'صمود الشيخ مقصود والأشرفية مقاومة شعبية تقودها النساء'

يواجه حيي الشيخ مقصود والأشرفية حصاراً ممنهجاً من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام، وسط مقاومة شعبية تقودها المرأة، وتطالب نساء من عفرين والشهباء بفتح الطرق، وتنفيذ اتفاق 10 آذار، لضمان عودة النازحين بأمان.

نغم جاجان

قامشلو ـ منذ تولي جهاديي هيئة تحرير الشام زمام السلطة في سوريا، تصاعدت وتيرة المجازر اليومية في عدد من المناطق، ففي الساحل استُهدفت الطائفة العلوية، وفي السويداء تعرض أبناء الطائفة الدرزية لانتهاكات جسيمة، أما في حيي الشيخ مقصود والأشرفية فقد تعرض السكان لهجمات طالت التجمعات السكنية، ونشرت الرعب بين المدنيين، ورغم قسوة هذه الاعتداءات، جسّد أهالي الحيين مثالاً ملهماً في الصمود والتحدي، مؤكدين تمسكهم بحقهم في الحياة والكرامة.

تحدثت عضوات مجلس المرأة في مدينتي عفرين والشهباء حول التطورات الجارية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، مسلطات الضوء على حجم الانتهاكات والمعاناة التي يتعرض لها السكان هناك.

 

"الحكومة المؤقتة تكرر سياسات النظام السوري السابق"

أوضحت المنسقة في مجلس المرأة بعفرين والشهباء سوزان أوسو، أن الهجمات التي تستهدف حيي الشيخ مقصود والأشرفية تُنفذ من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام، مشيرةً إلى أن الحصار المفروض على الحيين مستمر منذ أكثر من عشرة أيام "الحكومة السورية المؤقتة تحاصر الحيين، وتمنع دخول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، كما تعرقل حركة السكان بشكل ممنهج، ورغم ذلك يُظهر الأهالي مقاومة بطولية في وجه هذه السياسات القمعية التي تُعيد إلى الأذهان ممارسات النظام السوري السابق".

وأكدت أن جميع مكونات حيي الشيخ مقصود والأشرفية تقف صفاً واحداً في مواجهة سياسات الإنكار، مشيرةً إلى أن هذا الصمود يعكس روح التنوع والتضامن التي يتمتع بها المجتمع، حيث تلعب النساء دوراً ريادياً في قيادة المقاومة.

وقالت "الشيخ مقصود والأشرفية هما رمزان للمقاومة، حيث تتعايش مكوناتهما بانسجام وتواجه التحديات معاً، هذا التلاحم الشعبي يُجسد رفضاً واضحاً للسياسات القمعية، لذلك نقف إلى جانبهم وندعم نضالهم وسنواصل الكفاح من أجل الحرية والحقوق حتى آخر رمق، فالمقاومة ستنتصر مهما اشتدت الهجمات وتعددت العقبات".

وأشارت سوزان أوسو إلى اتفاق 10 آذار مذكّرةً بأن من أبرز بنوده ضمان عودة نازحي عفرين إلى ديارهم بأمان، مؤكدةً أن الحكومة السورية المؤقتة لم تلتزم حتى الآن بتنفيذ هذا الاتفاق "من الضروري إيجاد حل فعّال يكفل عودة النازحين إلى عفرين دون تهديد لأمنهم وسلامتهم، وعلى الحكومة السورية المؤقتة أن تحترم بنود الاتفاق وتباشر بتنفيذها، بدلاً من الاستمرار في الانتهاكات التي تطال العائلات المقيمة حالياً، والتي تعاني من غياب الحماية والدعم، حماية المدنيين مسؤولية مباشرة تقع على عاتقها، وعليها أن تتوقف عن الاعتداءات، لن نعود إلى عفرين ما لم يتحقق الاستقرار الكامل".

ولفتت إلى أن الإغلاقات التي تفرضها الحكومة السورية المؤقتة تهدف إلى النيل من الروح المعنوية للشعب وإضعاف عزيمته، معتبرةً أن هذه السياسات تُشكل ضغطاً نفسياً ممنهجاً.

واختتمت حديثها بالقول "من الضروري فتح الطرق بين حلب ودمشق، فالكثير من مرضى السرطان، وطلاب الجامعات، والتجار، والمركبات المدنية يُمنعون من الوصول إلى العاصمة بسبب العراقيل التي تفرضها الحكومة السورية المؤقتة، ما يجري هو شكل من أشكال الحرب النفسية ضد الشعب، وعلى الحكومة المؤقتة أن تتخذ موقفاً واضحاً وتعمل على إيجاد حلول جذرية لمشاكل البلاد كافة".

 

"الشيخ مقصود والأشرفية نموذج للتنظيم الشعبي والمقاومة المدنية"

بدورها، أكّدت آرين بكر أن جهاديي هيئة تحرير الشام تواصل انتهاج سياسات مشابهة لتلك التي اتبعها النظام السوري السابق، مشيرةً إلى أن حيي الشيخ مقصود والأشرفية يحتضنان تنوعاً دينياً وطائفياً غنياً "في عام 2013، خاض سكان الحيين مقاومة تاريخية ضد سياسات النظام السوري السابق، وأصبحوا رمزاً للنضال الشعبي، واليوم تكرر الحكومة السورية المؤقتة ذات النهج القمعي، ما يدفعنا للاعتقاد بأن مصيرها سيكون كمصير سابقتها".

وقالت آرين بكر في ختام حديثها "أهالي الشيخ مقصود والأشرفية نظموا أنفسهم بشكل مستقل، وأنشأوا مجالسهم وكوميناتهم، وعززوا قدراتهم الدفاعية، كما أن حضور المرأة في هذه البنية التنظيمية كان بارزاً، وإن صمود سكان الحيين لا يقتصر على الدفاع عن أنفسهم، بل يُمهّد الطريق أيضاً لعودة أهالي عفرين إلى ديارهم بكرامة وأمان".