'صمت السلطة على الاغتصاب والإبادة بحق الإيزيديات يعد مشاركة مع المرتكبين'
طالبت ناشطات عراقيات من خلال وقفة تأبينية لضحايا مجزرة شنكال، الحكومة العراقية الاعتراف بالإبادة الجماعية بحق الإيزيديين وتشكيل لجنة للبحث عن المختطفين ومناصرة الناجين.

نور المرسومي
العراق ـ تحت شعار "سنجار تحيا والإبادة لا تُنسى"، خرجت نساء عراقيات في العاصمة بغداد بوقفة تأبينية لضحايا شنكال (سنجار)، أمس الأحد 3 آب/أغسطس الجاري، رغم أن البرلمان العراقي أقر في الأول من آذار/مارس الماضي، قانون الناجيات الإيزيديات لتقديم الدعم اللازم لهن، وشمل القانون الناجيات من الديانة الأثنية والدينية الأخرى من النساء اللواتي استهدفهن داعش عقب سيطرته على مساحات شاسعة سنة 2014 إلى 2017، وشمل القانون تقديم قطع أراضي ومبالغ مالية شهرية تعويض لما تعرضن له.
قالت الناشطة انتصار المياحي إن "هناك مؤتمر برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وحضر المؤتمر شخصيات كبيرة من بينها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة"، مؤكدة أن هذا المؤتمر كان عبارة عن "مسرحية" لا أكثر لأنه تضمن الكلمات (سنعمل، خططنا) كأن الحادثة متاجرة رخيصة واستعراض لوجع العراقيين ووجع الإيزيديين ما من حكومة تبقى على الأرض أمام نساء مختطفات منذ عام 2014 لحد هذه اللحظة "أي 11 عام من المعاناة والألم هناك أم تنتظر ابنتها وأب ينتظر أبنائه وبناته وهناك 2000 مختطفة يتم اغتصابهن والمتاجرة بهن ولحد الآن قضة المرأة ليس ضمن الأولوية ضمن البرنامج الحكومي".
وبينت أن كل عام في مثل هكذا مناسبات يتم الاستذكار فقط وهدر المال العام على مؤتمرات استعراضية تظهر تعاطفها، لكن في الواقع الكل يعاني "نحن نشارك في هذا اليوم الإيزيديين وجعهم ونستذكر ضحاياهم ونستذكر المأساة وحجم الجريمة".
من جانبها قالت الناشطة السياسية بشرى أبو العز إنهم تجمعوا من أجل استذكار الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش بحق الإيزيديين في شنكال"، مطالبة بأن تعترف كباقي الدول بأنها إبادة جماعية بحق الإيزيديين "اعترفت أكثر من 14 دولة عالمية بأنها إبادة جماعية لذلك يجب على الحكومة العراقية أيضاً الاعتراف بالإبادة، كما يجب تفعيل قانون رقم 8 لعام 2001 الذي أقره البرلمان لمناصرة وتأهيل الناجيات الإيزيديات وأيضاً المباشرة بشكل فعلي وحقيقي بالإعمار في شنكال".
بدورها أوضحت الناشطة المدنية دينا الطائي أنه مع اقتراب الانتخابات عقدت الحكومة مؤتمر يرعى قضية الإبادة بحق الإيزيديين كأنها رسالة رغم إهمال الحكومة لهذا الملف لمدة 11 سنة باتت اليوم تنظر لها قضية قريبة من الانتخابات.
وأضافت "نحن نرفض احتكار القضية في قاعات المؤتمرات لذا فضلنا نحن نقف في بغداد في ساحة التحرير بوجود كل المكونات ورسالتنا واضحة وهو تضامنا مع الشهداء والشهيدات وندعو لتحقيق جدي لمحاسبة المتورطين منذ بداية الانفلات المني في وقتها إلى الآن، الملف مهمل ونطالب بتشكيل لجنة للبحث عن المختطفات والمختطفين على الرغم من وجود تقارير تثبت وجودهم في سجون سوريا، والحكومة العراقية لم تخطو أي خطوة جدية في هذا الموضوع".
وأعربت عن استغرابها من موقف القوات الأمنية اتجاه وقفتهم "نحن في وقفة تأبينية وليست وقفة احتجاجية وقدوم القوات الأمنية لمنعنا من الوقوف مع الضحايا والاستهانة بهذه الضحايا ويخاطبونا بأن نذهب ونشعل الشموع على قبور الضحايا وكأن الضحايا الذي سقطوا منذ 11 سنة هم نتيجة موت اعتيادي رغم أنها مجزرة ومتورطة بها نفس القوى السياسية".
وقالت الناشطة المدنية إقبال صلال "كنساء مهتمات بالمرأة نطالب المجتمع الدولي أن يحقق في الجريمة بحق النساء الإيزيديات وما تعرضن له، وأجزم بأن بعض المسؤولين هم مشاركين بهذه الإبادة التي تعرض لها المجتمع الايزيدي".
رغم تعرض الوقفة إلى الفض من قبل قوات الأمن العراقية بحجة أنهم لا يملكون موافقات أمنية وفي المقابل ردد المشاركين في الوقفة "نحن اليوم في وقفة تأبينية ولسنا في مظاهرات حتى نجلب أوراق رسمية"، وحدث جدال بين الطرفين وتم فض الأمر في النهاية بوقفة سريعة وسرد خطاب الوقفة الخاص بها.