شعلة نوروز هي الرد على مخططات وسياسات التدمير

لقد كان هناك دائماً رد فعل على السياسة التي تم تنفيذها ضد إرادة ووجود الشعب الكردي منذ آلاف السنين، إلا أنه في كل حقبة من تاريخه، ومهما كان الوضع، كان يوقد نار كاوا الحداد كل عام في عيد نوروز.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ آذار الذي يسمى بشهر نوروز هو شهر الحداد والفرح لدى الشعب الكردي، وأهم أيامه 21 آذار، أي عيد نوروز العيد القومي للشعب الكردي، ففي هذا التاريخ عام 612 قبل الميلاد تمرد كاوا الحداد على الضحاك الظالم، وجمع الشباب حوله وأنهى عهد الدكتاتور، وأشعل النار على قمة الجبل علامة على الحرية والانتصار، لذلك أصبحت النار في نوروز رمزاً للخلاص والحرية.

إلى جانب أن شهر آذار هو شهر نوروز، كما تصادف فيه أياماً مؤلمة أيضاً، ففيه ذكرى مجزرة حلبجة، وحرق سجن الحسكة، وانتفاضة قامشلو، واحتلال عفرين، وتفجير احتفالات ليلة نوروز في الحسكة، وأخيراً المجزرة التي وقعت في قرية برخبوطان في كوباني.

 

"سياسات وجرائم الإبادة مستمرة بحق الشعب الكردي"

وعن تلك الأحداث وخاصة في هذا الشهر، أكدت جيندا أحمي أنه يتم تنفيذ خطط وسياسة إبادة وتدمير عميقة ضد هوية ووجود الشعب الكردي، "تنفذ سياسة قذرة ضد الهوية الكردية منذ آلاف السنين وما زالت مستمرة بطرق وأساليب متعددة، فقد ثار وتمرد الشعب الكردي على الظلم والقمع منذ التاريخ، وشهر آذار مقدس لدى الكرد فقد شكل بداية التمرد والخلاص، لأنه يوجد فيه يومين تاريخيين مميزين يحميان وجودنا وهويتنا وهما 8 و21 آذار، ونوروز هو يوم التحرير للشعب الكردي، فيه تمرد كاوا الحداد على الحاكم ضحاك وانتصر عليه وأشعل نار التحرير، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن بدأ خط المقاومة ضد مخططات وأعمال التدمير والتخلف وما زال مستمراً".

 

"ماتت الإنسانية مع مجزرة حلبجة"

وبينت جيندا أحمي أن أعداء الكرد يريدون تحويل شهر آذار/مارس إلى شهر ألم ومعاناة، "تواصل القوى الحاكمة التخطيط والقيام بأشياء مشينة ضد الهوية الكردية، فهي تريد تحويل هذا الشهر إلى شهر أسود، إلا أن نار نوروز التي توقد كل عام هي رد على المخططات والأعمال التي ينفذونها، لذلك دأبوا على ارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي خلال هذا الشهر، مثل مجزرة حلبجة في 16 آذار عام 1988، التي استخدم فيها صدام حسين الأسلحة الكيميائية ضد كرد حلبجة، مما أدى إلى مقتل 5000 من النساء والرجال والأطفال وكبار السن، لقد كانت هذه المجزرة مؤلمة للغاية لدرجة أنها لن تُنسى أبداً، يمكننا القول إن الإنسانية ماتت في مجزرة حلبجة".

 

"نظام البعث منع الاحتفال بعيد نوروز وارتكب المجازر بحق الكرد"

وعن انتهاكات نظام البعث، قالت جيندا أحمي، "كان ينفذ العديد من المخططات والهجمات ضد الكرد، في 24 آذار 1993، أحرق سجن الحسكة ووقعت مجزرة، وفقد على إثرها 61 شخصاً حياتهم، 25 منهم من الكرد، وفي 12 آذار في عام 2004، حاول نظام البعث خلق فتنة بين الكرد والعرب، ونتيجة لذلك أصيب 160 شخصاً، وفقد 30 كردياً حياتهم، لقد أراد دائماً خلق الفوضى والفتنة في يوم نوروز ومنع الاحتفال به، كما قام مرات عديدة في هذا اليوم باعتقال الشباب الكردي وتعذيبهم، إن نوروز هذا العام مختلف خاصة مع سقوط هذا النظام".

 

"مخططات إبادة الكرد مستمرة من خلال التهجير والغزو والاحتلال"

وتابعت جيندا أحمي حديثها بالقول إنه "هاجم الاحتلال التركي مقاطعة عفرين في 20 كانون الأول 2018، واحتلتها في 18 آذار، وبالتالي اضطر الآلاف من الأشخاص إلى النزوح وأصيب واستشهد المئات، حيث قام وأسكنت الدولة التركية عائلات المرتزقة في عفرين بدلاً من المهجرين، ومؤخراً نفذت مجزرة في قرية برخبوطان في كوباني بحق عائلة مدنية أرادت الاحتفال بعيد نوروز راح ضحيتها 9 أشخاص، 7 منهم أطفال".

 

"شعلة نوروز ستبقى متقدة دائماً وستكون الرد"

ولفتت جيندا أحمي إلى تفجير احتفالات ليلة نوروز 2015 الذي نفذته داعش في حي المفتي بمدينة الحسكة، "أدى إلى مقتل 53 شخصاً، لقد أرادوا منع نوروز الشعب الكردي بهذا التفجير، لكن نار نوروز ستبقى متقدة دائماً وتكون رداً على القمع والظلم وخطط الإبادة".

 

"القائد أوجلان جعل من نوروز، نوروز الشعوب"

وفي ختام حديثها، أشارت جيندا أحمي إلى أن نوروز 2025 سيكون نوروز الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، والحل لأزمة الشرق الأوسط، "إنه يوم تاريخي للشعب الكردي، يحتفل الكرد بهذا اليوم بحماس أينما كانوا، القائد أوجلان جعل من نوروز يوماً تاريخياً لجميع مكونات المنطقة والشعوب المضطهدة، واليوم نرى في إقليم شمال وشرق سوريا أن كافة المكونات توقد نار نوروز بألوانها وأزيائها الشعبية، وهذه أيضاً رسالة مهمة جداً، فبالرغم من الجهود المبذولة لإلغاء هذا اليوم، إلا أن الجميع اليوم يعتبرون هذا اليوم قيماً ومهماً، وعلى هذا الأساس فإن لكل أمة ودين ومعتقد أياماً خاصة للاحتفال والفرح والحداد، وفي سوريا الجديدة، نريد تنمية لون وتضامن الشعوب الموجود في إقليم شمال شرق سوريا وفي كامل سوريا، وينبغي أن يتمكن الجميع من الاحتفال بتاريخهم وأعيادهم وأيامهم الخاصة بكل سهولة".