عشرة أيام من الحرب الإيرانية الإسرائيلية... مهاباد وخطواتها نحو الإدارة الذاتية

بعد مرور أكثر من أسبوع على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، تتخذ مدينة مهاباد شرق كردستان، خطوات نحو الحكم الذاتي على الرغم من التوترات القائمة.

فيان مهربرور

مهاباد ـ بعد مرور أكثر من أسبوع على الحرب الإسرائيلية الإيرانية، واجهت مدن شرق كردستان أيضاً هجمات وتحديات مختلفة، بدءاً من هجمات الطائرات بدون طيار والطائرات الصغيرة الإسرائيلية إلى أمن المساحات الحضرية من قبل الجمهورية الإسلامية، ومع ذلك، أصبحت مدينة مثل مهاباد ملاذاً آمناً لمواطني طهران وكرماشان ومناطق حدودية أخرى مثل بيرانشهر وسردشت.

ظلال الحرب

خلال الأسبوع الماضي، واجه سكان مدينة مهاباد صعوبة في الحصول على البنزين والخبز والعملة النقدية، كما تم تقنين بعض المواد الغذائية، مثل المعكرونة والتونة والمعلبات في المتاجر الكبرى، ولا تزال طوابير الخبز طويلة.

بالإضافة إلى أن الأسواق، باستثناء سوق المواد الغذائية، خالية تماماً، ودورة المبيعات متوقفة، كما أن السيولة النقدية معدومة في الأسواق، وتُشهد التعاملات غير الرسمية بالدولار أسعاراً أعلى من السعر الحالي.

أصبحت مدينة مهاباد، التي شهدت ظروفاً مختلفة خلال الأيام الثمانية الماضية، إحدى الوجهات المفضلة لأهالي إيران وشرق كردستان. في ظل غياب الجهات الحكومية لدعم النازحين، أصبحت منازل أهالي مهاباد تستضيف المعارف وحتى الغرباء.

تقول كيميا سيفي، التي تقيم مع عائلتها في منزل صديقتها في مهاباد "كنا من سكان منطقة بونك، وبعد اشتداد الهجمات، اضطررنا لمغادرة المدينة، فجئنا إلى شرق كردستان وقضينا أول يومين في بيرانشار، ثم أصبحنا ضيوفاً في مهاباد".

ونزحت شيدا مير محمدي، من كرماشان إلى منزل أقاربها في مهاباد، وتقول "عندما بدأت الهجمات، انطلقنا نحو مهاباد، ونحن الآن مع أقاربنا منذ أسبوع. نشعر بالحزن لأننا تركنا منازلنا، لكن تضامن شعبنا وشعوره بالمسؤولية يمنحنا الأمل".

 

خطوات الإدارة الذاتية في مهاباد

على الرغم من أن الفقر ونقص المرافق قد أثقلا كاهل حياة الكثيرين في شرق كردستان وإيران، إلا أن الشعب بوحدته وتضامنه يحاول التخلص من حكومة نهبت موارد الشعب لسنوات ولم تجلب له سوى حياة شاقة.

في هذه الظروف الصعبة، أثبتوا أنه إلى جانب الوحدة والتضامن، لا يمكن إلا للتنظيم الذاتي والإدارة الذاتية للشعب أن يكونا مدخلاً إلى طريق الحرية، وهذا العمل لا يمكن تحقيقه إلا بقيادة المرأة، والذاكرة التاريخية وسط التجارب القديمة خير دليل على هذا الادعاء.

وفي هذا الصدد، تقول عائشة. ج "في أوقات الحرب والمحن، تقوم النساء بأعظم الأعمال السياسية ويحملنها معهنّ بفطرتهن، وهذا هو فن الرعاية. بهذه الفطرة، يمكن للمرأة التنظيم والحماية والتخطيط للمستقبل. الأمر نفسه في جميع الحروب، لكن النظام الأبوي والهيمنة وبناء المجتمعات الطبقية وقمع المرأة، أدى إلى تجميد الثورات الكبرى. ما نحتاجه اليوم هو منظمات شعبية تقودها النساء. لعبت نساؤنا أيضاً دوراً بارزاً في ثورات الماضي المنهوبة، وهنّ اليوم رائدات التنظيم في قلب الأزمة. هؤلاء النساء هنّ من يُسقطن هيمنة السلطة الأبوية".