"شهداء وطننا" يوقظ الذاكرة الإيزيدية
أطلقت فرقة بيريفان، التي تواصل نشاطها الثقافي تحت إشراف مركز الثقافة والفن التابع لمنطقة شنكال، عملاً فنياً جديداً بعنوان "شهداء وطننا"، وقد تم إصدار الكليب بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشرة لمجزرة الثالث من آب/أغسطس.

روناهي زردشت
شنكال ـ مجزرة شنكال التي وقعت في 3 آب/أغسطس 2014 هي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها داعش بحق الشعب الايزيدي، وتُعد تلك الجرائم إبادة جماعية بكل المقاييس.
بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لمجزرة الثالث من آب/أغسطس 2014، أطلقت فرقة بيريفان، التي تواصل نشاطها الثقافي تحت إشراف مركز الثقافة والفن التابع لمنطقة شنكال، كليباً جديداً بعنوان "شهداء وطننا".
إعداد كليب "شهداء وطننا"
تحدثت عضوات فرقة بيريفان عن تفاصيل إعداد الكليب الذي كتب كلماته إيفان خضر جونو، وألّفت موسيقاه إيفين زندا، وقد خُصص هذا العمل الفني لتكريم جميع الأمهات وعوائل الشهداء، من خلال الأغاني والمشاهد التي تعكس تضحياتهم.
وأشارت نوروز أحمد، إحدى عضوات الفرقة، إلى أهمية الفن والثقافة في إحياء التاريخ الإيزيدي، قائلة "من خلال أعمالنا الفنية والثقافية نسعى لإحياء قيمنا الأخلاقية العريقة، نحن النساء والشابات نعمل من أجل ثقافة مجتمعنا وهويتنا الإيزيدية، فالدين والثقافة مترابطان، وكذلك المرأة والطبيعة، وبصفتي امرأة، أستمد قوتي من هذه الأنشطة".
ولفتت إلى أنه "قبل المجزرة، لم تكن النساء حاضرات في المجتمع، بل كنّ محصورات بالمنازل، لكن بفضل أفكار القائد أوجلان، استطاعت النساء أن يخطين خطوات كبيرة، وأصبحن قادرات على فعل كل شيء".
دعوة للحفاظ على الإيمان والثقافة
وأضافت نوروز أحمد "بالفعل، هذا شيء جميل جداً، إذا أرادت المرأة، فهي قادرة على تحقيق الكثير، في جوهر الديانة الإيزيدية، كل شيء مرتبط بالنساء، لذلك، علينا ألا نسمح بتهميش ثقافتنا وإيماننا، بل نحميهما وننقلهما للأجيال القادمة، رسالتي هي ألا يبتعد مجتمعنا عن ثقافته وإيمانه، ويجب أن تكون الإيزيديات في طليعة الثقافة والفن، وألا يعتبرن أي تحدي عائقاً أمامهن، فليكن الفن والقيادة من نصيبهن، وليحافظن على التراث دون خوف".
أعمالهم تعرّف العالم بثقافتهم ومعتقدات ديانتهم
بدورها، أوضحت سوسن حميد، عضوة أيضاً في فرقة بيريفان، في بداية حديثها أن الفرقة تسعى من خلال جهودها إلى التعريف بالثقافة والمعتقدات الإيزيدية، حتى من خلال تفاصيل الملابس والزينة "لقد استُهدِفنا بهذه المجازر بسبب ثقافتنا ومعتقداتنا، نحن الإيزيديون لا يمكننا النجاة إلا بالتمسك بديننا وإيماننا، وسنواصل السير على هذا الطريق مهما كان الثمن".
وعن الإعداد الجماعي للكليب، أشارت إلى أن "هذه الأغنية أُعدّت بشكل جماعي تكريماً لشهداء وطننا، وستكون بمثابة ردّ على أعدائنا. قبل المجزرة، كانت هناك حقيقة واضحة، لكن نتائجها كانت ثقيلة جداً، النساء تعرضن لضغوط وانتهاكات كبيرة، أما اليوم، فنحن الشابات نعتلي خشبة المسرح ونغني بكل ثقة وقوة".
كما تطرقت سوسن حميد إلى ظاهرة هجرة الشباب الإيزيديون إلى خارج البلاد "اليوم، الكثير من الإيزيديين يغادرون البلاد، ومعظمهم يبتعدون عن ثقافتهم ومعتقداتهم، عندما يهاجرون، ينظرون إلى ثقافات مختلفة وينسون ثقافتهم الأصلية، أينما كانوا، يجب ألا يبتعدوا عن ثقافتهم، بل يتمسكوا بها دائماً"، لافتةً إلى أن "ثقافتنا العريقة تواجه خطر الزوال، ولم تعد تُعرف إلا من خلال الجدات، فعلى سبيل المثال، فقط أمهاتنا يرتدين الملابس البيضاء التقليدية، بينما الشباب لا يفعلون ذلك، عليهم أن يتمسكوا بثقافتهم ومعتقداتهم حتى لا تُمحى".
"الشهيد هو حقيقتنا"
وأوضحت جيلان ميشمي، إحدى عضوات فرقة بيريفان، أن الفرقة أعدّت كليباً احترافياً بعنوان "شهداء وطننا" بعد فترة طويلة من التحضير "واجهنا العديد من التحديات والنواقص أثناء تصوير الكليب، وقد أجرينا تدريبات موسيقية لعدة أشهر، بما أن هذه الأغنية خُصصت لشهداء وطننا، فإننا مهما فعلنا لا نستطيع أن نوفيهم حقهم، فنحن مدينون لهم، من خلال هذا العمل، نريد أن نكون صوتاً للشهداء".
وأضافت "خلال فترة العمل على الكليب، عشنا مشاعر الحزن والفرح معاً، وهذه التجربة تركت أثراً عميقاً في نفوسنا، والشهداء بالنسبة لنا هم الحقيقة، ولن ننسى أبداً تضحياتهم، وهذا الكليب أُنتج لكيلا ننسى الشهداء، وكأعضاء في فرقة بيريفان نُهدي هذه الأغنية إلى أمهات الشهداء وجميع عائلاتهم".
العودة إلى الجذور من خلال الثقافة والفن
من جهتها، عبّرت نسرين أحمد، عضوة أخرى في الفرقة، عن مشاعرها وأفكارها بالقول "نحن كفرقة بيريفان نريد أن نُظهر ثقافتنا، إيماننا، وتقاليدنا، الجيل الجديد لا يعرف الكثير عن تراثه الثقافي، وهناك ضعف واضح في الحفاظ عليه، إذا لم يهتم المجتمع بثقافته، فإن وضعه سيتدهور"، لافتةً إلى أن "هناك تقدم كبير تحقق بفضل النساء، في السابق، كن تغنين فقط داخل حدود المنزل، أما الآن فالوضع تغيّر، بفضل فكر وفلسفة القائد أوجلان، أصبحت النساء رائدات في الثقافة والفن والإيمان".
وأضافت "نحن نسعى من خلال أعمالنا الثقافية إلى إيصال هذا التراث إلى الشباب، كي يتعرفوا على ثقافتهم وإيمانهم، ويجب ألا يُنسى هذا التراث، بل يجب أن يُحيى في كل مكان".