمود فهي تواصل القيادة والأمل بموارد محدودة وشجاعة لا حدود لها"، مؤكدة أن "صمودها قوة دافعتها للبقاء رغم كافة التحديات".

واعتبرت المندوبة السامية أن "العنف القائم على النوع الاجتماعي انتهاك خطير لحقوق الإنسان، لذلك يجب أن يستمر عملنا لسلامة النساء والفتيات الذي يمثل أساس بناء المجتمعات المرنة والسليمة"، مشيرةً إلى أن حملة الـ 16 يوماً هي تذكير بالمسؤولية وسماع أصوات الناجيات وتكريم صمود النساء والفتيات وتجديد العزم على منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والتصدي له وتسليط الضوء على قضايا مهمشة.

 

"التغيير يمكن بالتكاتف"

وأكدت أن التغيير يمكن بالتكاتف وسماع أصوات النساء "إن العنف القائم على النوع الاجتماعي قضية مجتمعية يجب على كل شرائح المجتمع التصدي له".

وشهدت الفعالية إقامة معرض متنوع، عرضت فيه عدد من النساء منتجاتهن الخاصة من أعمال يدوية ومخبوزات منزلية وغيرها من الإبداعات المحلية، وقد جسّد المعرض صورة حية لصمود المرأة السودانية وقوتها في مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن المرأة قادرة على الإنتاج والمشاركة الفاعلة في مجتمعها، وأنها ترد على ما تواجهه بالفعل لا بالقول فقط.

 كما شددت المشاركات على ضرورة مناهضة العنف ضد المرأة بجميع أشكاله، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء المجتمع، محذرات من أن انتهاك حقوقها يعني تهديد مستقبل المجتمع بأسره.

 

"المرأة السودانية من أكثر الفئات تضرراً"

وقالت أمينة أمانة الشؤون الاجتماعية منال مكاوي، في كلمتها خلال الاحتفالية، إن المرأة السودانية تمثل الركيزة الأساسية للمجتمع ونواة الأسرة، مشيرةً إلى أنها من أكثر الفئات التي تضررت جراء الحرب التي أنهكتها وشردتها.

وأوضحت أن "قوات الدعم السريع" ارتكبت مختلف أشكال العنف ضد النساء، مما استدعى ضرورة وضع خطة متكاملة بالتعاون مع الشركاء عبر وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، والإدارة العامة للمرأة والأسرة، إضافة إلى المنظمات المعنية بالحماية، وذلك بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان.

وأكدت أن هذه الخطة تهدف إلى تمليك النساء مشروعات إنتاجية، وتوفير التدريب، ومناقشة البرامج التي تخدم قضاياهن وتدعم صمودهن "إن مراكز تنمية المرأة المجتمعية كان لها دور كبير تجاه خدمة المرأة، لذلك يجب الالتزام بالعمل من أجل تحسين الحياة والنهوض بالمرأة لأنها تمثل ركيزة المجتمع".

وبالرغم من عمليات الانتهاكات الواسعة التي تعرضت لها المرأة السودانية ما بعد اندلاع النزاع بين القوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلا أن الحفاظ على حقوقها والدفاع عنها تظل حاضرة حيث اتضح ذلك من خلال احتفال عدد من ولايات السودان بحملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات.