'شنكال تحيا بإرث الشهيدة برفين نورحق ورفيقاتها'
أصبحت الشهيدة برفين نورحق رمزاً لنضال النساء الإيزيديات ومصدر قوة وأمل لهن، وشكّلت تضحياتها ورفيقاتها أساس تحرير شنكال.
فراشين مرفان
شنكال ـ في الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر 2021، استشهدت برفين نورحق (خانم دمير)، إحدى مقاتلات وحدات المرأة الحرة (YJA Star)، في الهجوم الجوي الذي شنه الاحتلال التركي على منطقة كاره، لتُخلّد ذكراها في مختلف أجزاء كردستان والعالم.
من بين المناطق التي تستحضر تضحيات برفين نورحق منطقة شنكال، حيث لعبت دوراً بارزاً في حياة الإيزيديات بعد كارثة الفرمان عام 2014، وتحدثت الإيزيديات عن نضالها، مؤكدات أن وجود المقاتلات في صفوف حركة الحرية منحهن القوة للتعرف على ذواتهن ودورهن في مقاومة القمع.
"تضحيات المقاتلات إرث لا يُمحى من ذاكرة شنكال"
حول لقائها بالشهيدة برفين نورحق، تقول عضوة مؤسسة عوائل الشهداء برفي إلياس، "تعرفت على المناضلة برفين نورحق عام 2015، وفي أصعب الظروف التي واجهها المجتمع الإيزيدي وخاصة النساء، كانت معنا دائماً، تعتني بأطفالنا، حتى أن الناس كانوا يقولون إنها ابنة شنكال".
وأكدت أن برفين نورحق شكّلت مصدر قوة وإلهام للشباب والنساء "لقد كانت قائدة ومعلمة لفتياتنا، فهي من تولّت تنسيق المعارك وفي الوقت نفسه أدّت دور المربية، قربها منّا جعلها حاضنة لأطفالنا، وبصفاء روحها ونقاء قلبها واصلت العمل والنضال في جبال شنكال، لقد كانت بالنسبة لنا ولأطفالنا، رمزاً للقوة والأمل، وكان ذلك ينعكس في بريق عينيها".
وأضافت "من خلالها تعرفنا على فكر وفلسفة القائد أوجلان، وبفضل تضحياتهم تحررت شنكال من قبضة داعش، واليوم بفضل برفين نورحق ورفيقاتها، يواصل المجتمع الإيزيدي حياته على أرض شنكال بثقة وإصرار، لقد كانت بالنسبة لنا حارسة لتراثنا وثقافتنا".
في ختام حديثها، شددت برفي إلياس على أن الإيزيديات استمدن قوتهن من تضحيات المناضلات "بروز قوة النساء الإيزيديات اليوم داخل المجتمع هو ثمرة نضال برفين نورحق ورفيقاتها الشهيدات اللواتي قدّمن أرواحهن من أجلنا"، مشيرةً إلى أن "حركة حرية المرأة قدّمت العديد من الشهيدات، وتضحياتهن أمانة في أعناقنا، نسعى لأن نكون أوفياء لهم ولتضحياتهم، وأن نحافظ على إرثهم".
وترى أن تحرر شنكال من قبضة داعش كان بفضل تلك التضحيات "لن نسمح أن تذهب دماؤهن سدى أو أن يستولي العدو على منطقتنا، سنواصل نضالنا بعزيمة أقوى، وأهم ما يجب أن نتمسك به هو الوفاء لتضحيات برفين نورحق ورفيقاتها".
"برفين نورحق منحتنا الأمل في أصعب الأيام"
بدورها، تحدثت زوزان سيمو، عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية، عن معرفتها لبرفين نورحق، مشيرةً إلى أن وجود المقاتلات في شنكال كان نقطة تحول في حياة النساء الإيزيديات، إذ منحهن القوة والأمل في أصعب الظروف "منحتنا قوة عظيمة، خاصة عندما وقع الفرمان وبقيت الفتيات في قبضة داعش، وقفت برفين نورحق ورفيقاتها إلى جانبنا، وقدمن دعماً كبيراً للإيزيديات، لقد قاتلت في شنكال، واليوم نسير على خطاها ونحافظ على مكتسباتهن".
وأضافت "شبابنا اليوم من خلال تمسكهم بالبقاء في شنكال والدفاع عنها، يواصلون إرث برفين نورحق ورفيقاتها الشهيدات اللواتي قدمن تضحيات لا تُقدّر بثمن، لقد تركت أثراً عميقاً، ولن نسمح أن تذهب تلك التضحيات سدى، لقد جاءت في أصعب الأيام للوقوف إلى جانب الإيزيديات، وعندما رأيناها شعرنا بالدهشة، وقلنا إن هؤلاء النساء يحملن السلاح وأتين لدعمنا، لقد تركت قوتهن أثراً لا يُمحى في قلوبنا، ومن خلالهن اكتشفنا قوتنا".
أكدت زوزان سيمو أن النساء الإيزيديات سيواصلن السير على نهج وفكر القائد أوجلان وعلى خطى الشهيدات حتى النهاية "لقد علمتنا أفكار الحرية التي طرحها القائد أوجلان، ومنحتنا القوة كنساء إيزيديات، ولن ننسى أبداً تضحيات برفين نورحق ورفيقاتها، وسنظل أوفياء لإرثهن عبر نضالنا المستمر"، مشيرةً إلى أن "المئات من الشباب والنساء الإيزيديات يسيرون على خطاهن، متمسكين بالتضحيات التي قدمنها دفاعاً عن شنكال".
وترى أنه "لولا برفين نورحق ورفيقاتها لما استطعنا أن نكون هنا ونناضل، لقد كان هناك فراغ كبير في المجتمع الإيزيدي من ناحية النساء، لكن تضحياتهن جعلتنا نتعرف على فكر وفلسفة القائد أوجلان، واليوم نواصل مسيرة حرية المرأة"، مؤكدةً "سنحقق أحلام الشهيدات من أجل حرية المرأة ونوصلها إلى النصر، وكما نتمسك بذكرى شهدائنا، فإننا أيضاً نتمسك بذكرى المقاتلات اللواتي قدمن أرواحهن دفاعاً عن شنكال".
وأوضحت أن المقاتلين والمقاتلات الإيزيديين وأطفالهم أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع "ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والدفاع عن هذه الأرض، وهؤلاء هم أبناءها وكمجتمع إيزيدي نحتضنهم، لن ننسى أبداً تضحيات المقاتلات، وسنعمل على أن يصبح نضالنا أقوى يوماً بعد يوم، نحن ثمرة فكر حركة حرية المرأة، ونؤكد مجدداً وفاءنا لعوائل الشهداء"، وأضافت "عانينا من فرمان قاسي، ولن ننسى تلك المأساة أبداً، وكلما تمسكنا بأرضنا وثقافتنا، فإننا نتمسك أيضاً بذكرى المقاتلين الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن شنكال".